أظهرت دراسة أمريكية منشورة على الموقع الرسمي للمركز الطبي الأمريكي ، أن واحد من بين كل خمسة طلاب بأمريكا يتناول منشطات الذاكرة من أجل الحصول على درجات أفضل في الدراسة . وقال المركز الطبي الأمريكي ، أن الدراسة تمت على 616 طالب لمعرفة إن كانوا يتعاطون أدوية منشطة أم لا ، والذين قاموا بدروهم في مليء استبيان خاص لبحث الذي أثبتت نتائجه ما سبق . المنشطات في مصر انطلاقا من الدراسة الأميركية قام "مصراوي" بمحاولة لرصد الوضع ذاته في مصر ، إذا ماكان مشابها لنظيره الأمريكي أم لا . وبسؤال عدد من الصيادلة داخل الصيدليات الخاصة ، قال أحدهم "رفض ذكر اسمه" بإحدى صيدليات منطقة السيدة زينب بوسط القاهرة ، أن هناك عددا من الطلاب يقبلون على أنواع من منشطات الذاكرة خلال العام ، ولكن لا يمكن تصنيف نسبتهم بأنها كبيرة . وأكد أخر يدعى " عمرو" صيدلي بإحدي صيدليات منطقة الجيزة، الأمر ذاته، إلا أنه أشار إلى أن عدد الطلاب المقبلين على المنشطات يزداد بشكل خاص في فترة إمتحانات الثانوية العامة، معلالا ذلك بأنه نتيجة ضغط المذاكرة والإمتحانات عليهم مما يدفعهم إلى استخدام منشطات الذاكرة . وأضاف الصيدلي خلال حديثه لمصراوي، أن الأدوية المنشطة للذاكرة هي ليست من الأدوية الممنوع تداولها أو خروجها من الصيدلة بدون تذكرة طبيب "روشته"، مشيرا إلى أنها تستخدم بالأصل لعلاج أعراض أخرى وليس بالضرورة تنشيط الذاكرة ، إلا أن الطلاب يستخدمونها في ذلك . وأوضح "عمرو" أن فكرة العقار هو تنشيط الدورة الدموية بالدم ، مما يعمل على توصيل الدم للمخ بشكل أكبر ، وهو ما يشعر به الطالب على أنه تنشيط لذاكرته ، مؤكدا أنه لا يؤدي إلى الإدمان ولكن بعض الطلاب يظنون أنهم أدمنوه وهذا ليس حقيقي على حد قوله . رأي الطلاب أما بالحديث إلى الطلاب عن تعاطي العقارات المنشطة فقال الطالب عبد الرحمن أيمن، طالب الثانوية العامة أن عددا كبير من زملائه بالدراسة يتعاطون تلك الأدوية، ظنا منهم أنها تساعدهم على التركيز والسهر والإستذكار بشكل جيد، مؤكدا أن من بين 30 شخص ممن يعرفهم من زملائه هناك على الأقل 15 يتعاطون المنشطات . وأشار عبد الرحمن أنه حينما حاول هو بنفسه تجربة العقارات المنشطة في وقت سابق لموعد الإمتحانات بفترة، إلا أنه لم يشعر بأي مفعول لها، و أدي نفس الآداء بالمذاكرة الذي كان يؤديه من قبل، كما لم يساعده على النشاط بشكل كبير أو السهر . بينما أردف الطالب أنه بدأ بتناول العقار المنشط مرة أخرى بداية من ليلة إمتحان اللغة العربية ، وخلال فترة الإمتحانات ، مشيرا إلى أنه اضطر إلى ذلك نتيجة للعصف الذهني الذي يتعرض له إثر مذاكرة ليلة الإمتحان ، معلالا " نحن نبحث عن أي حل سحري للمذاكرة " . على صعيد آخر خالفه في الرأي الطالب محمود إبراهيم ، والذي أكد انه يتجنب كل العقارات الكميائية التي تعمل على تنشيط الذاكرة ، وأنه يلجأ إلى العوامل الطبيعية كالفاكهة ، خاصة التفاح للحصول على تركيز أفضل . وأشار الطالب أنه يرفض أيضا كل المشروبات المنبهة في فترة الإمتحان القهوة والشاي ، معتبرا إياها مواد دخيلة على المخ ولا تساعد على المذاكرة بشكل جيد . فيما أكد الطالب أنه يعرف عددا من زملائه يظنون في مثل هذه المواد أنها تساعدهم على المذاكرة والحصول على درجات أفضل ، رغم تأكيده بأنه لم يرى منها ذلك أبدا . الرأي الطبي قال الدكتور خالد سمير عضو مجلس نقابة الأطباء ، إن هناك خطورة بالغة على الطلاب الذين يتناولون العقارات المنشطة للذاكرة والمنبهة، مؤكدا أنها تعود بآثار سلبية بعد ذلك على الطلاب، خاصة أنها لا تستخدم تحت إشراف الطبيب . وأضاف الطبيب أن الطلاب قد يلجأون لمثل هذه المنشطات الدوائية نتيجة الضغط العصبي بفترة الإمتحانات ، مشيرا إلى أن هذه العقارات لا تفيد بالشكل الذي يتصوره الطلاب وأنما هو إيحاءا نفسيا لهم بذلك . وأكد سمير أن الطالب يكون في قمة تركيزه دون استخدم أي أدوية مساعدة ، ولكن فقط باتباع العادات الصحية السليمة ، وهي النوم في فترة الليل والإستذكار منذ بداية الساعات الأولى من الصباح الباكر ، بالإضافة إلى تناول أطعمة خفيفة تحتوي على مواد سكرية وكربوهيداتية بيسطة ، يستطيع أن يتغذى عليها المخ بسهولة . كما شدد الطبيب على أهمية الإبتعاد عن التوتر النفسي والعصبي ، ونتظيم ساعات النوم ووضع خطة جيدة لمذاكرة وحل أسئلة الإمتحان .