"قتلت أبويا من غير قصد، بعد ما خلي بوعده ليا ورفض يبع قطعة الأرض اللي كان هيجوزني بيها اللي بحبها".. كانت هذه بداية اعترافات الشاب أحمد المتهم بقتل والده في محافظة الشرقية. البداية كانت بتلقى اللواء خالد يحيى، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة الزقازيق، يفيد بعثور أهالي قرية شنبارة، على "صابر عبدالرحمن محمد الجزار" 60 عامًا، عامل بالمعاش، ومقيم بالقرية، مذبوحًا داخل غرفته بالطابق الأرضي بمنزله المكون من ثلاثة طوابق، يقيم به هو وزوجته وثلاثة أبناء، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 14954 إداري المركز. وتبين من التحريات أن الحادث لم يكن بدافع السرقة كما انتشر الخبر بين الأهالي، حيث تعالت الشائعات تروج لمقتل "صابر" على يد عصابة حاولت سرقة المواشي، وحينما قاومهم ذبحوه. وفور المعاينة المبدئية لمسرح الجريمة، عثر فريق البحث الجنائي على جميع متعلقات القتيل كاملة، وتبين سلامة كافة منافذ ومداخل المنزل، وعدم وجود دوافع سرقة وراء القتل، ليتأكد لفريق البحث، أن الجاني هو أحد أفراد الأسرة. بدأ فريق البحث، في وضع خطة تتضمن فحص جميع أفراد الأسرة وتحركاتهم، وأماكن تواجدهم أثناء الحادث، وتوصلت التحريات إلى أن مرتكب الحادث هو أحمد، 23 عامًا، فلاح، نجل المجني عليه، حيث ارتبك خلال مناقشته، وأكد للمباحث، أنه كان في حظيرة المواشي وقت الحادث، وحينما سمع استغاثة والده، خرج مسرعًا فوجده جثه هامدة، والدماء تسيل منه. وبتضييق الخناق على "أحمد" اعترف بارتكابه الواقعة، وأرشد عن السلاح المستخدم في الواقعة، وعن ملابسه التي أخفاها، وتم التحفظ عليه وبعرضه على النيابة العامة، اعترف تفصيليًا بالحادث. وأكد أحمد أنه كان معجب بإحدى فتيات القرية ويرغب في الزواج منها، وأن والده، وعده ببيع قطعة أرض لكي يزوجه، ثم خلف وعده ووجه إليه بعض العبارات المهينة، فحدثت بينهما مشادة كلامية، قام على إثرها بطعنة في رقبته بدون قصد، وحينما رأى الدماء إرتعد وأخفى السكين، وملابسه التي تلطخت بالدماء، وأخبر أخوه، الذي عاد من توزيعه اليومي للبن وقتها، أنه دخل الغرفة على والده ووجده ينزف، وصدقه أخوه، وحملا معًا جثة والدهما ووضعاها على السرير، إلا أن والدته صرخت حينما رأت الدماء؛ فتجمع أهل القرية على صوت الصراخ.