عقدت أعمال اجتماعات الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المصرية اليمنية، اليوم الأحد، برئاسة نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح ورئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب. محلب يثني على العلاقات الثنائية من جانبه، رحب رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب خلال كلمته التي القاها في افتتاح الدورة الثامنة لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية اليمنية بنائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء اليمني والوفد المرافق له. وأعرب محلب، عن تطلع مصر إلى تحقق الاستقرار والسلام والأمن في اليمن، وأن تنتهي الأزمة اليمنية في أقرب وقت، متمنيا أن تشهد المنطقة العربية نهاية التوتر الذي تعيشه حالياً لكي تنعم شعوبها بالحياة الحرة الكريمة التي تستحقها. كما نقل رئيس الوزراء المصري من خلال الوفد اليمني إلى الجمهورية اليمنية رئيساً وحكومةً وشعباً تحيات جمهورية مصر العربية رئيساً وحكومةً وشعبا، مؤكدا وقوف مصر إلى جانبهم بكل ما لديها من إمكانيات وطاقات حتى تنتهي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن الشقيق. كما أثنى محلب، على العلاقات السياسية بين البلدين التي طالما كانت متميزة بكونها علاقات تاريخية وطيدة قائمة على أساس المصلحة العربية المشتركة، حيث دشنت معاهدة الصداقة والمودة الموقعة بين مصر واليمن عام 1945 بدء التعاون المشترك، كما تعاقب انعقاد اللجان المشتركة العليا بين البلدين بصورة منتظمة لمدة سبع دورات كان آخرها في عام 2008. حجم التبادل التجاري وأشار المهندس إبراهيم محلب إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حتى عام 2014 نحو 906 ملايين دولار، حيث قُدرت الصادرات المصرية بنحو 888 مليون دولار وبلغت الواردات المصرية نحو 18 مليون دولار. وأوضح محلب، أن المساهمات اليمنية في 284 مشروعا استثماريا مقاما في مصر حتى عام 2014 بلغت حوالي 250 مليون دولار، في قطاعات: الزراعة و الصناعة و الخدمات و الإنشاءات، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما يؤكد الحاجة الى بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون بين الدولتين لترقى الى مستوى الروابط العميقة بينهما. دور مصر في الأزمة اليمنية وخلال افتتاح الاجتماع، قال خالد بحاح، نائب الرئيس رئيس الوزراء: "إنني والوفد المرافق لي نشعر بسعادة غامرة ونحن بصدد انعقاد والتئام أعمال اللجنة العليا المشتركة بين اليمن ومصر والتوقيع على بروتوكولات التعاون الثنائي في مختلف المجالات والتي من شأنها تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية المتميزة بين بلدينا الشقيقين". وأكد بحاح أن العلاقات اليمنية المصرية تتمتع بخصوصية فريدة لا يقاس عليها وتتميز بعمق تاريخي واستراتيجي لا يمكن تجاهله نتيجة تداخل وترابط عدة عوامل أبرزها حقائق التاريخ والجغرافيا التي تحكمها وتنطلق منها. وأوضح نائب الرئيس رئيس الوزراء أن اليمن لا ينسى أدوار مصر العروبة واسهاماتها الإيجابية عبر المراحل التاريخية المختلفة القريبة منها والبعيدة وفي مقدمة ذلك الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في حماية النظام الجمهوري والتخلص من النظام الإمامي والتحرر من الاستعمار البريطاني. وشدد بحاح على أن مواقف مصر المبدئية الثابتة مما يجري من أوضاع وتطورات عاصفة واستثنائية تمر بها اليمن تبقى ماثلة وحية في ضمير وذاكرة ووجدان كل يمني وآخر ذلك وقوفها المشرف إلى جانب الشرعية الدستورية وجهودها المشكورة الرامية إلى المحافظة على الوحدة اليمنية واستقلال اليمن وسيادتها وسلامة أراضيها ورفض أي تدخل في شؤونها أو فرض أي أمر واقع بقوة السلاح واعتبار الحوار والحل السلمي هما البوابتان الرئيسيتان للخروج من إنهاء الأزمة واستشراف أفق جديد ينعم فيه اليمن واليمنيون بالسلام والوئام والأمن والاستقرار. وأكد بحاح على أن انعقاد اللجنة العليا المشتركة اليوم وفي هذه الظروف التي تمر بها المنطقة له دلالة لا تخطئ في التأكيد على عمق العلاقات اليمنية المصرية خاصة في ظل ما قدمته وتقدمه مصر الشقيقة لليمن من دعم