يعد التهاب الكبد الفيروسي من المشكلات الصحية التي تعاني منها الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، حيث تعرف الإنسان على ستة أنواع رئيسية، تتسبب في الالتهاب الكبدي الوبائي، صنفت بالأحرف A،B،C،D،E، حيث تعددت في الفترة الأخيرة، نسب الإصابة بفيروس (أ) بين أطفال محافظة بني سويف. "السوايفة" التقت مع الدكتور محمود بكري الخولي، أستاذ مساعد طب الأطفال وحديثي الولادة بكلية الطب جامعة بنى سويف، لمعرفة أسباب الإصابة بفيروس (أ) وكيفية الوقاية منه: * فى البداية ما هو فيروس (أ) الذي يصيب الأطفال؟ التهاب الكبد الفيروسي، هو أحد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات، وتسبب الضرر لخلايا الكبد، قد يكون الضرر الناتج مؤقتًا، وربما يكون دائمًا، ويتميز بوجود خلايا الالتهاب داخل أنسجة الكبد، ومن ضمن الفيروسات التي تسبب التهاب الكبد، هو فيروس "أ"، أو مايطلق عليه فيروس "a"، وعادة ما يصيب الأطفال، وهو شديد العدوى بين الأطفال، ويبلغ معدل الإصابة به إلى 100% عند الأطفال، مع بلوغهم سن الخامسة، ويحدث ذلك الفيروس التهابًا حادًا. **كيف يتعرض الطفل للإصابة بهذا الفيروس؟ يتم الانتقال عادة عن طريق الأكل أو الماء الملوثين، ومن النادر حدوثه عن طريق الجلد، وتبلغ الفترة اللازمة لحضانة الفيروس قبل ظهور الأعراض حوالي أربعة أسابيع، وينتقل أيضًا عن طريق لمس الطفل للبراز الملوث، أضافة إلى أكل الأطعمة التي بها مواد حافظة بدرجة كبيرة. ** وما هي الأعراض المصاحبة لهذا الفيروس؟ عندما يصاب الطفل بهذا الفيروس يشعر بآلام بالجسم، والبول يكون غامق اللون مثل الشاي، والإسهال والحمى والضعف والغثيان والقئ واصفرار الجلد والعين وفقدان الشهية، والبراز يكون فاتح اللون، والجفاف الشديد نتيجة القئ، وتشوش في التفكير والنعاس الشديد أو فقدان الوعي، وتورم الوجه واليدين والقدمين والكاحلين والساقين والأذرع، واحتجاز الماء بالجسم، وحدوث نزيف بالأنف أو بالفم أوالشرج أو تحت الجلد. **كيف يتم تشخيص الحالة؟ الأعراض المصاحبة للفيروس هي التي يتم التشخيص عن طريقها؛ إضافة إلى التحليل المعملي للأجسام المضادة لذلك الفيروس، والتي تتواجد في بداية المرض وتختفي بعد أربعة أشهر أو أكثر، وإذا ظهر في التحليل المعملي أن إنزيمات الكبد مرتفعة، فذلك يؤكد الإصابة بالفيروس. ** هل هناك خطورة على حياة الأطفال المصابين بهذا الفيروس؟ بالطبع هناك خطورة، ولكن في الغالب يتم شفاء الأطفال بنسبة 99%، ونسبة 1% تكون معرض للإصابة بتليف الكبد، ويرجع ذلك إلى نسبة اهتمام الأسرة بالطفل المريض، وخاصة النظافة الشخصية للأطفال. ** هل هناك إحصائية بالمصابين من الأطفال بهذا الفيروس في بني سويف؟ ليس هناك إحصائية رسمية بنسب الإصابة، ولكن بالنسبة لي كطبيب أطفال، يمر عليّ حوالي من ثلاث إلى خمس حالات مصابة من الأطفال بهذا الفيروس، وكل حالة يتم التعامل معها حسب الأعراض المصاحبة لهذا الفيروس، فهناك حالات يتم التعامل معها بالمنزل، وهناك حالات يستلزم دخولها المستشفى. ** كيف يتم علاج الطفل المصاب بهذا الفيروس؟ العلاج يعتمد أساسًا على الراحة الكاملة في المنزل، من ثلاثة أسابيع إلى شهر، حتى تعود إنزيمات الكبد إلى المعدل الطبيعي، وتعود نسبة الصفراء إلى معدلها الطبيعي، وننصح الأسرة بضرورة البعد عن تناول الطعام الدسم والمحمر، أو استخدام أي زيوت أو سمن في الطعام، ويفضل الإكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة والبعد عن المواد الحافظة. ** هل هناك أدوية معينة لعلاج الفيروس؟ لا يوجد علاجًا معينًا لهذا الفيروس، ولكن يتم وصف بعض الأدوية للمصاب لتحسين وظائف الكبد، ولعلاج الأعراض المصاحبة لهذا الفيروس، مثل المغص والقئ، ويتم استخدام المسكنات مثل باراسيتامول، لتخفيف الحرارة وتسكين الألم. ** كيف يمكن وقاية الأطفال من التعرض للإصابة بهذا الفيروس؟ الاهتمام بغسل اليدين جيدًا قبل الأكل، وغلي ماء الشرب أو شراء مياه صحية، وعدم تناول طعام نئ مثل السلطات والفواكه التي تؤكل بدون تقشير، فهذه المأكولات ربما تكون ملوثة حتى في أفخم المطاعم، وكذلك تجنب المشروبات التي تباعفي الشوارع، ويجب على كل أم الأهتمام بنظافة الطفل الشخصية، لأنها الطريقة الأمثل للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس.