أقبل عدد كبير من مالكي الأراضي الزراعية بقرى قنا، على إنشاء ملاعب خاصة على هذه الأراضي والتعدي عليها، تاركين عملية الزراعة للبحث عن استثمارات تحقق لهم عائد مالي شهريًا، كما تستخدم هذه الملاعب أيضًا للتأجير في المناسبات العامة كالأفراح وغيرها. ووفق مراقبون فإن هذه الملاعب انتشرت في قرى قنا المختلفة، بسبب عدم رعاية الدولة بالشباب، واقتصار الدورات التي ينظمها مراكز الشباب على "حبر على ورق"، بعد أن أصبحت مهجورة، علاوة على أن معظم هذه المراكز لا تمتلك ملاعب خاصة، الأمر الذي جعل الشباب يلجأون إلى الملاعب الخاصة، المقامة على الأراضي الزراعية للعب كرة القدم. يقول أحد أصحاب هذه الملاعب، إنه أقدم على فكرة إنشاء ملعب خاص على أراضٍ زراعية، تبلغ مساحته 6 قراريط، لتحقيق عائد مالي في ظل نقص العائد المالي للأراضي الزراعية، حيث أن ال6 قراريط، المقامة عليها الملعب، من الممكن أن تحقق صافي ربح 3 آلاف جنيه شهريًا، بالرغم من أن فدان الأرض المزروع بالقصب، يحقق عائد مالي 10 آلاف جنيه سنويًا، منها مصاريف الري، الأسمدة، العمالة، والنقل، وغيره، وبعد خصم هذه المصاريف، فإنه يحقق صافي ربح لا يتجاوز ال3 آلاف جنيه. "القيراط بيجيب في الشهر أكثر من اللي بيجيبه الفدان في سنة"، هكذا يؤكد مشرف على أحد الملاعب الخاصة بقنا، موضحًا أن قيمة حجز الساعة على الملاعب الخاصة "التراب" يبلغ 20 جنيهًا، ويبدأ الحجز من الرابعة عصرًا، وحتى الرابعة فجرًا، كما تتراوح قيمة حجز الساعة الواحدة على ملاعب "النجيل" من 45 إلى 60 جنيهًا، ويقوم مالكو هذه الملاعب بشراء مولدات كهربائية لإنارتها ليلًا. واتهم أحد أصحاب هذه الملاعب المسؤولين بمحاباة ملاك بعينهم، بعد أن تم تحرير محضر ضده، لسرقة التيار الكهربائي لإنارة ملعبه، وتغاضوا عن آخرين، بسبب ما وصفه بالمجاملات والمحسوبية. ويصرح اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، إنه لا تهاون مع أي حد يتعدى على الأراضي الزراعية، وهذه جريمة كبيرة يعاقب عليها القانون، وتقضي على الرقعة الزراعية، التي تعتبر من أهم مصادر الدخل الاقتصادي في مصر. وأوضح الهجان، أنه تم إزالة 1699 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية والأراضي المملوكة للدولة بالمحافظة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، ورؤساء المجالس المحلية بقنا، لافتًا إلى أنه سيتم شن حملات مكررة لإزالة كافة التعديات.