كانت مصر على موعد مع أهم كشف أثري في 4 فبراير عام 1922 بالقرن التاسع عشر، فكان الأثري الشهير هوارد كارتر أول إنسان منذ أكثر من 3 آلاف عام تطأ قدمه أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ آمون ومومياؤه ومقتنياته، بالمقبرة الوحيدة التي عثر على محتوياتها كاملة لعدم قدرة اللصوص في الوصول إليها. عندما كان عالم الآثار والمتخصص في تأريخ مصر القديمة البريطاني هوارد كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك لاحظ وجود قبو كبير، اخترقه واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون. كانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي من خلال صور قصة رحيل توت عنخ آمون إلى عالم الأموات، فكان المشهد يمثل غاية الروعة للعالم هوارد كارتر الذي كان ينظر إلى الغرفة من خلال فتحة وبيده شمعة ويقال أن مساعده سأله ''هل بامكانك أن ترى أي شيء ؟''فجاوبه كارتر'' نعم إني أرى أشياء رائعة''. الحاكم الصغير توت عنخ آمون كان عمره 9 سنوات عندما أصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة يعني ''الصورة الحية للإله آمون'' كبير الآلهة المصرية القديمة حيث حكم مصر بعد وفاته أخيه الأكبر ''سمنخ كارع'' كما تبين من تحليل الحامض النووي''DNA'' أن ''توت'' ابن الملك الشهير ''إخناتون'' الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد، وفي عهد'' توت عنخ آمون'' عادت عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. لغز وفاته وفاته حيرت علماء الآثار والمصريات كما حيرتهم حياته القصيرة إذ اعتبر الكثيرين أنها كانت في سن مبكرة جدا، بعد اكتشاف آثار لكسور في عظمي الفخذ. اعتقاد سائد أن وفاة توت عنخ آمون لم يكن لأسباب مرضية وإنما قد يكون من جراء عملية اغتيال قام الوزير ''خبرخبرو رع آي'' بتدبيرها ومن ثم الأدلة التي يوردها المؤمنون بهذه النظرية منها على سبيل المثال زواج الوزير من أرملة توت عنخ وعثر على ختم فرعوني يحمل اسم آي وعنخ سون أمون أرملة توت عنخ أمون ورسالة بعثتها عنخ إسن أمون أرملة توت إلى ملك الحيثيين تطلب منه إرسال أحد أبنائه لغرض الزواج بها بعد موت زوجها وقام ملك الحيثيين بارسال أحد أبناءه كي يتزوج من أرملة عنخ أمون لكنه مات قبل أن يدخل أرض مصر وهناك اعتقاد انه تم اغتياله على الأرجح بتدبير من الوزير خپرخپرو رع آي الذي فيما يبدو كان يخطط للاستيلاء على عرش مصر فقام بقتل الملك توت عنخ أمون وقتل ابن ملك الحيثيين ولكن هذه فرضيات ولايوجد دليل قاطع لإثبات كل هذه النظريات. وقد حاول علماء الآثار في السنوات الأخيرة كشف اللغز وراء طريقة وفاة الفرعون الشاب الذي يعتقد بأنه كان الحاكم ال12 من الأسرة الفرعونية ال18 وصعد إلى العرش حاكما لمصر القديمة وعمره لم يتجاوز ثمانية أعوام. وفي محاولة لاختراق هذه الأسرار أخرج العلماء مومياء توت عنخ آمون من قبرها ووضعوها على طاولة التصوير الطبقي المحوري المتطور لمدة ربع ساعة عام 2005 من أجل الحصول على صورة ثلاثية الأبعاد لمومياء يزيد عمرها عن 3000 عام. واستبعدت نتائج الفحص الطبي أن يكون الفرعون الشاب مات قتلا لكنها لم تستطع أن تحدد طريقة وفاته التي وقعت في العام 1323 قبل الميلاد. فقد اكتشفت الصور أن الملك تعرض لكسر في فخذه اليسرى، بسبب حادث ما على الأرجح أدى إلى إصابته لاحقا بمرض قاتل تعذر تحديده. كنز الملك توت عنخ أمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له إذ يتكون من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان أحدها من الذهب الخالص والآخران من خشب مذهب جميع هذه القطع الأثرية تم نقلها الي المتحف المصري بالقاهرة فيما بقيت في مقبرته مومياءه والتوابيت الثلاثة . وشيدت وزارة الآثار بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي العام قبل الماضي نسخة مقلده لمقبرة توت عنخ آمون بجوار منزل كارتر بمنطقة القرنة الأثرية غرب الأقصر لتخفيف عبء الزيارات من علي المقبرة الأصلية ارتكب مرموا الوزارة حماقة أدهشت العالم حيث استخدم المرمون مادة لاصقة غير مناسبة لعملية ترميم وتركيب ذقن تثمال توت عنخ آمون التي تمت بشكل خاطئ وهى مادة ''الايبوكسى''،فيما اعتبره علماء الآثار والمصريات عدم دراية بماهية القناع وتركيبه، حيث أن المصرى القديم عادة ما كان يستخدم أسلوب الفك والتركيب الذى يشبه ''البازل'' ولم يستخدم أسلوب اللصق.