دشنت الحكومة الدنماركية حملة إعلانية في الصحف اللبنانية لنقل رسالة واضحة تنص على أن اللاجئين ليسوا موضع ترحيب في هذه الدولة الاسكندنافية الصغيرة. وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية - في تقرير بثته في نسختها الالكترونية اليوم الثلاثاء - أن هذه الحملة نشرت لأول مرة في أربع صحف لبنانية صدرت أمس الاثنين وتسرد الاعلانات بعض الخطوات التي اتخذتها الحكومة الدنماركية اليمينية الجديدة لتشديد قوانين الهجرة، وتشمل خفض ب50 بالمائة من المنافع الاجتماعية للاجئين الذين وصلوا حديثا. ونشرت وزارة الهجرة والدمج والإسكان الدنماركية بيانا جاء في نصه "الرعايا الأجانب الممنوحون رعاية مؤقتة في الدنمارك لن يكون لهم الحق في احضار أفراد العائلة إلى الدنمارك خلال العام الأول". وتضمن الإعلان، الذي نُشر في صحف "السفير" و"النهار" و"المستقبل" و"ديلي ستار"، عدة عوامل تجعل من الدنمارك وجهة غير مفضلة للاجئين، مثل تشريع جديد يقلص المساعدات الاجتماعية للاجئين الوافدين بنسبة تصل إلى 50%، وأنه في حال رغبة اللاجئ الحصول على إقامة دائمة في الدنمارك، فعليه تعلم اللغة الدنماركية. وتأتي هذه الخطوة لتوضح مدى انقسام أعضاء الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع أكبر تدفق للمهاجرين منذ عقود. وتتناقض الحملة الإعلانية الدنماركية بصورة حادة مع الخطط المعتمدة في ألمانيا المجاورة والسويد، التي تعهدت حكومتاهما باستقبال المزيد من اللاجئين الفارين من سوريا التي مزقتها الحرب، ودعتا إلى توزيع أكثر عدلا للاجئين في المنطقة. وشهدت الدنمارك، التي يبلغ عدد سكانها 5ر5 مليون نسمة، تدفق عدد كبير من طالبي اللجوء يقدر بأكثر من الضعف ليصل إلى 15 الف طلب في العام الماضي عن عام 2013، وفقا لبيانات الاتحاد الأوروبي. ومن ناحية أخرى، سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على تحذير وزير الهجرة اليوناني يانيس موزالاس من أن جزيرة "ليسبوس" اليونانية على "وشك الانفجار "وسط تدفق المهاجرين عليها بعد وصول أكثر من 15 ألف مهاجر معظمهم من السوريين. وتعد ليسبوس واحدة من العديد من الجزر اليونانية التي تعاني من تدفق آلاف اللاجئين عليها ومعظمهم من السوريين الذين يأتون من تركيا المجاورة.
