''إضراب عام''.. كلمة يرفعها سائقو ''التوك توك'' بمنطقة المطرية وعين شمس كشعار لهم، فأعباء الحياة وغلاء أسعار قطع الغيار وصعوبة الحصول على البنزين دفعتهم لزيادة الأجرة من جنيها واحدًا إلى ''جنيه ونصف'' وهو الأمر الذي رفضه الركاب، فقرر السائقون توزيع ''بيان'' ولصق ملصقات تُعلن إضرابهم يومًا كاملاً عن العمل ''عشان الزبون يحس بقيمتنا'' على حد تعبير أحدهم. داخل أحد الأزقة الضيقة، يقف توك توك مُلصق على زجاجه الأمامي عبارة ''أجرة موحدة.. 1.5 جنيه بدلاً من 1 جنيه، الإضراب يوم السبت الموافق 1/2/2014 الساعة 7 صباحا'' وبجانبه يقف ''عبده''، أحد سائقي التوك توك، يؤكد أن ''الجنيه مبقاش ينفع'' فالأسعار أخذه في الارتفاع فيما تظل أجره التوك توك ثابتة ''وده مش عدل خالص''، يؤكد السائق أنه وزملاءه لم يغيروا التسعيرة منذ سنوات على الرغم من غلاء البنزين وصعوبة الحصول عليه، غير أن الوضع الحالي أصبح لا يُطاق ''السوق نايم والزبون عايز يركب ببلاش''، قبل عدة أشهر. كان ''عبده'' يكسب 50 جنيها يوميًا إلا أن مكسبه اليوم لا يتعدي 20 جنيهًا ''بهلك نفسي أنا والمكنة طول اليوم 16 ساعة عشان 20 جنيه، يرضي مين ده''، قبل 15 يوماً دفع ''عبده'' مبلغ كبير لإصلاح التوك توك بعد حادثة تسببت في انقلابه ''هجيب فلوس التصليح منين، عجلة باظت ولا المكنة اتخبطت ولا عايزه عمره، هعمل كل ده ازاى بجنيه وكمان الزبون بيدفعه بقرف''. ''أنتو هتنهبوا'' كلمة يبدأ بها ''الزبون'' شجاره مع سائق ''التوك توك'' ليتحول الأمر إلى تراشق بالألفاظ ينتهي في الغالب بسقوط جرحى أو يتصاعد الأمر ليسقط قتيل، فالأجرة الثابتة لل''مشوار'' لا تزيد عن جنيهاً واحدًا بالنسبة للراكب، وتتصاعد إلى جنيهات عديدة حسب رؤية صاحب التوك توك، وهو الأمر الذي يدفع العديد من الزبائن إلى رفض دفع الأجرة لتستمر حالة الشجار طيلة اليوم ف''المناهدة'' أصبحت عادة، والخناقات ''بقت أكثر من الشغل''. يُعد ''التوك توك'' أحد وسائل المواصلات الأكثر فاعلية داخل المناطق التي تتسم بالعشوائية، فحجمه الصغير يجعله قادرًا على اختراق الشوارع الضيقة الطويلة، وحسب احصائيات غير حكومية، يبلغ عدد ''التكاتك'' في مصر أكثر من 7 مليون توك توك، توفر فرص عمل لنحو 10 مليون شاب مصري. يوسف، أحد الزبائن يؤكد أن رفع الأجرة سيسبب أزمة ''السواقين بقوا جشعين، لو سكتنا هيغلوها كل يوم، لازم نقف لهم ونرفض دفع الأجرة الجديدة''، يري الشاب العشريني أن الحل يكمن في تسعيرة إجبارية تقررها الحكومة عن طريق المحليات ''كل حي يشوف عنده كام توك توك ويرخصه ويعمل تسعيره واللي يخالف يغرموه''. محمود عسلية، سائق توك توك، يؤكد أن الهدف من الإضراب التأكيد على اهمية التوك توك ''الناس لما تمشي على رجليها هتحس بقيمتنا وتدفع الجنيه ونص غصب عنها'' مؤكدًا أن جميع السائقين سيشاركون في الإضراب ''اللى هيشتغل هنكسرله التوك توك، لازم كلنا نبقي أيد واحدة ضد ظلم الزبون''.