شهدت إحدى قرى مركز العياط بالجيزة، جريمة مؤسفة، كان بطلها ''الدفاع عن الشرف''، بعدما تخلص أب من ابنته بمساعدة شقيقها؛ لشكه في سلوكها. لم يبخل الأب على فلذة كبده التي فرح بمولدها، لم يعبأ باستهزاء الأهل والأقارب بإنجابه لبنت، لكنه كان يرى فيها السند والوتد لما هو قادم في حياته، خاصة مع تقدمه في السن. كان يراها تكبر أمام عينيه يومًا تلو الآخر، تتدرج بمراحل التعليم المختلفة، حتى حصلت على شهادة الدبلوم، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها، كونها تنتظر ''ابن الحلال'' الذي ستكمل معه حياتها بعيدًا عن كنف منزل والدها الذي لم يبخل عليها بشئ. وظل الأب يحلم طويلاً بأن يراها ترتدي فستان الزفاف ناصع البياض، عاش على أمل مشهد الفرح، أصوات الزغاريد تهز أرجاء المكان، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. استطاع شاب في العقد الثالث من العمر أن يوقعها في شباك الحب والغرام مستغلاً صغر سنها، وبدأ في استدراجها رويدًا رويدًا نحو ''الهاوية''، لكن ذات العشرينيات من العمر لم تأخذ حذرها مما هي مقبلة عليه تحت تأثير مخدر ''العشق''. بدأ رب الأسرة يُلاحظ بعض التغيرات التي طرأت على تفاصيل حياة ابنته، تخرج كثيرًا خارج المنزل مدعية زيارة إحدى صديقاتها تارة، أو شراء بعض المستلزمات المنزلية. لكن الصدمة كانت حاضرة، بدأ الجيران يتناقلون أخبار عن علاقة صداقة غير شرعية تجمع ابنة هذا الأب مع شاب، وازداد الأمر سوء، بالحديث عن حملها سفاحًا منه، فاضطروا لعقد قرانها على هذا الشاب. الأمور لم تهدأ بعد، مازال الأهالي يتحدثون عن تلك العلاقة الآثمة، فاستشاط الأب غيظًا، وقرر ''غسل عاره'' واتفق مع شقيقها الأكبر على التخلص منها، وقاما بتوثيقها وخنقها حتى لفظ أنفاسها الأخيرة بين أيدهما. تفاصيل تلك الجريمة، ترجع لتلقي اللواء رضا العمدة، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، إخطارًا من قسم شرطة العياط، بوجود جريمة قتل بإحدة قرى المركز. وتبين من تحريات العميد رشدي همام، مفتش مباحث شرق الجيزة، مصرع ''ن. س''، 17 عامًا، وبالجثة آثار خنق حول الرقبة. وتوصلت جهود البحث إلى أن والد الضحية وشقيقها وراء الجريمة، وأمكن ضبطهما خلال أحد الأكمنة المُعدة لهما، وأقرا بارتكاب الحادث؛ بسبب معايرة الأهالي لهما على سوء سلوك المجني عليها. تحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة التي أمرت بدفن الجثة بعد تشريحها، وقام المتهمان بتمثيل جريمتهما وسط إجراءات أمنية مشددة.