قال مبعوث روسي يوم الخميس إن خطط حلف شمال الاطلسي لسحب قواته من أفغانستان وتسليم مسؤولية الامن للقوات الافغانية بحلول نهاية عام 2014 سابقة للاوان. وتتلمس روسيا التي ما زال يؤرقها حربها التي استمرت عشر سنوات في أفغانستان الخطى لعودتها للشؤون الافغانية قبل الانسحاب التدريجي لقوات حلف الاطلسي والتي تخشى أن يترك فراغا في السلطة في منطقة كانت تقليديا ساحة للنفوذ الروسي. وقال زمير كابولوف المبعوث الرئاسي والسفير الروسي السابق في أفغانستان للصحفيين "من المبكر للغاية ومن السابق لاوانه أن نتحدث عن نتائج في أفغانستان لان الوضع في حالة تدهور دائمة." ومضى يقول "ومن الامور الغريبة أن البدء في نقل المسؤولية من قوات حلف الاطلسي للسلطات الافغانية لم يؤد الا الى زيادة التوتر ويتعين علينا أن نكون جاهزين لهذا." وتعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما بالبدء في خفض القوات الامريكية اعتبارا من يوليو تموز القادم مع نقل المسؤولية الامنية للافغان بنهاية 2014 . وقالت واشنطن انها تعتزم الاحتفاظ بدور في أفغانستان بعد هذا التاريخ ملمحة الى خطط للاحتفاظ بقواعد عسكرية في البلاد على المدى البعيد. وقال كابولوف ان القوات الافعانية غير جاهزة لضمان الامن وأنحى باللائمة على التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لانه لم يقم بما يكفي لتدريب القوات الافغانية. وقال للصحفيين "في رأينا أن قوات الامن الافغانية- الجيش والشرطة- ليست جاهزة بعد لتولي مسؤولية الامن بشكل كامل." وأضاف "ستكون هناك صعوبات.. ونحن لا نثير هذه القضية بدافع الشماتة وانما بدافع من مخاوفنا." وتخشى روسيا أن يسمح تقليص حجم القوات لمقاتلي طالبان بالتسلل الى دول اسيا الوسطى المنتجة للنفط والغاز والتي تسكنها أغلبية مسلمة وتتاخم أفغانستان في حدود يسهل اختراقها. وقال كابولوف ان أقل من 20 بالمئة من القوات الافغانية جاهز للقتال وان الارقام التي يعلنها حلف الاطلسي عن حجم القوات الافغانية خداع للذات. وتابع قائلا ان غياب الاهتمام بالتنمية من جانب قوات التحالف دفع روسيا لان تسعى للعب دور أكبر في أفغانستان. وقال "نعم نريد أن يرحل الامريكيون. لكن نريدهم أن يفعلوا ما قالوا في البداية انهم سيفعلونه.. اعداد قوة عسكرية أفغانية قوية وبناء اقتصاد. "ولكن نظرا لان ما يبذل قليل جدا بدأت روسيا تتحرك من جانب واحد." ولا تشارك موسكو بقوات في الحملة العسكرية في أفغانستان ولكنها زادت من دعمها لحلف الاطلسي والقوات المحلية وعززت الغارات على المخدرات وسمحت للامدادات بعبور الاراضي الروسية وقدمت طائرات هليكوبتر للجيش الامريكي. وقال ان روسيا تعارض بشكل قاطع أي وجود عسكري أمريكي طويل الامد في أفغانستان. واتهم المبعوث الروسي الولاياتالمتحدة بالسعي لزيادة نفوذها في الجمهوريات السوفيتية السابقة الغنية بالنفط والغاز والمجاورة لافغانستان في منطقة بحر قزوين واسيا الوسطى بغية أن يكون لها قاعدة هناك. وقال "هذه المسألة مهمة للغاية بالنسبة لنا ولا تقل أهمية بالنسبة لايران وباكستان والصين" مضيفا أنه أثار هذه المخاوف مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي. وقال كابولوف ان قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان ستكون سببا اضافيا للتوتر.