يعتبر يوم 29 من شهر نوفمبر من كل عام مناسبة دولية لإحياء "ذكرى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني " الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1977، وهو تاريخ صدور القرار 181 الداعي إلى تقسيم فلسطين في عام 1947 . وذكرى التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، هي مناسبة تؤكد على حق هذا الشعب في تقرير مصيره بتأييد عربي ودولي ، حيث شهد العام الحالي انطلاق قطار الاعتراف الرمزي والرسمي من العديد من الدول الأوروبية بحق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. وفي هذا الإطار، أصدرت الجمعية العربية ولجنة الأممالمتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني في شهر مارس الماضي ، نداء مشتركا لحشد الجهود الدولية لمساندة القضية الفلسطينية وتكثيف الأنشطة باعتبار العام الحالي هو "عام التضامن مع الشعب الفلسطيني " تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم في هذا الشأن، بهدف تفعيله حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية . وأشار الكاتب جواد الحمد في كتابه "المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني" إلى أن ما يحدث حتى الأن سيكون شاهدا على تخاذل وتواطؤ دولي لا يعوضه إلا إعادة الأرض لأصحابها وإنهاء معاناة هذا الشعب وتمتعه بحريته على أرضه من جديد . ومازال النهج الصهيوني القديم -كما وصفه جواد الحمد - والذى اتبعته عصابات الحركة الصهيونية الارهابية ضد الشعب الفلسطينى منذ مطلع القر ن العشرين، هو النهج الرسمي الذي تتبناه إسرائيل حتى الان ويتمثل في قصف وقتل المدنيين والقيام بمذابح متعددة واغتيال القادة والمفكرين الفلسطينيين في أنحاء العالم. اعمال الارهاب والقتل والتدمير الوحشي ضد الشعب الفلسطيني مارستها اسرائيل منذ عام 1948 الى يومنا هذا ، واخرها كان مجزرة الجرف الصامد وقبلها مذبحة دير ياسين -غربي القدس-التي استمرت 13 ساعة التي نشرت رائحة الموت الكريهة ورائحة الدمار في كل مكان ، ومذبحة الدوامية في الخليل فيها دكت المدافع والدبابات بيوت القرية ، ومذبحة قبيه التي اسفرت عن تدمير 56 منزلا ومسجدا في قرية قبيه . أما مذبحة كفر قاسم فقد قتل فيها 49 مدنيا أطفال وشيوخ ونساء ، ومذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا اللذان تم انشاؤهما للاجئين الفلسطينيين المهجرين وفيها قتل أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في 4 ساعات ، فيما كانت مذبحة المسجد الأقصى من المذابح التاريخية التي راح ضحيتها 3297 شهيدا من النساء والأطفال والشيوخ . وتواصلت المذابح فكان هناك مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل وقت صلاة الفجر ، حيث اغلق باب المسجد على المصلين واطلقت نيران الذخيرة على كل من فيه مما أدى إلى استشهاد وجرح ما لا يقل عن 350 مسلما ، ثم كانت مجزرة الاقصى الثانية التي أسفرت عن عمليات قتل وإرهاب بشعة وسميت "بانتفاضة النفق " لان الخلاف يبدأ من ساحة البراق ويمر تحت العقارات الإسلامية وينتهى امام مدخل المدرسة العمرية الذى فتح بابها القوات الاسرائيلية وهى مؤدية إلى الحرم القدسي. وبدأت سلطات الاحتلال الحفر لإنشاء 14 نفقا تحت الحرم القدسي الشريف ، وكانت الشرارة عندما صدر قرار في سبتمبر 1996 بفتح هذا النفق مما أدى إلى مقتل وإصابة ما يزيد على 300 مواطن فلسطيني. كما وقعت مجزرة الاقصى الثالثة في 29 سبتمبر 2000 حين أطلقت النيران بصورة عشوائية باتجاه المصلين مما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين على الفور، وإصابة أكثر من 250 آخرين بينهم نساء وأطفال وشيوخ ، ثم اندلعت مواجهات واسعة النطاق بين أبناء الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال في الضفة وقطاع غزة، وسميت بانتفاضة الاقصى عام 2000 وقتل فيها أكثر من 15 شهيدا وأصيب أكثر من 500 جريح . واستمرت أعمال القتل والإرهاب والعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين التي يشنها الجيش الإسرائيلي بين الحين والحين ، ومازالت مصر تبذل المزيد من الجهود المكثفة مع الشركاء الدوليين والإقليميين والأطراف المختلفة لدعم حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة مترجمة بذلك أبرز وأسمى معاني التضامن مع الشعب الفلسطيني.