شرعت وزارة الآثار بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكي في إعداد مشروع لحماية معالم معبد أبيدوس الأثري بمحافظة سوهاج في صعيد مصر من مخاطر المياه الجوفية التي باتت تهدد بعض معالمه بالتلف والانهيار. وقال سلطان عيد المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأحد إن المشروع يستهدف حماية قلب المعبد والمقبرة الرمزية لأوزيريس، وذلك من خلال تجميع المياه الزائدة في آبار رأسية وربطها بشبكة صرف والتخلص منها بواسطة ماكينات شفط وضخها في الترع المجاورة، بجانب القيام بأعمال تنظيف وتقوية للنقوش والرسوم والألوان وتثبيتها داخل المعبد. يذكر أن معبد أبيدوس هو معبد أثري، ويشرف المعبد على منطقة تاريخية تسمى "قرية العرَّابة المدفونة". وتُعتبر أبيدوس واحدة من أهم المناطق الأثرية في مصر والعالم، وذلك لمركزها الديني والتاريخي في عصور مصر القديمة فهي تحتوي على مقابر ملوك مصر الأوائل في عهد الأسرتين الأولى والثانية، وبها آثار من الأسرة ال 19 . واعتبرت أراضي هذه المنطقة مقدسة في نظر المصريين القدماء، حيث كان لها مكانة دينية سامية في عقيدة الفراعنة، وذلك بفضل صلتها بمعبود الشعب القديم أوزيريس، الذي كان الفراعنة يعتقدون في الماضي أن رأسه قد دُفنت في هذه المنطقة، بل إن بعضهم كان يعتقد أن جسده كله قد دفن فيها ، وبأبيدوس معبد الملك سيتي الأول أبو الملك رمسيس الثاني ويتكون المعبد من سبعة مقاصير وصالتين للأعمدة والصالة الأمامية ذات نقوش غائرة والداخلية نقوشها بارزة ويتميز أيضًا بدقة التصوير وروعة التصميم واحتفاظه بالألوان. كما يعد المعبد الوحيد الذي يحتفظ بسقفه حتى الآن ويستند علي 36 عمودا من الجرانيت ويحوي قائمة الملوك الشهيرة التي تضم أسماء حكام مصر بدءا من الملك مينا حتى الملك سيتي الأول. ويجمع معظم العلماء على أن هذه المنطقة كانت عاصمة مصر الأولى في نهاية عصر ما قبل الأسر أي منذ نحو خمسة آلاف سنة وقد عثر على آثار مدينة هذا العصر ومعبدها ومدافنها، وملوك الأسرة الأولى وبعض ملوك الأسرة الثانية مدفونة في أبيدوس، وقد جدد هؤلاء الملوك ووسعوا معبد المدينة وقد بنى ثلاثة من ملوك الأسرة الثانية قلاعاً عظيمة خلف المدينة لحمايتها من ناحية الصحراء. ويوجد خلف المعبد الحمام الملكي الذي لم يعرف من أين تأتي إليه المياه.