يتطلع عشاق الحرف اليدوية وسحر الطبيعة لإقامة المهرجان السنوي الخامس للفخار والخزف بقرية "تونس" بالفيوم، والذي ينطلق في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر المقبل. وقال منظمو الحدث في الدعوة التي نشرت على فيسبوك إن المهرجان يمثل "حدثًا فنيًا تراثيًا سياحيًا دوليًا، يقام سنويًا ويجذب مئات المبدعين والسائحين وعشاق التراث الفنى والمهتمين من كل أنحاء العالم، ويوفر العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لشباب أكثر من أربعين قرية مبدعة بالفيوم، والأهم يرتبط ارتباطا عضويا بالفكر والثقافة الشعبية التى هى عنوان الهوية الوطنية.. هذه الثقافة التى ينبغى أن تكون شأنًا يوميًا للشعب بكل طبقاته وفئاته وبخاصة الشباب، لتدعم حقه فى تحقيق ذاته ورفع شأن بلده ثقافيا وفنيا واقتصاديا واجتماعيًا". ونجحت جهود الفنانين التشكيليين محمد عبلة، وأحمد أبو زيد، وفناني الخزف بقرية تونس، في وضع مهرجان تونس للخزف والحرف اليدوية على الأجندة السياحية لوزارة السياحة كمهرجان سنوي عالمي، يقام بالتعاون مع وزارة السياحة و محافظة الفيوم ممثلة فى الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة. وقال محمد كمال، مدير هيئة تنشيط السياحة بالفيوم، إن الدورة الحالية لمهرجان الخزف والفخار بتونس، هي الدورة الخامسة، والتي ستبدأ فى 3 ديسمبر المقبل وتتضمن معرضًا لمنتجات الخزف والفخار والصناعات اليدوية القائمة على منتجات النخيل والمنتجات البيئية بالفيوم، إضافة لمعرض لأعمال الفنان محمد عبلة. كما يشارك في المهرجان فنانو الفخار بقرية النزلة، إضافة إلى ورشة مصغرة للتصنيع اليدوى العملى أمام الزائرين، إلى جانب عرض أفلام تسجيلية عن صناعة الخزف والفخار. ويتوقع مدير هيئة تنشيط السياحة بالفيوم، حضورًا إعلاميًا وجماهيريًا كبيرًا، وحضور القيادات التنفيذية والمحلية، مشيرًا إلى أن قرية تونس هى جزء من الاستثمار السياحي في محافظة الفيوم، لما تتمتع به من طبيعة ساحرة وحركة فنية بدأت تعرف طريقها إلى معرض العالم. وشاركت محافظة الفيوم في المهرجان الدولي للحرف التراثية الذي أقيم في أبريل الماضي، والذي شاركت فيه 22 دولة عربية وأجنبية، بمعرض للحرف اليدوية والصناعات التراثية التي تشتهر بها المحافظة مثل منتجات النخيل والخوص والخزف والفخار. ويشير كمال، أنه سيتم تفعيل دور مركز الصناعات الحرفية بالسيليين، ومعارض قرية تونس، بإقامة عدد من المعارض للمنتجات اليدوية ومنتجات الخزف والفخار، حتى يصبح كل من المركز وقرية تونس، مركزين ثقافيين ومزارين للسياح يسهمان في تنشيط حركة السياحة للمحافظة والحفاظ على الصناعات التراثية الفيومية من الاندثار. تونس.. سحر الطبيعة يتداول أهالي القرية رواية تقول إن مؤسس البلدة لم يكن مصريًا، وذهب إلى إحدى الدول الأوروبية في رحلة علاجية لإجراء عملية جراحية، ونصحه الأطباء بعدها أن يتوجه لمكان جوّه نقي، ففضل أن يقضي بتونس الخضراء بعضًا من الوقت ك"ترانزيت"، وبعدها أتى إلى الفيوم، وتحديدًا إلى قرية تونس الحالية، والتي تتمتاز بمناظر طبيعية تختلف كثيرًا عن باقي قرى مصر، فهناك النخيل والنباتات وأيضًا بحيرة قارون المميزة بزرقتها، وعلى مد البصر سترى جبالًا، وهو ما دعا "الخواجة" لتشبيهها بتونس الخضراء، قائلًا "البلد اللي شبه تونس"، وبمرور الزمن، ومع تناقل الجملة على ألسنة الناس، أصبح اسمها اختصارًا "تونس". البيوت الطينية والقباب أهم ما يميز الفن المعماري للقرية، التي لا تقل عن 250 منزلًا، أنشأها جمعيها الفنان حسن فتحي، بيد أن ومع تطوّر الزمان، ظهرت بعض العمائر الخرسانية، التي تضفي على البيئة المحيطة بالقرية جوًا لا يناسبها، ولكن تلك "قلائل" لم تغير كثيرًا من "ستايل" تونس على أي حال. الهدوء والجو وأهل القرية المتحابين ليسوا فقط أهم ما يميز سويسرا الشرق، ولكن المهرجان السنوي للفخار والحرف اليدوية هو الأكثر شهرة في أوساط المهتمين، فبعد أن تعلّم معظم أبناء القرية الرسم على الخزف والفخار من السويسرية المصرية، إيفيلين بوريه، منذ أكثر من 20 عاما، أنشأ كل منهم معرضا خاص به، وقرروا بعد الثورة أن يشاركوا العالم صنيعة أيديهم، ليأتي "مهرجان تونس" هذا العام للمرة الخامسة في 3 ديسمبر، والذي يتم التحضير له قبل ذلك بشهرين استعدادا لاستقبال الحدث الأبرز داخل قريتهم المبدعة.