على قدميه، دخل الطفل حمزة علي حسن حسن صاحب ال13 سنة، ومقيم بقرية الحطبة التابعة لمركز ببا جنوب بنى سويف، مستشفى خاص بناءً على طلب طبيب خاص بمدينة ببا، لإجراء عملية جراحية إثر كسر في ذراعه، عقب سقوطه من على "بسطة" السلم، ليخرج منها جثة هامدة "بخطأ طبي" ضائع بين طبيب أجرى له العملية الجراحية وآخر طبيب تخدير، ما دفع أسرته إلى تحرير المحضر رقم 2509 لسنة 2015 إداري مركز شرطة ببا، اتهموا فيه طبيب عظام وآخر للتخدير بالإهمال والتسبب في وفاة نجلهم. ويقول حسن علي حسين، عم الطفل المتوفى: في البداية أصيب حمزة بكسر في ذراعه، وقررنا التوجه إلى طبيب خاص خوفًا من إهمال المستشفيات الحكومية، طلب مننا عمل أشعة، ليخبرنا بعدها بضرورة إجراء عملية جراحية لتركيب مسامير وشريحة في الذراع، ودفع مبلغ 3500 جنيه تحت الحساب، والتوجه إلى مستشفى خاص "مستشفى الدكتور ح.م."، بمدينة ببا يجري بها الطبيب العمليات الجراحية داخلها، لإجراء العملية الجراحية، وانتظرنا داخل المستشفى وبعد 4 ساعات حضر الطبيب إلينا برفقة طبيب التخدير، وفتح غرفة العمليات، وأحضرت الممرضة حامل المرضى "تروللي" لنقل المريض، إلا أننا رفضنا وأخبرناهم أن صحة الطفل جيدة ويتحرك على قدميه، ولا داعِ ل"التروللي"، وتقبلت الممرضة ودخل نجل أخي غرفة العمليات واقفا على قدميه، وانتظرناه بالخارج. ويضيف عم الطفل المتوفي: "وبعد ساعتين من الانتظار خرج علينا طبيب التخدير ويدعى (محمد ع.ط)، وسألناه عن حالة الطفل، فرد قائلا (انا بتاع تخدير اسألوا الدكتور اللي عمل العملية)، انتظرنا حتى خرج علينا طبيب العظام وسألناه عن حالة الطفل فأكد نجاح العملية قائلا: (كله تمام والطفل حالته جيدة، هاتوا العلاج دا، وقدامه بين 30 دقيقة إلى ساعة ويدخل في مرحلة الإفاقة)، ليخرج بعدها ويتركنا بمفردنا داخل مستشفى لم نجد بها أي شخص لا مريض ولا ممرض، غرف خاوية داخل شقة، وتجمعنا جميعًا انا ووالدته وأشقاءه، انتظارا دخول الطفل في مرحلة الافاقة، ومرت ساعة حتى سمعنا للمتوفي صوتا غريبا وكأنها لحظات الموت، حاولنا إفاقته دون جدوى، اتصلنا على الطبيب فلم يرد فتوجهنا لعيادته الخاصة وجدناها مغلقة، وبعدها لمكان إقامته في ببا، حضر معنا إلى المستشفى مسرعًا محاولا إسعاف الطفل بطريقة هيسترية لأكثر من ساعة، ويقوم بعدها بإجراء عدة اتصالات هاتفية وتفشل كل محاولاته في إنقاذ الطفل، ما أدى إلى وقوع مشادات كلامية بيننا". ويكمل عم الطفل المتوفى قائلا: "خرج الطبيب وأخبرنا أن هناك خطأ طبي ناتج عن التخدير على حد وصفه، وتركنا داخل المستشفى بعدما تعالت اصواتنا وشعر بالخوف، حملنا الطفل وتوجهنا لمستشفى ببا المركزي، وهناك أكد الأطباء وفاة الطفل، وبحضور طبيب الصحة لتوقيع الكشف الطبي أشار لنا بوجود شبهة جنائية في الوفاة تستلزم استدعاء الطبيب الشرعي وتشريح جثة الطفل، وهو ما حدث، وتوجهنا بعدها لمنزل طبيب التخدير ولم نجده. وأكد خال الطفل أنه إلى الآن لا يعلم تحديدًا سبب الوفاة، قائلًا: "واقعة الاهمال بين الطبيبين وحتى الآن لم نعلم سبب الوفاة هل خطأ في التخدير كما قال لنا طبيب العظام، أم خطأ لدى طبيب العظام كما قال لنا بعض الأطباء بأن الطفل توفي إصابة نزيف داخلي، وقام الطبيب بإجراء العملية دون عمل أشعة مقطعية وفحوصات طبية للطفل، مما تسببت في وفاته ونحن الآن في انتظار تقرير الطبيب الشرعي". من جانبها فتحت مديرية الصحة بمحافظة بني سويف برئاسة الدكتور علاء عزت وكيل الوزارة، تحقيقًا عاجلا، وقررت إرسال لجنة طبية لفحص المستشفى التي أجريت بها العملية.