محمد مكاوي يكتب: خطيب لصلاة الجمعة يا ولاد الحلال

(1)
نجلس على الحصير أسفل المظلة الكبيرة خارج المسجد المتكدس بالمصلين، يرفع المؤذن آذان صلاة الجمعة،في المسجد المجاور لمنزلي في حي منشية النور بمدينة بنها، فنقوم نصلي ركعتي السنة وننتظر صعود الخطيب إلى المنبر كي يخطب، تمر الدقائق واحدة تلو الأخرى، دقيقتان ثلاثة تصل إلى 10 دقائق ولم نسمع أي صوت من الميكروفون.
يقف أحد المصلين داخل المسجد ويتكلم بصوت عالٍ "يا جماعة حد من الموجودين يقوم يخطب.. الخطيب مجاش"، لم يجبه أحد من المصلين داخل المسجد.. يتحرك الرجل صوب باب المسجد ويتحدث بصوت عالٍ أيضًا "يا جماعة حد من الشيوخ الموجودين يقوم يخطب.. الخطيب مجاش النهاردة".
يستجيب أحد المصلين في العقد السادس من عمره، ويدخل المسجد ويصعد المنبر ويخطب خطبة مقتضبة بسيطة، ثم صلى بنا إماما.
(2)
قبل أيام قليلة، نقرأ هذا الخبر "خصصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة المقبلة بجميع مساجد الجمهورية بعنوان (افتتاح قناة السويس نموذج للإرادة والعمل) وحدد القطاع الديني بالوزارة عناصر الخطبة في قيمة العمل وأهميته في الإسلام، وأهمية دعم المشروعات الاقتصادية، وأهمية العمل بجد وإتقان، وماذا بعد افتتاح قناة السويس".
(3)
المشهد رقم (1) يتكرر من جديد في الموعد نفسه، ولكن المكان يختلف، ففي محافظة القاهرة يتغيب إمام أحد المساجد عن صلاة الجمعة، ويقوم أحد المصلين وهو (خالي أخو والدتي) بالخطبة والصلاة بالناس.
(4)
صديقي الصحفي إسلام الشرنوبي، يكتب عبر صفحته الشخصية على فيسبوك قبل أيام "ونادى إمام المسجد في الميكروفون الخارجي بعد أذان المغرب بدقائق: يا أهل المنطقة.. مفيش حد أصلي معاه جماعة.. حسبي الله ونعم الوكيل"، تعجب أصدقاء إسلام وعلق أحدهم "أقسم بالله يا إسلام حصلت معايا في صلاة التراويح معدي من قدام جامع لقيت الشيخ بيقولي ممكن تيجي تصلي معايا ولو ركعتين من التراويح جماعه علشان مش لاقي حد يصلي.
والله العظيم كان هاين عليا أنتحر وانا واقف مكاني من الصعقه بتاعة الجملة".