براءة تلو الأخرى لرجال نظام مبارك بحكم قضائي، ليخرج الذين ثار الشعب في وجوههم للعيش بين المصريين مرة، اليوم خرج اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق في عهد مبارك من محبسه ناصع اليدين بعدما تم تبرئته من كل التهم الموجهة له، العادلي الذي اعتبره البعض أحد الأسباب الرئيسية لسقوط نظام مبارك لما كرسه أثناء توليه الوزارة الأكثر قمعًا في مصر. العادلي شغل منصب وزير الداخلية لمدة 13 عاما والذي سقط عقب اشتعال ثورة 25 يناير2011، وأول من ضحى بهم مبارك اعتقادًا منه بأن الزج بالعادلي سيكمم أفواه الثوار حينها، إلا أن الجميع واحدًا تلو الآخر تجمعوا خلف القضبان. العادلي كما كان "بيه" في الوزارة كان أيضًا "بيه" داخل السجن، حيث أنه بمرور الأيام عليه خلف القضبان كان يتأكد له أنه مازال وزيرًا ولو شرفيًا وهكذا كان يُعامل بدءً من التحية العسكرية التي كان تؤدى له، مصحوبة بكلمة ''حبيب بيه'' رغم أنه بملابس الحبس البيضاء ثم السجن الزرقاء، إلى الأحكام المتتالية الصادرة لتبرئ ساحته من كل التهم الموجهة اليه. حبيب إبراهيم حبيب العادلي الرجل السبعيني، الذي عمل لأكثر من نصف قرن في صفوف الجهة المسؤولة عن الأمن الداخلي للمصريين، تدرج خلالها حتى وصل إلى أعلى جهاز فيها وأكثر تأثيرا، الأمن الوطني أو ما كان يعرف أيام ما قبل الثورة ب''أمن الدولة''، مما مهد له الجلوس على كرسي "لاظوغلي" فى فترة كانت وتيرة الإرهاب فيها سريعة، مما يجعله يتخذ الكثير من الإجراءات القمعية ضد المصريين بشكل عام، الإرهاب انتهى لكن القمع والطوارئ لم ينته، وبات القهر والظلم شيئًا طبيعيا في مصر بإشراف العادلي ورجاله. "الثورة قامت والعادلي اتحبس" كان شعار المرحلة الأولى من الثورة وكان مؤشرًا ومحفزًا لاستكمال الثورة وقد جنت أول أهدافها وهي حبس "الطاغية"، أكثر المتفائلين من أنصار العادلي كان يرى أن المؤبد بالنسبة له براءة فلم يكن أحد يتخيل أن يخرج وزير داخلية مبارك من السجن بعد أقل من 5 سنوات خاصة بعد أن انهالت عليه الدعاوي والقضايا التي بلغت 5 قضايا مختلفة من قتل المتظاهرين إلى فساد مالي وقضية سخرة الجنود و قضية التربح غير المشروع واستغلال الوظيفة والنفوذ، و القضية المعروفة ب"اللوحات المعدنية"، جلسة تلو الأخرى يحصل العادلي على البراءة بعد أحكام مغلظة ألغتها محكمة النقض وصل الإجمالي فيها إلى 45 عاما، عدا قضية السخرة التي عوقب بسببها ب3 سنوات قضى عقوبتها اثناء فترة الحبس الاحتياطي، ليكون العادلي أول من سقط من نظام مبارك وآخر من خرج من السجون بريئًا بكلمة من القضاء.