بدأ السياح بريطانيون في حزم أمتعتهم ومغادرة تونس بعد أقل من 24 ساعة من تحذير لندن من أن هناك احتمالية كبيرة لوقوع مزيد من الهجمات الارهابية، داعية رعاياها إلى مغادرة تونسي على الفور. وقالت مصادر ملاحية بريطانية لصحيفة الجارديان أنه تم تسيير رحلات إضافية لإعادة أكثر من 3 آلاف بريطاني في تونس. وألغت شركات سياحة بريطانية جميع حجوزات السفر إلى تونس بعد بيان الخارجية البريطانية يوم الخميس. ويوم الخميس حذرت وزارة الخارجية البريطانية من السفر إلى تونس إلا للضرورة ونصحت البريطانيين بمغادرتها في إطار تحذير من المزيد من الهجمات الإرهابية المحتملة. ويأتي التحذير بعد نحو أسبوعين من مقتل 30 بريطانيا على أيدي إسلامي متشدد في تونس وهو أكبر عدد من القتلى البريطانيين يسقط في هجوم للمتشددين منذ عشر سنوات. وكان البريطانيون بين 38 قتلوا حين فتح سيف الرزقي النار على سائحين بمنتجع سوسةالتونسي. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنه لا يوجد مؤشر على "تهديد محدد أو وشيك"، لكنه أوضح أن الوزارة تنصح البريطانيين بعدم التوجه إلى تونس إلا في حالات الضرورة. وجاء في بيان لوزارة الخارجية أنه بالرغم من اتخاذ السلطات التونسية إجراءات أمنية للحد من وقوع عمل إرهابي، إلا أنها لا توفر "أمنا كافيا" للسياح البريطانيين. وتأتي التحذيرات بعد الهجوم المسلح على منتجع سياحي في مدينة سوسة الساحلية يوم 26 يونيو، الذي قُتل فيه 38 سائحا، بينهم 30 بريطانيا. ويقدر مكتب الخارجية البريطاني بأن ثمة نحو ثلاثة آلاف سائح بريطاني في تونس حاليا، بالإضافة إلى بضعة المئات من المقيمين هناك. وأجلت شركة توماسون أند تشويز، وهي من كبرى شركات السفر في بريطانيا مكاتبها في تونس وألغت جميع رحلاتها إلى البلد الواقع في شمال أفريقيا. وقالت مونارش إيرلاينز إنها ترتب لإجلاء جميع عملاءها من تونس وإعادتهم إلى بريطانيا، مشيرة إلى أنها ألغت جميع الرحلات التي كانت مقررة إلى تونس في عطلة نهاية الأسبوع. وطالبت جمعية وكلاء السفر في بريطانيا جميع البريطانيين في تونس بالاتصال بشركات السياحة لترتيب إعادتهم الى المملكة المتحدة. في أول تعليق للحكومة التونسية، قال رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد يوم الجمعة إن تونس تقوم بما يجب لحماية المنشآت البريطانية، مضيفا أنه سيتصل هاتفيا برئيس الوزراء البريطاني لإبلاغه أن بلاده جاهزة لحماية كل السياح رغم مزيد من التهديدات الإرهابية. وقال الصيد الني كان يتحدث امام البرلمان "قرار بريطانيا سيكون له تداعيات على تونس مع بلدان اخرى دون شك.. لكن بريطانيا لها سيادتها ونحن ايضا لنا سيادتنا". وأضاف الصيد "سأتصل الجمعة برئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون) لإبلاغه بأن تونس مستعدة لحماية كل السياح وانها قامت بما يلزم لحماية المنشآت البريطانية." وحذر رئيس الوزراء من أن تونس مازالت في خطر وان هناك مزيدا من التهديدات الارهابية الجدية. وقد شددت السلطات التونسية الإجراءات الأمنية بعد الهجوم على سوسة، ونشرت أكثر من 1400 من عناصر قواتها الأمنية المسلحين أمام الفنادق وعلى الشواطئ. وأعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي حالة الطوارئ في البلاد بداية من الاول من يوليو الجاري ولمدة 30 يوما. وقال السبسي إن البلاد "في حالة حرب". وحذر من أنها ليست بمأمن من مزيد من الهجمات. ومن شأن حالة الطوارئ منح أجهزة الأمن سلطات أوسع في التعامل مع الوضع الأمني، وتقييد الحق في التجمع. واعتبر الرئيس التونسي إن البلاد "في حالة حرب". وقال السبسي في خطاب موجه إلى الشعب التونسي إن تونس تواجه خطرا دائما وليست آمنة من مزيد من هجمات المتطرفين. وقد اعتقلت السلطات التونسية خمسة أشخاص يشتبه بتعاونهم مع رزقي، وتقول الحكومة إنها اكتشفت شبكة تقف وراء هجوم سوسة. ويتوقع مسؤولون في الأسابيع المقبلة إقرار قانون مكافحة الإرهاب الذي ظل متلكئا في البرلمان التونسي منذ مطلع 2014. ويقول مراقبون إن هجوم سوسة يعد ثاني ضربة توجه خلال ثلاثة أشهر لقطاع السياحة الحيوي في تونس. إذ قتل مسلحان في مارس 22 شخصا في هجوم مسلح على متحف باردو في العاصمة التونسية، تونس.