حالات من الخوف والرعب وسط كر وفر عاشها جميع أهالي بندر فرشوط، خلال السنوات الخمس الماضية، بسبب الخلافات المستمرة بين " عائلتي " السحالوة " و" المخالفة " والتي راح ضحيتها 12 ضحية ( 6 من كل عائلة ) ، وعشرات المصابين سواء من العائلتين أو من خارجهما، فضلًا عن إشعال النيران في الممتلكات العامة والخاصة ، منذ بداية الخلافات بينهما في 2010. الاشتباكات الثأرية التي كانت بين عائلتي السحالوة والمخالفة لم تؤدي إلى وقوع ضحايا من الجانبين ولا أبرياء كذلك، بل حولت فرشوط إلى مكان غير آمن للتجارة، بعدما كانت هى المدينة الأشهر تجارة في قنا ، واتخذها شيخ العرب همام أمير الصعيد عاصمة لحكمه، فأغلقت المحلات التجارية أبوابها، وهرب آخرون من جحيمها، بحثًا عن لقمة عيش في سلام. بداية الخلافات ووفقا لروايات الأهالي، تعود أسباب الخلافات بين العائلتين إلى هجوم مسلحين من عائلة "المخالفة" سيارة ميكروباص تقل سيدات من عائلة "السحالوة" أثناء ذهابهن للإدلاء بأصواتهن في انتخابات مجلس الشعب 2010، بعدها بدأ أطراف من العائلتين التربص لبعضهما البعض، حتى نشبت مشاجرة بالأسلحة النارية بين العائلتين بسبب لهو الأطفال و رش المياه في الشارع، وزادت من حدتها بعد أن دفعت كل عائلة بمرشح لها في الانتخابات البرلمانية. الضحايا من الجانبين وفي عام 2011، لقي أشرف فريج، من عائلة المخالفة، مصرعه، في اشتباكات بين العائلتين، لتبدأ مرحلة التصفية الجسدية، التي زاد من حدتها بعد ذلك دفع كل عائلة بمرشح لها في الانتخابات البرلمانية، حتى وصل عدد القتلى إلى 12 شخصًا هم: أشرف فريج، وجمال رشدي، ومؤمن منصور، وعلي طلعت، وعنتر عبد الجواد، و سامي طه، من عائلة "المخالفة"، ومحمد وجيه، وعيسى ونس، وحسان حسانين، وناجي محمدين مغربي، ومحمد حمزة، ومحمود صدقي رأفت وشهرته "زاهر"، من عائلة السحالوة. وتقول مصادر أمنية إن هناك عدة أشخاص أصيبوا بطلقات نارية نتيجة الاشتباكات بين العائلتين، منهم أشخاص من خارج العائلتين تصادف وجودهم أثناء وقوع الاشتباكات، فضلًا عن اشتعال النيران في المنازل، والممتلكات الخاصة، ومحصول القصب، وحالات الخطف المتبادل، وإطلاق النيران على المرضى داخل مستشفى فرشوط المركزي. الدور الأمني كانت الأجهزة الأمنية بفرشوط، برئاسة العقيد أحمد فجر رئيس فرع البحث الجنائي، والنقيب محمود الطباخ، معاون أول وحدة مباحث المركز، تحاول حل الخلافات الثأرية بين العائلتين، وألقت القبض على عدد من المتهمين من العائلتين، وأحالت القضايا إلى النيابة العامة، التي أحالتها لمحكمة الجنايات، وقضت المحكمة في قضيتين، الأولى بإحالة أوراق 4 متهمين إلى المفتي منهم 3 غيابيًا، والأخرى بالمؤبد ل 7 متهمين منهم 6 غيابيًا مساعي الصلح وحاولت القيادات الشعبية بقنا بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ، حل هذه الخلافات بين العائلتين منذ بدايتها، وكان لتساوي عدد الضحايا بين الجانبين، 6 قتلى من كل جانب، فرصة مناسبة لتهدئة الأمور وعودتها إلى نقطة تلاق بين الطرفين، وإقناعمهما بالصلح. وتم تشكيل لجنة مصالحات منذ قرابة شهر لتقريب وجهات النظر بين العائلتين، ونجحت اللجنة في ذلك واتفق الجميع على الصلح والتراضي وسط فرحة كبيرة عمّت فرشوط بأكملها والمراكز المجاورة. كلمة " شرف " وقال الشيخ الدكتور أحمد عبداللطيف الكلحي، عضو لجنة المصالحات بقنا، إن العائلتين اتفقتا على الصلح وردم الدم، والتنازل عن كافة القضايا بينهما، حتى يعود الأمن والأمان إلى فرشوط، وتعود المدينة إلى طبيعتها المعروفة. وأضاف، أنه سيتم عقد مراسم إنهاء الخصومة الثأرية بين العائلتين بحضور اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، واللواء صلاح الدين حسان، مدير الأمن، ومندوب عن رئاسة الجمهورية وآخر عن مشيخة الأزهر، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية، يوم الجمعة القادم بقنا، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وأوضح أنه لم يتم تحديد شرط جزائي بين الطرفين اللذان اعتمدا على "كلمة شرف" لإنهاء الخصومة بينهما، لافتًا إلى أن الطرفين اتفقا على التصالح في كل القضايا الجنائية، على أن يقوم كلاهما بإبداء حسن النية، كما تعهد الطرفان أمام اللجنة المكونة من النائب السابق كمال تقادم الليثي، والشيخ الدكتور أحمد عبداللطيف الكلحي، والدكتور صلاح صالح، عميد كلية التربية بقنا، وعبدالمعطي أبوزيد، إمام مسجد سيدي عبدالرحيم سابقًا، وحمدي حسن أبوقريع، والعمدة عبدالباسط الحداد، عمدة المطاعنة بإسنا، بإنهاء الخلافات ودرء الخصومة الثأرية التي أرهقت الجميع.