تعاني الأسواق الطبية بقنا من ظاهرة نقص حقنة RH التي تحقن بها الأم بعد الولادة الأولي مباشرة لتفادي تشوه أو وفاة الجنين في الحمل الثاني، وذلك بالنسبة للسيدات اللاتي تختلف فصيلة RH الخاصة بهن مع أزواجهن. حيث أصبح الحصول علي حقنة ال RH في الآونة الأخيرة أمر شديد الصعوبة، حتى ليكاد الأمر يصل شراؤها بل إلي حجزها مسبقا من السوق السوداء. قالت وفاء عبد الستار، صيدلانية بمستشفي نجع حمادي العام، أن الحقنة نظرا لأهميتها وكثرة الطلب عليها اختفت منذ ما يقارب من 4 شهور، مضيفه أن سعر الحقنة في السوق السوداء وصل إلي 300 جنيه، ويحتاج الشخص لواسطة حتى يتمكن من الحصول عليها، نظرا لنقص أعدادها، مؤكده أن هناك من ينتقل للمراكز والمحافظات الأخرى بحثا عنها. وأفاد الدكتور سمير الجمل، استشاري أمراض النساء والتوليد، أن حقنة "RH" ضرورية جدا، حيث يتم حقن السيدة بها خلال 72 ساعة بعد الولادة لتفادي الآثار السلبية المحتمل حدوثها للجنين الثاني، فهي تقضي علي الأجسام المضادة التي تتكون لدي السيدة الحامل والتي تكون سالبة في الوقت الذي تكون نسبة الزوج موجبة ويكون الجنين موجبا، وفي حالة عدم حقن الأم بال RH قد تعرض هذه الأجسام طفلها الثاني للتشوه أو الإصابة بالأمراض وقد تؤدي إلي إجهاض الحمل الثاني. ومن جانبه أوضح الدكتور عباس جابر، استشاري النساء والتوليد ، أن إجراءات الحصول علي حقن ال RH من المستشفي العام تستغرق الكثير من الوقت، لأنها تصرف علي نفقة الدولة، وصدور قرار صرفها قد يستغرق شهور. مضيفا إن الأسر تقوم في أحيان كثيرة بحجزها في الشهور الأولي من الحمل حتى تصل قبل موعد الولادة. وأوضح جابر، أن الأبحاث التي أجريت مؤخرا توصلت إلي ضرورة حقن السيدة بال RH في الشهر السابع للحمل الأول أو عند الولادة، حتى تقلل من عدد الأجسام المضادة التي تهاجم الجنين في الحمل الثاني. وأرجع عمرو جبريل، صيدلي، اختفاء حقن RH إلي قائلا نقص كمية المادة الخام المستوردة من الخارج، مشيرا إلي أن الأزمة طالت أيضا العديد من الأدوية، وأغلبها من الأدوية الهامة الخاصة بالحوامل والأطفال، كنقص حقن "الكورتيجين" التي يستخدمها الأطفال والحوامل لعلاج القيء المتكرر، وكذلك حقن "كوريومون" التي تستخدم لتنشيط عملية التبويض، والتي وصل سعرها في السوق السوداء إلي 200 جنيه، وأمبولات "سينتوسينون" التي تستخدم عند الولادة، وحقن "فيسرالجين" التي تعالج المغص والتقلصات عند الأطفال والحوامل، ونقط "الفاكارينو" لعلاج الهشاشة وليونة العظام عند الأطفال، وكذلك نقط "بوليفيتال" لعلاج الصفراء عند حديثي الولادة، مضيفا أن أغلب الأدوية لا يتوفر لها بدائل وما يختفي منها لا يعود مرة آخري .