يبدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارة رسمية لكينيا، يوم السبت المقبل، تستغرق يومين هي الأولى التي يقوم بها لذلك البلد الواقع في شرق أفريقيا منذ أن أصبح رئيسا في عام 2009. ويتطلع أبناء كينيا إلى الحصول على مساعدة أوباما لبلادهم فى مخاطبة مشاكلها باعتباره ابن احد مواطني هذا البلد. وقال عزرا أوموندي - 34 عاما، فى كلمة له خلال مايعرف ببرلمان الشعب وهو تجمع منتظم للخطباء الهواة يبحث المشاركون فيه القضايا السياسية فى حديقة وطنية إن "أوباما يأتي إلينا كهدية إلهية ... فهو يأتي إلينا في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة، وهو لا يأتي إلينا كمجرد أي رئيس أمريكي - إننا نتحدث عن رئيس له جذور كينية". وقال توماس ماكوري، موظف مدني يبلغ من العمر 43 عاما، "نريد من أوباما أن يساعدنا في محاربة الإرهاب وأيضا فى محاربة الفساد الذي يقتل هذا البلد". ويرابط الصحفيون بالفعل في المطار في الوقت الذي تم فيه تجميل وتجديد العاصمة نيروبي، فتم إصلاح الطرق والشوارع وزرعت الزهور على جانبي الطريق الذي سوف تسلكه سيارة ليموزين (تقل الرئيس اوباما) تم جلبها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويبلغ عدد الوفد المرافق لأوباما نحو 700 شخص ويضم مساعديه وعملاء استخبارات وطهاة وأفراد أمن، وفقا لتقارير إعلامية امريكية. ونصبت كينيا كاميرات مراقبة أمنية في المناطق التي تقع في وسط العاصمة نيروبي، كما سيعمل عشرات الآلاف من رجال الشرطة على توفير الأمن. وقال إسحاق ماسيسا ساخرا "ينبغي أن يأتي كل عام" لتحسين الأوضاع في المدينة. ويزور اوباما كينينا رسميا لافتتاح أعمال القمة العالمية لرجال الأعمال. ولكن من المتوقع أيضا أن تعيد زيارته إطلاق العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تعاني من فتور منذ الانتخابات الكينية عام 2013، عندما شنت واشنطن حملة على استحياء ضد اوهورو كينياتا جراء الاتهامات التي كان يواجهها في المحكمة الجنائية الدولية بسبب أعمال العنف التي أعقبت انتخابات عام .2007 وفاز كينياتا بالانتخابات وأسقطت التهم ضده في ديسمبر. وقال موتوا ماكاو أستاذ القانون الأمريكي ذو الأصول الكينية في جامعة ولاية نيويورك إن "كينياتا، بمجرد وصوله إلى السلطة، تجنب إلى حد ما الأمريكيين وتحول إلى الصينيين. لقد رأينا العقود تذهب للصينيين في بعض الحالات بالأمر المباشر على مرأى من الأمريكيين ما أثار القلق في نفوسهم". وقال السفير الصيني لدى نيروبي ليو شيانافا مؤخرا أن الشركات الصينية حصلت فى عام 2014 على عقود قيمتها ما يقرب من 5ر3 مليار دولار لتنفيذ مشاريع بنية تحتية في كينيا، أي بزيادة نسبتها68 في المئة عن العام السابق، هذا في الوقت الذي اصبحت فيه الصين أكبر مصدر تمويل لكينيا. وبالإضافة إلى الاستثمارات الأمريكية، من المتوقع أن يناقش أوباما وزعماء كينيين زيادة التعاون في مجال مكافحة الارهاب بعد أن ارتكبت جماعة الشباب الصومالية الإسلامية مذبحة راح ضحيتها 148 شخصا على الاقل في حرم جامعة موي بمنطقة جاريسا في نيسان/إبريل. ولكونها إحدى الدول المشاركة في قوة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في الصومال "اميصوم" فإن كينيا تعد بالفعل واحدة من أكبر المستفيدين من التمويل الأمريكي لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، كما تقدم الولاياتالمتحدة أيضا تدريبا لقوات الشرطة الكينية. لكن محاربة الإرهاب تثير بواعث قلق متعلقة بحقوق الإنسان، حيث يأمل نشطاء ألا تتردد واشنطن في سؤال كينيا حول ما يتردد عن التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء لمشتبه بهم وكذلك القيود المفروضة على الإعلام.