أخوي كريم على مر السنين لتعليم أبنائها وتدريب كوادرها وجيشها والمساعدة على تثبيت وتطبيع أوضاع الأمن والاستقرار فيها. وأشاد بحاح، بالروابط التي تربط بين اليمن وشعب مصر العظيم، وان ذلك يتمثل في الظروف الاعتيادية بتدفق أكثر من ثمانين ألف يمني سنوياً لتلقي العلاج في مصر بمنشآتها الطبية بالإضافة إلى الآلاف الذين يتواجدون في مصر لغرض الدراسة في الجامعات والأكاديميات والمعاهد المصرية أو لغرض السياحة والتجارة. وجدد نائب الرئيس رئيس الوزراء عن الأمل في عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل اتخاذ إجراءات الدخول لليمنيين خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية ووجود العديد من الحالات الإنسانية والعلاجية الحرجة التي ربما تتضرر وتعاني من استمرار مثل هذا الوضع، مؤكدا تفهم الحكومة اليمنية لاتخاذ الجانب المصري بعض التدابير والإجراءات الإضافية على دخول بعض الجنسيات في ضوء ما تقتضيه الأوضاع الأمنية والاستثنائية في المنطقة. وأضاف بحاح خلال كلمته على ضرورة وأهمية أن يكون لمصر العروبة دور ريادي ومحوري في دعم العملية السياسية في اليمن وذلك نظراً لما تتمتع به من مكانة رفيعة ومتميزة لدى جميع اليمنيين بمختلف اتجاهاتهم وتوجهاتهم، بالإضافة إلى أن مصر كانت وستظل الركيزة الأساسية والبوابة الرئيسية للسلام والأمن والاستقرار عربيًا وإقليميًا ودوليًا. وأشاد بحكمة وحنكة قيادة مصر السياسية ممثلة بفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على تجاوز ما تمر به من بعض الصعوبات وأيضًا على استئناف دورها الريادي والقيادي على مستوى المنطقة العربية التي تعيش حالة غريبة ومريبة من الاضطراب والفوضى والعمل في سبيل إعادة الأمور إلى نصابها. توقيع بروتوكولات تعاون مشترك من ناحية أخرى، عرضت وزير التعاون الدولي المصرية تقريرا بشأن اجتماعات اللجنة التحضيرية الوزارية للدورة الثامنة للجنة العليا المصرية اليمنية المشتركة، والتي عقدت أمس 11 يوليو الجاري، حيث أشارت إلى أنه تم خلالها بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة الثامنة للجنة العليا المصرية اليمنية المشتركة والذى تضمن عددا من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. كما تم استعراض أهم الإنجازات التي تحققت في عقد الدورة السابعة للجنة العليا المصرية اليمنية المشتركة فى القاهرة فى شهر يونيو 2008 فى عدد من المجالات الهامة. وفي ختام الاجتماع، شهد خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري، مراسم التوقيع على عدد من البرامج التنفيذية للتعاون في مجالات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والإعلام، والشباب والطلائع، والصحة والدواء، بالاضافة الى بروتوكول تعاون أمني، كما وقعا على محضر اجتماعات الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بين جمهورية مصر العربية والجمهورية اليمنية. حيث وقع على البرتوكول الأمني، الذي وقعه عن الجانب اليمني اللواء عبده الحذيفي وزير الداخلية، وعن الجانب المصري اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية. بينما وقعت أربعة برامج تنفيذية للتعاون في مجالات الإعلام والتربية، والتعليم العالي والشباب والطلائع، وقعها عن الجانب اليمني وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد الميتمي، وعن الجانب المصري الدكتورة نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي. حضر عن الجانب المصري وزير التخطيط والمتابعة الدكتور اشرف العربي، وزير العدالة الانتقالية المستشار ابراهيم الهنيدي، وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الصحة الدكتور عادل عدوي، ووزيرة التعاون الدولي الدكتورة نجلاء الأهواني. وحضر المباحثات عن الجانب اليمني كل من وزير حقوق الانسان عزالدين الأصبحي، ووزير الداخلية اللواء عبده الحذيفي، ونائب وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم، ومدير مكتب نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء الدكتور محمد العوادي، والمندوب الدائم للجمهورية اليمنية بالجامعة العربية والقائم باعمال السفارة اليمنية السفير محمد الهيصمي.
