حضر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المشترك لمجلس الأعمال المصري الياباني، والذي يعقد بالقاهرة تحت عنوان ( مصر واليابان معًا لمستقبل أكثر إشراقًا)، وذلك بمشاركة شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان، بالاضافة إلي مجموعة من الوزراء. وكان لافتا أن يبدأ رئيس الوزراء الياباني كلمته بقول ''السلام عليكم جميعا''، ثم عبر عن سروره بزيارة مصر التي تتمتع بحضارة عريقة، وهو ما قابله الحضور بالتصفيق. وتمحور جزء كبير من كلمة رئيس الوزراء الياباني، حول الحكمة العربية الشهيرة، ''خير الأمور أوسطها''، التي اقتبسها شينزو آبي أكثر من مرة، مؤكدا أن كلا من مصر واليابان يولي أهمية للاعتدال، والوسطية. وعبر آبي عن أن بلاده تشعر بالخطر من تنامي الأفكار الإرهابية، مشيرا في الوقت نفسه إلي أن استقرار منطقة الشرق الأوسط هو الأساس للتقدم والازدهار للعالم كله، واليابان ترفع راية دولية لتحقيق السلام في العالم، وتحرص علي استقرار الشرق الاوسط، ولديهم رغبة لبذل الجهود لتحقيق ذلك، فاستعادة الشرق الاوسط المستقر المبني علي فكرة ''خير الامور أوسطها'' هي الغاية التي تسعي إليها اليابان. وقطع رئيس الوزراء الياباني وعدا بأن تقدم بلاده للشرق الاوسط كافة المساعدات في البنية التحتية والخدمات، وغيرها، بما قيمته 2,5 مليار دولار. وأشاد آبي بالشعب المصري قائلا: الشعب المصري مخلص وجدي، ويؤمن بقيمة العمل، ويصنع منتجات جيدة، مضيفا: إنه من دواعي سرورنا أن نتعاون معكم في إنشاء المتحف المصري الكبير، والجامعة المصرية اليابانية. وأشار رئيس وزراء اليابان إلي أن مصر تبذل جهودا جبارة من أجل الاستقرار، واستقرار مصر سيؤدي إلي استقرار منطقة الشرق الأوسط، مشيدا بالجهود التي تبذلها مصر لتحقيق الديمقراطية بشكل يتناسب معها، وتحقيقا لمبدأ ''خير الأمور أوسطها''، قائلا: دعوني أصفق لكم، تحية لهذه الجهود. وأعلن أن اليابان ستساعد في مشروع تطوير مطار برج العرب، الذي سيخدم الجامعة المصرية اليابانية، وكذا المنطقة الصناعية بالمدينة، كما ستقدم اليابان قروضا ب360 مليون دولار في مجالات خدمات قطاع الكهرباء، بالاضافة إلي المساعدة في مشروعات النقل. وعن جهود اليابان بالمنطقة أشار إلي دعم بلاده للأردن في جهودها لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، كما يتم تقديم مساعدات للفلسطينيين، واليابان ستقدم مساعدات ب200 مليون دولار للدول المجاورة لما يسمي تنظيم ''داعش''، مشيرا إلي أن بلاده تؤمن بأنه سيأتي يوم تستطيع فيه الاعتراف بدولة فلسطين، ولذا نتطلع لتسريع المفاوضات لما فيه مصالح الشعبين. واختتم رئيس الوزراء الياباني كلمته بالتأكيد علي العلاقة التي تربط بين الشعبين المصري والياباني قائلا: تحيا الصداقة بين اليابان ومصر، واليابان والشرق الأوسط. وسوف تشهد جلسات المؤتمر مناقشة عدة موضوعات، منها الإستعداد الياباني ورؤية اليابان للشراكة البناءة في التعاون والإستثمار مع مصر في المرحله المقبلة، عرض عن المقومات المصرية وبيئة الإستثمار والأعمال للشراكة بين مصر واليابان، كما سوف يتم تقديم عروض عن المشروعات القومية الكبري، التي يتم تنفيذها خلال هذه الفترة وفي المستقبل، باعتبار هذه المشروعات قاطرة الاقتصاد القومي في المرحلة المقبلة. وتشمل جلسات المؤتمر ايضاً استعراض بعض مقترحات رجال الأعمال اليابانيين لنظام الأعمال والإستثمار في مصر، ورأي الجانب الياباني فيما يتعلق بتطوير العمل المصري الياباني المشترك، كما سيتم استعراض قصص النجاح الواقعية المتبادلة بين مصر واليابان، من خلال الشركات المصرية واليابانية الموجودة علي أرض البلدين. الجدير بالذكر أن مجلس الاعمال المصري الياباني تم إنشاؤه منذ عام 1999م، كمنظمة غير حكومية لا تهدف للربح، منوطة بدعم التعاون المصري الياباني بالإشتراك بين القطاعين العام والخاص، ويضم في عضويته المؤسسات الحكومية المصرية واليابانية وشركات القطاع الخاص، واعتمد المجلس علي العمل المشترك لدفع عجلة التعاون بين البلدين إلي الأمام في كافة القطاعات التجارية والصناعية والخدمية وتشجيع الإستثمار الياباني، والدعم المستمر للتقارب المصري الياباني علي وجه الشمول إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً. ويعمل المجلس وفقاً لخطة عمل يتم تحديثها دورياً لتوافق طبيعة المتغيرات علي الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالح الأعضاء به في كافة القطاعات التجارية والصناعية والخدمية، وفي المقام الأول دعم التواصل المصري الياباني والتقريب بين الشعبين ثقافياً وإجتماعياً وإقتصادياً. ومنذ إنشاء مجلس الاعمال المصري الياباني، تم عقد ما يزيد علي خمسة وثلاثين مؤتمراً مشتركاً بين مصر واليابان، كانت مثالاً للتقارب والتواصل والتنسيق المشترك بين القطاعين العام والخاص لدعم التعاون الاقتصادي بين البلدين، كما نظم المجلس منتدي الترويج للسياحة بمشاركة وفد هيئة وكالات السياحة اليابانية في مصر، وفي مجال التدريب أقام المجلس ورش العمل التدريبية علي أنظمة الجودة والتطوير المستمر، وشرح التطبيقات اليابانية في هذا المجال.
