تساءل موقع "ديلي بيست" الاخباري الأمريكي عما تخطط له إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الوقت الذي استولى فيه تنظيم داعش على عاصمة إقليمية رئيسية في العراق ومدينة رئيسية استراتيجية أخرى في سوريا؟ وكانت إجابة هذا التساؤل: حسنا ليس هناك شيئا جديدا! وقال أربعة من مسؤولي الدفاع الأمريكي في تصريح لموقع "ديلي بيست" إنه ما زالت هناك مقاومة قوية داخل إدارة أوباما لإجراء أية تغييرات جادة في الاستراتيجية الحالية لمكافحة داعش، وذلك على الرغم من تزايد الشكوك لدى البعض في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) حول جدوى النهج الأمريكي الحالي في هذه الحرب. وأضاف المسؤولون أنه على الرغم من أن تصريحات إدارة أوباما العلنية تشير إلى أن النهج الأمريكي لا يزال يرغب في "تفكيك داعش وهزيمته في نهاية المطاف"، إلا أن الكثير في البنتاجون يعتقدون أن الهدف الحقيقي هو جعل الوقت يمر فقط، وفقا لما أورده الموقع. ونقل الموقع الأمريكي عن أحد المسؤولين الذي يعمل بشكل وثيق على الاستراتيجية العسكرية، قوله: "أعتقد أن هذا (الاعتقاد) يدفعه الشعور بأن هذه الحرب ليست حربنا، وبأن علينا محاولة احتواء الوضع فقط، والتأثير فيه ما استطعنا. هذه معركة طويلة، وستكون معالجتها ضمن مسؤوليات الإدارة (الأمريكية) المقبلة". وأشار "ديلي بيست" إلى أنه بدلا من السعي لتحقيق نصر حاسم، استقر نهج الولاياتالمتحدة على الحفاظ على ما وصفه الموقع بمرحلة الغليان " على نار هادئة " بشكل دائم. ونسب إلى مسؤولي الدفاع القول إنهم يدركون أن الاستراتيجية السياسية تحل محل الاستراتيجية العسكرية؛ فهناك فتور شديد لدى الرأي العام الامريكي تجاه إرسال قوات برية إلى العراق وهناك إحباط من الفساد داخل الحكومة العراقية ؛ وأنه ليس هناك نهج بديل وواضح. وأوضح أحد المسؤولين: "إن (ما يحدث ما هو إلا) استجابة سياسية. وتحاول (الإدارة الأمريكية) فعل شيء لكي تنأى بنفسها عن الانتقادات اللاذعة"، فيما كان البعض الأخر أكثر صراحة، وقالوا إن لا يوجد من يريد أن يستثمر الكثير من الوقت أو الموارد في صياغة نهج بديل، وقال مسؤول آخر في وزارة الدفاع الأمريكية: "من يريد أن يعود احد جنودنا إلى موطنه قتيلا، أو بعد أن فقد ساقه؟ أو أن يقع في أسر داعش اثر انسحاب القوات من المعركة؟". وأكد الموقع الإخباري الأمريكي أن ضباط البنتاجون لم يقدموا أي استراتيجيات بديلة في محاربة داعش حتى الآن، بل وفي الآونة الأخيرة، لم يقم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بتكثيف ضرباته الجوية حتى بعد أن أعلن داعش سيطرته على مدينة الرمادي العراقية التي يهيمن عليها السنة في 18 مايو، ومنذ ذلك الحين ، لم تشن قوات التحالف سوى ثلاث ضربات يوميا فقط في المتوسط، مستهدفة المركبات ومواقع القتال. ويصر المسؤولون الأمريكيون على أنهم لا يضربون إلا عندما يكون لديهم معلومات استخبارتية جيدة عن مواقع التنظيم. وفي السياق ذاته ، أضاف مسؤولو الدفاع للديلي بيست أن حتى التعديلات الضعيفة في الخطة، مغلفة بالصمت، وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، في تصريح للصحفيين أثناء توجهه إلى سنغافورة، إنه عقد اجتماع مع "فريقه" لمناقشة الأوضاع العراق وإن الجيش الأمريكي يدرس كيفية "زيادة فعالية هذه الحملة"، بيد أن استدرك، قائلا: "لا أستطيع وصف ماهية الاحتمالات الأخرى الآن، حيث لا يزال الزملاء يبحثوا فعاليتها الآن". ومن جهة أخرى، قال منتقدو مسؤولي القيادة المركزية الأمريكية ، المسؤولة عن النهج العسكري للولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط ، إنه يتعين على القادة العسكريين اقتراح استراتيجية علنا، لا تنطوي على تواجد رئيسي للقوات البرية. واختتم الموقع تقريره بالقول أنه فيما يؤكد المسؤولون الأمريكيون علنا على التزامهم بعراق موحد ، قال اثنان من المسؤولين إن الكثيرين يتوقعون "بلقنة" العراق على أسس طائفية وعرقية.