أطلق مجموعة من النشطاء بمحافظة الإسكندرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوات لحملة شعبية لإنقاذ كورنيش الإسكندرية من تزايد التعديات على طوله كنتيجة مباشرة لتخصيص وتأجير مساحات واسعة منه لهيئات وجهات خاصة مما يؤدي إلى حجبه عن أهل المدينة وزائريها. وقال منظمو الحملة في بيان لهم اليوم الجمعة، إن زيادة التعديات وأعمال التشويه التي يتعرض الكورنيش التاريخي للثغر، هو "اغتصاب لكورنيش الإسكندرية" برعاية مؤسسات الدولة والتي يفترض فيها حمايتها للبيئة والتراث والقيم. فيما أعلنت مبادرة "انقذوا الإسكندرية" الداعية للحفاظ على التراث السكندرية ومنع هدم المباني التراثية، تضامنها مع مطالبات الحملة إيقاف وإزالة التعديات حيث تعتبر الواجهة المائية والممشى "الكورنيش" هي الفراغ العام الأهم والمتنفس الرئيسي بالإسكندرية، متابعين الفراغات العامة بالمدينة إما اختفت أو أصبحت مهملة إلى حد مؤسف، فلم نعد حتى نرى البحر. وأضاف مؤسسو المبادرة أن مجمل الواجهة المائية لكورنيش الإسكندرية التي يقصدونها هي من المنتزه وحتى الأنفوشي، وليس فقط الميناء الشرقي، وذلك على الرغم من الأهمية الشديدة للميناء الشرقي ووضعه المختلف والأكثر حساسية نظرا لكونه الواجهة المائية الرئيسية للمدينة التاريخية فضلا عن إدراجه في مجلد الحفاظ على التراث، حيث يمتد الأمر في الواقع لأبعد من الشواطئ والكورنيش، متابعين "الحديث هنا عن الحق في المدينة: لصالح من تدار وكيف تدار..؟!". وكان قد انتشر عددًا من الاحتجاجات بين أوساط الشباب المهتمين بتراث الإسكندرية، صاحبت تعرض الجزء التاريخي من كورنيش الإسكندرية بمنطقة بحري إلى أعمال هدم وتشويه لأعمال توسعة و تأجير مساحات جديدة بعد ردمها داخل الماء لبعض الجهات للانتفاع منها. يرجع تاريخ كورنيش الإسكندرية ثلاثينيات القرن العشرين، حيث تم إنشائه في عهد الملك فؤاد الأول، قبل أن تنشئ مدينة كان الفرنسية الكورنيش الخاص بها، فيما تمت إضافة أجزاء جديدة من كورنيش الإسكندرية ابتداء من منطقة الشاطبي وحتي المنتزه في تسعينيات القرن الماضي.