قال المستشار هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، إن الفساد لن ينتهي حتى قيام الساعة، نظرا لكونه كالآفة المرتبطة بالعنصر البشري. وأوضح جنينه، أن الفساد في مؤسسات الدولة مازال قائما ولن ينته في يوم وليلة، لافتا إلى أن الأجهزة الرقابية تخوض حربا طويلة وشرسة لمواجهة الفساد المستشري في تلك الأجهزة والمؤسسات. وأكد رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات خلال مؤتمر صحفي، عقده اليوم بالإسكندرية، على هامش لقاءه بأعضاء الجهاز بالإسكندرية، أنه لا يوجد دولة في العالم نجحت حتى الآن فى القضاء على الفساد بنسبة 100%. وتابع :'' لسنا ضد أي مسئول أو جهة بعينها..ومهمتي حماية المال العام''، موضحًا أن الجهاز بدأ في تطوير آليات العمل والمراقبة من خلال إعادة تأهيل وتدريب أعضاءه، فضلاً عن استبدال نظام المراقبة الورقي، إلى آخر إلكتروني من خلال بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات لمدة 3 سنوات. وانتقد جنينه اختزال البعض لمهمة الجهاز المركزي للمحاسبات في الرقابة المالية فقط، رغم كونه مسئولا عن مراقبة الأداء الإداري والقانوني أيضا، مشيرا إلى أنه تم تفعيل دور الجهاز في الرقابة البيئية على المشروعات مؤخرا. وأكد أن القيادة السياسية الحالية عازمة على القضاء على الفساد بكل صوره، قائلا:'' الجهاز المركزي بات له أن ينظر في تقارير قيادات لم يطلها أي تحقيق من قبل..وحتى وهما في مناصبهم''. وردا على سؤال حول وصول الفساد للجهاز المركزي للمحاسبات، قال جنينه: ''أعترف إن الفساد وصل إلى الجهاز نفسه..لذلك قررت عدم بقاء أي عضو بالجهاز في موقعه أكثر من 3 سنوات''. وأشار إلى أن مصر تقدمت في مؤشر منظمة الشفافية الدولية المعنية بالفساد من المركز 114 إلى 94، مؤكدا أن هناك معايير دولية للرقابة إن تحققت فى مصر يمكنها القضاء على الفساد. ونفى جنينه وجود إحصائية توضح حجم الفساد في مصر سواء قبل أو بعد ثورة 30 يونيو، لافتا إلى أن الفساد بأنواعه تحتاج إلى إرداة وتشريعات حقيقية، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب. وقال: ''تقاريرنا لن يكون لها قيمة وستكون حبرا على ورق إذا لم يتم متابعتها من جهات التحقيق..ونحن أفشل ما يكون في تطبيق القانون..وبنعمل قوانين جيدة ولكن بنحطها في الدرج''. وانتقد جنينه إداء الإعلام، ووصفه بأنه أسوأ ما يكون في مصر وعليه أن يصحح نفسه، قائلا: ''الإعلاميين هم أول من يضرب دولة القانون بما يذاع من تسريبات..وبعض الإعلاميين مرتزقة..وعلى الإعلام تطهير نفسه والقيام بدوره الرقابي والتنويري فهو مرآة المجتمع''. وحول الدعوى المقامة ضده وتطالب بإقالته من منصبه لعدم قيامه بمهامه على الوجه الأكمل، اتهم رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات أشخاص – لم يذكرهم- بالوقوف ورائها، خوفا من فتح ملفات فساد تتعلق بهم، قائلا: ''مثل تلك المحاولات لن تعيقني عن أداء مهمتي، وأنا مش على رأسي بطحة''.