لماذا عجزت ''الداخلية'' عن السيطرة على المطرية؟

المطرية الحي الشعبي الذي تحولت شوارعه ل''ساحات حرب'' بين المتظاهرين وقوات الامن لا تمر ذكرى إلا وتتصدر المشهد، مما يسفر عن سقوط ضحايا من الجانبين، الحي الصاخب الذي لا يهدأ ليلًا أو نهارًا، شهدت جنباته عدد من الأحداث خاصة بعد ثورة 25 يناير، وفي أغلب الأحيان ما يملك زمام المبادرة بحيث تشتعل الأحداث في المطرية فتتحرق الاحياء بعدها.
المطرية والتي تعني باللغة اللاتينية، الأم وذلك لمرور السيدة مريم العذراء فيها ولوجود شجرة السيدة العذراء بأحد شوارعها والذي يحمل اسمها، لا يمر أسبوع إلا وهناك واقعة تفجير أو قتل او اغتيال مما يجعل الأهالي تعيش في ذعر دائم وخطر قد يأتي في لمح البصر.
منذ أسبوع قام مجهولين باغتيال العقيد وائل طاحون مفتش مباحث المطرية، بإطلاق وابل من النيران عليه، ما أسفر عن مصرعه وجندي كان برفقته، لتعلن مباحث المطرية حالة الاستنفار القصوى، فيما اعلنت حركة تسمى ''كتيبة الاعدام'' مسؤوليتها عن الحادث انتقامًا لقتل المحامي كريم حمدي على حد بيان الحركة.
خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير شهدت المطرية اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن مقتل 12 شخص من الجانبين، مما أضطر الى قوات الامن الى الانسحاب امام المسيرات والاشتباكات، والرجوع بعد طلب تعزيز بعدد كبير من تشكيلات ضخمة من الامن المركزي، ولم تهدأ الامور هناك حتى الآن فمسيرات الاخوان لم تنته، والتفجيرات لم تهدأ بل أصبحت شيئا روتينيا لأهالي الحي، رغم حملات الامن ومداهمات اوكار جماعة الاخوان بها.
الاتهامات متبادلة بين الداخلية واهالي المطرية، حيث يدعى الاهالي السكان أن مباحث القسم تقيم حفلات التعذيب داخل القسم، فيما ترد الداخلية أن المطرية بها عدد كبير من الخلايا الاخوانية تقوم بافتعال الازمات مع قوات الامن مما يؤدي الى اشتعال الامور.
وفي هذا الشأن قال الخبير الأمني العميد محمود قطري، أن المطرية تعتبر دلالة قاطعة على الفشل الأمني من وزارة الداخلية، لأنها تعتبر بؤرة اجرامية إرهابية، ولا يوجد بها تكثيف أمني أو انتشار كافي للخدمات الامنية حتى الان.
وأضاف قطري في تصريحات لمصراوي، أن المطرية أشبه بسيناء من ناحية الالتهاب الأمني وتمركز الإرهاب، ووزارة الداخلية لُدغت من جحر المطرية 50 مرة، حيث أن هذه المنطقة تعبير دلالة واضحة وجلية للفشل الأمني، لأنها تدار بسياسة أمنية تعتمد على رد الفعل ولا تُتخذ بها الاجراءات الوقائية لمنع الجرائم الارهابية قبل حدوثها - على حد تعبيره، موضحا أنه من الأخطاء القاتلة غياب خبراء المفرقعات في هذه المنطقة الملتهبة.
وأشار قطري، الى أنه يجب تكثيف الخدمات السرية، ودس المرشدين بين المشتبه بهم من الجماعات المتطرفة، وفحص جميع سكان المنطقة، واتخاذ إجراءات الامن والحراسة للعاملين بالقسم للمنع اغتيالهم، لأن مقتل العقيد وائل مفتش مباحث المطرية، يعد فشلا ذريعا، ودليل على أن الشرطة لا تستطيع أن تحمي نفسها ولا رجالها، والداخلية تحتاج الى إعادة بناء من حيث الفكر والتشريعات، وليس إعادة هيكلة فقط.
وأكد مصدر أمني وزارة الداخلية، أن قوات الامن نجحت في تحقيق الكثير من التقدم الأمني في حي المطرية، التي كانت بؤرة للجماعات الارهابية والمتطرفين خاصة عناصر جماعة الاخوان، وطهرتها من الارهابين الذين كانوا يتخذونها وكرًا وملاذًا لهم.
وأضاف المصدر في تصريح لمصراوي، أن عناصر الاخوان يحاولون اثبات وجودهم بأي وسيلة، وأن هذه الاعمال التي تتصف بالجبن هي الرمق الاخير للإخوان فلجأوا الى محاولة زعزعة الاستقرار بالمنطقة، والادعاء بوجود حالات تعذيب لكي يجمعوا حولهم مؤيدين