نفت إسرائيل، الثلاثاء، قيامها بالتجسس على المفاوضات السرية التي تقودها الولاياتالمتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. ونفى وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، نفيا قاطعا ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بأن إسرائيل تجسست على المفاوضات النووية بين إيران والدول الست الكبرى. وأوضح، أن إسرائيل لا تمارس أي أعمال تجسس ضد الولاياتالمتحدة، كما أنها لم تتلق أي شكوى من مسؤولين أمريكيين بهذا الموضوع. وشدد يعالون، في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية، على متانة واستقرار العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، مرجحا أن تكون جهات ذات مصالح قد حاولت المساس بهذه العلاقات والإيقاع بين البلدين. وكان مسؤول رفيع المستوى، في ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد قال في وقت سابق الثلاثاء، طالبا عدم ذكر اسمه، إن "هذه الادعاءات عارية تماما عن الصحة". وأضاف المسؤول، :"دولة إسرائيل لا تتجسس على الولاياتالمتحدة أو أي من حلفاء إسرائيل". وقال :"من الواضح أن هذه المزاعم الكاذبة تهدف إلى تقويض العلاقات القوية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل"، وأيضا التعاون الأمني والاستخباراتي القائم بينهما. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال، قد قالت إن البيت الأبيض علم بشأن التجسس بعد فترة وجيزة من انطلاق المفاوضات العام الماضي. ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين القول إن نتنياهو استغل هذه المعلومات لشن حملة ضد بنود الاتفاق. وأضاف المسؤولون، أنه إضافة إلى التنصت، فإن إسرائيل تحصل على معلومات من تقارير أمريكية سرية ومصادر معلومات واتصالات دبلوماسية في أوروبا. وأوضحوا، أن التجسس لم يؤثر بالسلب على البيت الأبيض بقدر تأثيره على مشاركة إسرائيل في المعلومات السرية مع المشرعين الأمريكيين وغيرهم. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، مطلع على مجريات الأمور :"تجسس الولاياتالمتحدة وإسرائيل كل منهما على الأخرى شأن، وأن تسرق إسرائيل أسرارا أمريكية وتسربها إلى المشرعين الأمريكيين لتقويض الدبلوماسية الأمريكية شأن آخر". وفي السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي إنها "فكرة سخيفة" أن يعتمد الكونجرس على حكومة أجنبية للحصول على معلومات بشأن المفاوضات النووية مع إيران. وأوضحت، أنه تم إطلاع الكونجرس بشأن المحادثات النووية "مثل أي قضية أخرى وربما أكثر" ،مضيفة أنه "تم إطلاع الكونجرس على نطاق واسع وشامل وأكثر من مرة. لقد تلقوا قدرا كبيرا من المعلومات مباشرة من الولاياتالمتحدة وكبار المسؤولين الأمريكيين". وتابعت، أنه منذ أكتوبر عام 2013، عقدت الإدارة أكثر من 230 اجتماعا وجلسة استماع واتصالا مع أعضاء بمجلس الشيوخ ومساعديهم حول موضوع إيران، منها أكثر من 60 في آخر أربعة أسابيع. وعلى الرغم من مزاعم التجسس، أكدت ساكي، أن التعاون العسكري والاستخباراتي والأمني الوثيق بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل لن يتغير. ورفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التعليق على المسألة الاستخباراتية خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، في البيت الأبيض مع الرئيس الأفغاني أشرف غني. وقال أوباما، إنه "من الصعب تصور" إمكانية قيام دولة فلسطينية بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي. وشدد أوباما، على أن الدعم الأمريكي لأمن إسرائيل ما زال ثابتا، رغم إشارته إلى أنه "مطالب بتقييم أمين لكيفية إدارتنا للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية على مدى الأعوام المقبلة". وأضاف، :"ما لا نستطيع أن نفعله هو التظاهر بأن هناك إمكانية لشيء ليس موجودا.. ولا يمكن أن نستمر في بناء دبلوماسيتنا العامة اعتمادا على شيء يعلم الجميع أنه لن يحدث، على الأقل في السنوات العديدة القادمة".