تبذل السلطات الليبية جهودا كبيرة بالتنسيق مع السلطات الأردنية ، من أجل التوصل إلي مختطفي السفير الأردني لدى ليبيا فواز الغيطاني، والذي تم اختطافه بطرابلس، صباح اليوم، الثلاثاء ، قرب سوق الثلاثاء ، على الطريق المؤدي إلى باب العزيزية ، على أيدي مجهولين، أطلقوا النار على سائقه الخاص الذي نُقِل للعلاج في مستشفى طرابلس المركزي. وتناولت وسائل إعلام ليبية أنباء عن خطف السفير الأردني للمطالبة بالإفراج عن مسجون ليبي في الأردن ، يدعى محمد الدرسي أو الملقب بمحمد النص، متهم في الأردن بقضية تعرف باسم المطار ، وهي تعاون الدرسي مع شخص عراقي اخر خططا لتفجير مطار الملكة عليا الدولي قبل سنوات وعرفت القضية باسم قضية المطار، إلا أن السلطات الأردنية إلى الآن لم تصدر أية معلومات بهذا الخصوص. وأجرى رئيس الحكومة الليبية المؤقتة المكلف عبد الله الثني اتصالا هاتفياً برئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور فور ورود خبر اختطاف السفير الأردني. وعبر الثني، عن إدانة الشعب والحكومة لهذه الحادثة، مؤكدا بأن الحكومة تولي اهتماماً بالغاً بهذه القضية ، وضمانة سلامة السفير ، وتبذل كافة جهودها لمعرفة ملابسات هذا الحادث المؤسف مع الجهات المختصة وعلى أعلى المستويات. ونوه رئيس الحكومة خلال هذا الاتصال على عمق العلاقات الليبية الأردنية التي لن تتأثر بمثل هذه الاعمال، مؤكدا أن ماجرى لا يمثل الشعب الليبي واخلاقه ، ولا يعبر عن ما يكنه لشقيقه الشعب الأردني من اعتزاز وتقدير لمواقفه الأخوية ونصرته له إبان وبعد ثورة السابع عشر من فبراير. من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الليبية بشدة عملية اختطاف سفير المملكة الأردنية لدى ليبيا فواز الغيطان . وذكرت الوزارة في بيان لها ، انها تتابع باهتمام كبير ظروف وملابسات هذا الحادث المؤسف مع الجهات المختصة والقادة الميدانيين . وأشارت الوزارة في بيانها الى قيام وزير الخارجية والتعاون الدولي بالاتصال هاتفيا بنظيره الأردني صباح اليوم وطمأنه بأن الحكومة تولى اهتماما خاصا بهذا الموضوع وتبذل أقصى جهدها لضمان سلامة السفير . وطالبت الوزارة الخاطفين بإطلاق سراح السفير الأردني ، ودعت جميع المواطنين بضرورة أحترام البعثات الدبلوماسية الأجنبية والضيوف على أرض هذا الوطن. وأكدت الوزارة ان هذه الحادثة لن تؤثر على عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين الليبي والأردني. من جانبه، استنكر حزب العدالة والبناء خطف السفير الأردني فواز العيطان قائلا : في بيان له: ''في الوقت الذي يستنكر فيه الحزب هذه الجريمة التي تمس بسيادة الدولة الليبية، وتمس بصورتها لدى العالم، فإنه يطالب الجهة المختطفة بسرعة إطلاق السفير، كما يطالب الحكومة والأجهزة الأمنية الرسمية بتحمل مسؤولياتها، والقيام بواجباتها في تتبع المختطفين، وحماية البعثات الدبلوماسية المتواجدة بليبيا''. وبدورها نفت وزارة الداخلية الليبية الأنباء المتداولة عن إطلاق سراح السفير الأردني لدى ليبيا فواز الغيطاني . وقال رامي كعال - في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم الثلاثاء- إن الأخبار المتداولة حول إطلاق سراح السفير الاردني في ليبيا ، فواز الغيطاني عارية تماما من الصحة، داعيا وسائل الإعلام المختلفة تحري مصدقية أخبارها. وأضاف كعال أن الداخلية الليبية تبذل مجهودا كبيرا مع أجل التوصل لمختطفي السفير الاردني ،لافتا ان هناك تنسيقا بين وزارتى الخارجية والداخلية الليبية مع نظيرتهما بالأردن. في المقابل ،أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أن استنفارًا على جميع المستويات وبتوجيهات مباشرة من الملك عبدالله شهدته المملكة الأردنية للمتابعة والوقوف على تفاصيل وتطورات حادث خطف السفير الأردني لدى ليبيا فواز العيطان، واصفًا الحادث ب''المنعطف الخطير''. وقال جودة: ''بعثتنا الدائمة في نيويورك خاطبت مجلس الأمن لإصدار بيان إدانة لهذا الفعل المرفوض، والذي استهدف المملكة الأردنية الهاشمية وتمثيلها الدبلوماسي في ليبيا''. من جانبه، قال الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في تصريحات صحفية : ''إن أولوية الحكومة الآن هي تأمين إطلاق السفير الأردني في طرابلس فواز العيطان''، مشيرًا إلى أن قضية تخفيض تمثيل البعثة الدبلوماسية هناك سيتم تقييمه لاحقًا. وأضاف الناطق: ''إلى الآن لا توجد اتصالات مع الجهات الخاطفة. أولاً يهمنا تأمين السفير وإطلاقه من دون أي أذى، وسنقوم بتقييم كل ما جرى حينها، واتخاذ الإجراءات المناسبة في ما يخص التمثيل الدبلوماسي هناك''. من جهته أكد رئيس الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، حازم قشوع، قيام الجانب الأردني بتشكيل وفد للتوجه إلى ليبيا، اليوم الثلاثاء، لبحث قضية اختطاف السفير الأردني هناك فواز العيطان. وفي السياق ذاته ، قررت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية ، إلغاء رحلتها التي كانت مقررة إلى طرابلس، اليوم الثلاثاء، بعد اختطاف السفير الأردني ، ''فواز العيطان'' في وقت سابق قائلة، إن الشركة تتابع الوضع لاتخاذ القرار المناسب بشأن الرحلات الجوية التي تشغّلها الشركة بين البلدين. وأوضحت الشركة أن الإتصالات ما زالت جارية بينها وبين الجهات المعنية في البلدين للوقوف على آخر المستجدات بهذا الخصوص وإتخاذ القرار المناسب لتسيير رحلاتها الجوية بين عمان وكل من طرابلس وبنغازي ومصراتة. وتسيّر الخطوط الجوية الملكية الأردنية حالياً 10 رحلات أسبوعياً إلى طرابلس و4 إلى بنغازي ورحلتين إلى مصراتة.