شهدت العاصمة الكونغولية – كينشاسا زيارة وفد رفيع المستوى من وزارة الموارد المائية والري المصرية، لحضور فعاليات الاجتماع السادس للجنة الفنية الاستشارية المشتركة لمشروع التعاون الثنائي بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الكونغو الديمقراطية في مجال إدارة الموارد المائية خلال الفترة من (26-30) مايو 2015 حيث تمت الاجتماعات والمباحثات يومي 27 – 28 مايو في جو ودى بين الجانبين. أعقب ذلك وصول الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري إلى كينشاسا، أمس الجمعة، حيث عقد جلسة مباحثات مع وزير البيئة والتنمية المستدامة الكونجولى بيانفينى ليوتا، والجلسة الختامية لاجتماع اللجنة بحضور الوزراء. أفاد مغازي بأن هذا المشروع يأتي في إطار تعزيز التعاون الفني في مجال إدارة الموارد المائية مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبحث سبل تعظيم الاستفادة من الموارد المائية بشكل عام والإدارة المتكاملة للموارد المائية التي تحظى بالمزيد من الاهتمام على المستوى الوطني والدولي، لتلبية الاحتياجات المائية والبيئية، حيث تم توقيع بروتوكول التعاون الفني بين البلدين لمشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية بجمهورية الكونغو الديمقراطية في 6 مارس 2012 بمنحة مصرية قدرها 10.5مليون دولار. وتابع الوزير أن هذا الاجتماع في دورته السادسة يأتي ضمن سلسلة التشاور والتواصل بين الجانبين لتفعيل ومتابعة تقدم سير العمل بكافة أنشطة البروتوكول، كما أكد أن هذا المشروع يأتي من منطلق تعزيز أواصر التعاون الدائم مع دول حوض النيل بصفة عامة ودولة الكونغو الديمقراطية بصفة خاصة، تأسيساً على الحرص المصري على التنمية والتكامل مع دول حوض النيل رغم الظروف الاقتصادية الراهنة، ودعم مصر الدائم لمساعدة أشقائها من دول حوض النيل. وأشار مغازي إلى أن المشروع يتضمن العديد من المكونات التي تغطى كافة المجالات المتعلقة بالموارد المائية مثل: مشروع إعداد دراسة جدوى لإنشاء بنية تحتية كهرومائية، حيث أنه من المقرر تفعيل هذا المشروع الهام من خلال زيارة بعثة استكشافية مصرية تضم خبراء المعاهد البحثية المتخصصة وخبراء وزارة الكهرباء والطاقة المصرية إلى نهر السميليكي لاختيار الموقع المناسب للمشروع وتحديد فرص توليد الطاقة الكهرومائية في هذه المنطقة، فضلا عن حفر عدد 10 آبار جوفية مزودة بشبكات توزيع و 20 بئر جوفي تعمل بطلمبات لتوفير مياه الشرب في المناطق القاحلة لخدمة السكان والثروة الحيوانية. كما سيتم إنشاء مركز تنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية لتوفير نظام خاص للتنبؤ بالهيدرولوجيا والأرصاد الجوية لمنطقة حوض نهر النيل بوجه عام وبجمهورية الكونغو الديمقراطية بصفة خاصة، بالإضافة إلى المكون الخاص بتبادل الخبرات في مجال الزراعة والري من أجل الاستفادة من الخبرات المصرية في هذا المجال. ومن جانبه صرّح المهندس أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل ورئيس اللجنة الفنية الاستشارية من الجانب المصري، بأنه تم إدراج مكون التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية الكونغولية ضمن أنشطة المشروع من خلال تنظيم عدد من الدورات التدريبية المكثفة، بالإضافة الى إيفاد طالب لنيل درجة الدكتوراه في علوم هندسة المياه بجامعة القاهرة، وذلك حرصاً من وزارة الموارد المائية والري المصرية على رفع القدرات الفنية والمارية للكوادر الفنية لنظيرتها بالكونغو الديمقراطية واشار بهاء الدين إلى أنه تم اتخاذ العديد من التوصيات المثمرة خلال اجتماعات اللجنة الفنية تضمنت :- قيام الفريق الفني المصري بزيارة حوض نهر السميليكى مع قيام الجانب الكونجولى بإنهاء الإجراءات اللوجيستية للزيارة وتقديم كافة التسهيلات بالتنسيق مع كافة الجهات المحلية بالمنطقة واللقاء مع الخبراء الكونجوليين في مجال الطاقة والمصادر الهيدروليكية وتجهيز خطة العمل وتقرير الزيارة ورفعه للجنة التوجيهية. كما شملت التوصيات الانتهاء من إعداد كراسة الشروط والمواصفات الخاصة بإنشاء الآبار الجوفية التي قام بإعدادها قطاع المياه الجوفية بمصر. وسيتم خلال الفترة القادمة تحديد الأسعار الاسترشادية للبنود المختلفة وقائمة بأسماء الشركات الكونجولية ذات الخبرة في هذا المجال وذات المستوى الفني والمالي الجيد تمهيدا لطرح العملية والبدء في حفر الآبار. بالإضافة إلى الانتهاء من تجهيز مركز التنبؤ وشراء الأجهزة، وذلك بالتوازي مع تدريب الكوادر الكونجولية على تشغيل وإدارة المركز حتى يتسنى افتتاح المركز في أقرب فرصة. هذا وقد قام الجانب الكونجولى بتحديد أولويات مجالات التدريب المقترحة خلال العام التدريبي 2015-2016، في مجالات نوعية المياه والآبار الجوفية وكتابة التقارير الفنية ونظم المعلومات الجغرافية على أن تعقد ثلاث دورات بمصر ودورة واحدة بالكونجو بمعدل دورة للربع السنوي. ذلك بخلاف دورة السدود الصغيرة التي ستعقد بمصر خلال شهر يونيو القادم لعدد 12 متدرب من الكونجو الديمقراطية. فيما سيقوم الجانب الكونجولى بالتنسيق مع المهندس المصري المقيم بالكونجو بزيارة مواقع المزارع النموذجية المقترحة البعيدة عن كينشاسا خلال الفترة القادمة ورفع تقرير بهذه الزيارة لاختيار الموقع المناسب للمزرعة.
