الجو مُهيأ للتسجيل؛ تقطع رحاب هاني المكان جيئة وذهابا، الجلوس لا يتناسب مع ما تنوي قوله، بطريقة متغيرة عن نبرة صوتها الأصلية في معظم الأوقات تبدأ الحلقة، في مرحلة ما كان موقع ''ساوند كلاود'' بالنسبة لها مجرد مكان يبث أغاني جيدة، لم تعرف أنها ستكون أحد الذين ينقلون عليه تجاربهم الحياتية في قالب ساخر بتسجيل صوتي لا يزيد في العادة عن خمس دقائق، بدأ الأمر بتجربة وانتهى برسائل تأتيها من دول بعيدة، تُثني على أداءها. منذ طفولتها تبرع رحاب في مجال الدوبلاج، إلى أن قررت منذ عام رفع أول حلقة لها على موقع الأصوات الأشهر ''كان اسمها 10 نصايح لدفعة إعلام الجديدة''، تعمل ''هاني'' مدرسة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بالإضافة لكونها كاتبة، لذا لم تجد صعوبة في إيجاد موضوع أول حلقة ''قلت أجرب أرفع حاجة ولقيت الناس اهتمت وانا مبسوطة''، مع الوقت زاد المتابعين حتى وصل عدد مستمعي التسجيل الأول إلى أكثر من 24 ألف شخص. توالت الحلقات بعد ذلك؛ ''خلينا إخوات أحسن يا علي''، ''للفتيات فقط: كيف تكوني مثيرة في 10 خطوات''، ''قانون الاكتئاب'' وتسجيلات أخرى، لا تعتمد رحاب على الارتجال حال التسجيل ''لأنه مينفعش يتعاد أو يتقطع'' على حد قولها؛ فهناك محاور أساسية تبني عليها الفكرة وتحاول عدم الخروج عنها، كذلك لا تزيد المدة بين كل حلقة والثانية عن 10 أيام في الغالب إلا لظروف قهرية. ''الضحكة انتصار في الزمن دة.. أنا بنبسط لما الناس بتتبسط بسببي''، تلك أحد قوانين المدرسة بكلية الإعلام في الحياة، طريقة حديثها ونبرة الصوت تتغير أحيانا من حلقة للثانية، غير أنها لا تتعمد ذلك ''بيحصل تلقائي وانا بسجل''، زيادة عدد المهتمين بما تقدمه يُلقي على عاتقها مسؤولية أكبر حتى وإن كان هدفها رسم البسمة فقط، خاصة بعد انتهاءها من كتاب ''كلام فاضي'' الذي سيتواجد في معرض الكتاب 2015، كما أن الحذر يتقد بداخلها خوفا ألا تجد يوما ما تقدمه ''بس برجع أقول طول ما احنا عايشين أعتقد هيبقى فيه حاجة أحكيها''. متابعين لم تتخيل ''رحاب'' وجودهم يوما، في بداية التسجيلات كان ثمة من يراسلونها من بعض الدول العربية، حتى اتسعت الدائرة، صارت الرسائل تأتيها من الكويت، الإمارات، ومدن فلسطين، كالخليل وغزة ومن دول غير عربية كأمريكا، المستمعين هبة تُقدرها رحاب، إلا أنها لم تتردد يوما في طرح موضوع أو عدم الحديث عنه كي ترضي أذواقهم جميعا.
