واصل يمنيون تظاهراتهم الرافضة للتواجد الحوثي في محافظة تعز الجنوبي، لليوم الثالث على التوالي، فيما أعلن زعيم جماعة أنصار الله الحوثية عبد الملك الحوثي، في خطابه على قناة المسيرة التابعة لهم مساء أمس، "تواجد عناصر داعشية وتابعة لتنظيم القاعدة في تعز"، ودعا اليمنيين للانضمام للمعسكرات واللجان الشعبية لمواجهة هذه القوى المخربة والدفاع عن الجنوب. وتشهد اليمن أعمال عنف منذ يوم الجمعة الماضي، في أعقاب تفجير تنظيم داعش لمسجدين يرتادهم الحوثيون في العاصمة صنعاء وأسفر عن سقوط أكثر من 142 قتيلا و350 جريحا، بالإضافة إلى مقر الرئاسة في عدن لغارات من طائرات قيل إنها تابعة للحوثيين. كما تصدت قوات الجيش اليمني لمحاولة مسلحين موالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للسيطرة على مطار عدن. لماذا تعز؟ تعد محافظة تعز بوابة للمحافظات الجنوبية من ضمنها محافظة عدن والتي يتواجد فيها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والذي استطاع الفرار من حصار الحوثيين في العاصمة صنعاء. كما أن مضيق باب المندب والذي يعد شريانا للتجارة العالمية ومدخلا رئيسا لقناة السويس، يقع على مقربة من مدينة تعز التي سيطر الحوثيون على مطارها ويسعون الى السيطرة عليها بشكل كامل. ويقع باب المندب على مسافة 150 كيلومترا غرب مدينة عدن وتسير الطريق بين عدن وباب المندب في خط مواز للشاطئ، ويغيب عنها اي تواجد ملموس للقوات الحكومية بحسب مراقبين يمنيين لوكالة الأنباء الفرنسية. السفير المصري لدى اليمن يوسف الشرقاوي، والذي يقيم في مدبة عدن دعما للرئيس اليمني عبدر به منصور هادي، قال إن باب المندب هو المدخل الى قناة السويس، مشددا على أن مصر تعتبره "خطا أحمر" . وقال السفير المصري، إن "أكثر من 38% من الملاحة الدولية تمر عبر هذا المضيق"، مؤكدا الأهمية الاستراتيجية الكبرى لباب المندب. وأضاف الشرقاوي، بعد لقائه الرئيس اليمني في عدن، الأسبوع الماضي، أن "الأمن القومي لليمن مرتبط بشكل وثيق بأمن البحر الأحمر والخليج وباب المندب". السعودية تدعم واليمن تستنجد أكدت المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين وقوفها بكافة إمكانياتها إلى جانب الشرعية، الممثلة في الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والشعب اليمني، مشيرة إلى أن التفجيرات الإرهابية لن تؤدي إلا إلى "تدمير اليمن". وقال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، في بيانه، عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز أن المجلس جدد "وقوف المملكة إلى جانب الشرعية والشعب اليمني بإمكاناتها كافة، وتأكيدها على أهمية الاستجابة العاجلة من قبل كل الأطياف السياسية في اليمن الراغبين في المحافظة على أمن واستقرار اليمن للمشاركة في المؤتمر الذي سيتم عقده تحت مظلة مجلس التعاون في مدينة الرياض". من جانبه قال وزير الخارجية اليمني الجديد رياض ياسين، إنه "جرى مخاطبة كل من مجلس التعاون الخليجي والأممالمتحدة وكذلك المجتمع الدولي بأن يكون هناك منطقة طيران محظورة، وأن يمنع استخدام الطائرات العسكرية في المطارات التي يسيطر عليها الحوثيون". وأضاف لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الاثنين "نطالب بأن تتدخل قوات "درع الجزيرة" لوقف هذا التمدد الحوثي بمساندة إيرانية"، مشيرا إلى أن الحوثيين واجهوا مقاومة من القبائل والشعب اليمني خلال تحركاتهم البرية. وقال وزير الخارجية اليمني إن الحوثيين بدأوا باستخدام الطائرات بالهجوم على القصر الرئاسي في عدن، ومن ثم الاستيلاء أمس على مطار تعز عبر طائرات محملة بالحوثيين يقودها إيرانيون من الحرس الثوري. وأوضح أن الأحداث التي شهدتها تعز اليمنية تدل على أن جماعة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والحوثيين وإيران لا يريدون الخير والاستقرار لليمن، وإنما يريدون الهيمنة والسيطرة بالقوة. وأشار ياسين إلى أن بلاده طالبت دول مجلس التعاون بتدخل قوات درع الجزيرة لحماية المصالح الحيوية ، وكذلك الحدود قبل أن يتمدد الحوثيون ويسقطوا كل اليمن. وقال إيران "لم تخسر كثيرا في دخولها إلى اليمن، لكنها إذا سيطرت على كل البلاد، ستدفع كل ما لديها مقابل أن تحافظ على استقرارها في اليمن، الأمر الذي يهدد ليس السلام في منطقة الخليج والاستقرار، وإنما العالم بأجمعه من خلال سيطرتهم على مضيق باب المندب". وأكد أن ما حدث في تعز سيسهل للحوثيين الاستيلاء على مطارات أخرى وبنفس التكتيك وأن الطائرات المجهولة التي تحلق فوق القصر الرئاسي في عدن هي عملية تهديد بالاستيلاء على عدن. وأضاف "طائراتهم هي للاستطلاع، بحيث إذا استمر الحال من دون أي مقاومة، فسيتم قصف عدن". وعن النتائج التي قدمها جمال بنعمر، المبعوث مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، قال وزير الخارجية اليمني "ليس هناك نتائج حقيقية قام بها جمال بنعمر، حيث إن استمراره بالحوار منذ 21 سبتمبر، أعطى الوقت والفرصة للحوثيين بأن يتوسعوا ويتمددوا تحت غطاء أن هناك حوارا لا يزال جاريا". إيران تطالب بالتهدئة قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، إن مجلس التعاون الخليجي بإمكانه أن يقدم دعما حقيقيا للحوار الوطني اليمني- اليمني للحد من الأعمال الإرهابية والحيلولة دون اندلاع حرب اهلية. وأضاف المسؤول الإيراني، أنه "يتوقع من الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور ألا يكرر الأخطاء السابقة ويلعب دورا بناءً للحيلولة دون تجزئة بلاده وتحويلها إلى جنة جديدة للإرهابيين"، مضيفا أن الإرهاب لا يفرق بين حركة أنصار الله أو منصور هادي بل يعمل على هدم البلاد ويستهدف كافة المجموعات ودول المنطقة والعالم. وأكد عبداللهيان، التزام إيران الجاد بمكافحة الارهاب، مشدد على دعم إيران لليمن في التصدي للإرهاب وإكمال مسارها السياسي وتحقيق الأمن المستدام في المنطقة. ومن المقرر أن تستضيف العاصمة السعودية الرياض، حوارا بين الأطراف اليمنية، برعاية مجلس التعاون الخليجي مطلع الشهر المقبل.