''الميه تروي العطشان، وتطفي نار الحيران، يا جمالها والحوض مليان''، لم يكن يعلم الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب أن كلمات أغنيته سترهق أهالي العديد من قرى محافظة الأقصر حيث أن ''الحوض'' لم يعد ممتلئا، والقرى الهادئة القابعة على ضفاف النيل، أصبحت مياه الشرب تنقطع عنها بالساعات دون إنذار أو التفات من جانب المسئولين لمعاناة الأهالي المستمرة. ما سبق ليس كل شيئ، فالماء الذي يشربه الأهالي في بعض القرى مثل ''المداود والبغدادي'' ملوثًا، هذه القرى مازالت تعتمد على المياه الارتوازية، الأهالي تتضاعف معاناتهم، وحتى المياه الملوثة تنقطع عنهم يوميًا بالساعات، وكأن لسان حالهم يقول ''رضينا بالهم والهم مش راضي بينا''. ورغم الشكاوى المتكررة التي يحركها المواطنون للمسؤولين من سوء حالة المياه وانقطاعها المستمر عن هذه القرى، إلا أن الأهالي لم يجنوا سوي الوعود والمماطلة. ''محمد محمود''، أحد أهالي قرية منشأة العماري شمالي الأقصر يقول: ''مر شهر رمضان وأيام العيد على أهالي قرية منشأة العماري والعديد من القرى المجاورة بدون مياه حيث أن المياه كانت تنقطع بالساعات دون أي تحذير أو إنذار من الشركة لنأخذ احتياطاتنا''. بينما أعرب أهالي قرية البغدادي عن غضبهم من الانقطاع المستمر لمياه الشرب وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، وقال ''محمود عبدالباسط''، أحد الأهالي: ''منذ سنوت لم نترك باب مسؤول إلا وطرقناه وأزمة المياه في القرية لم تحل إلا أننا تلقينا مؤخرًا وعود من المحافظ الحالي محمد بدر ورئيس شركة المياه اللواء محمد يحيى نأمل أن تنفذ على أرض الواقع''. وفي أقصي جنوب المحافظة بمركز إسنا شكى أهالي منطقة أرض اللواء الواقعة شمال الخزان الجديد من الانقطاع المستمر لمياه الشرب الذي يستمر في بعض الأيام لأكثر من 10 ساعات، ''نور العادلي''، محامي، وأحد سكان المنطقة يقول إنهم تقدموا بعدة شكاوى لشركة مياه إسنا إلا أن أحدا لم يجيبهم، مشيرًا إلى أن الأهالي يعانون أشد المعاناة جراء الانقطاع المستمر للمياه. أزمة الانقطاع المستمر للمياه تعاني منها أيضا قرى توماس وعافية والدير والحلة والشغب والعديد من قري مركزي إسنا وأرمنت.