اعتصم فريق العرض المسرحي الذي يجري إعداده منذ ما يقرب من عام ونصف، بعنوان ''المحاكمة''، اليوم الثلاثاء، بمسرح ميامي حيث أبلغهم رئيس البيت الفني للمسرح، فتوح أحمد، أن فريق عمل عرض مسرحي آخر للممثل محمد رمضان سيبدأ إجراء بروفاته خلال يومين تمهيدا لبدء عرضه. وقال طارق الدويري، مخرج المحاكمة، إنه وفريق العمل معتصمون بمقر المسرح ويعملون على بروفاتهم وسيتصدون لبدء أية بروفات لعمل آخر. وأضاف الدويري إنه كموظف مخرج وممثل بالمسرح القومي لأول مرة يسمح له بالإعداد لعرض لتقديمه على خشبته، وذلك رغم حصوله على جائزة الدولة التشجيعية عن أول عرض قام بإخراجه في مركز الهناجر للفنون. وعن النص الذي يعالجه عرض المحاكمة فهو نص عالمي يسمى ''ميراث الريح'' وقال الدويري إن هذا النص ظل محظورا لسنين في الولاياتالمتحدة، إلى أن خرج للنور وأصبح من أهم النصوص العالمية، وأيضا في مصر رفضته الرقابة لسنوات، إلى أن حصل هو أخيرا على الموافقة بعرضه في عام 2004. وأكد أنه يرى الوقت الحالي هو الوقت الأنسب لتقديم هذا النص لأنه يناقش حرية الفكر، حيث يتزامن مع خروج مصر من تجربة حكم الإخوان المسلمين، على حد قوله. واستطرد مخرج العرض إن المسؤولين وعدوا بتنفيذ العرض بمجرد توافر الميزانية، إلا أنه فوجئ أنه حين توفرت الميزانية، بمجرد رصدها وقبل تسلمه الشيك لشراء الديكور، طولب بنقل العرض إلى مسرح الجمهورية، الذي أكد أنه غير تابع من الأساس للمسرح القومي. بالإضافه إلى أن النص تم إعداده بالحركة المسرحية وتصور الديكوارات على جغرافيا مسرح ميامي، مما يجعل من الصعب نقله لمسرح آخر، على حد قوله. وقال إن الحجة التي دفع بها هي أن محمد رمضان، بطل العرض الذي يفترض أن يقدم بدلا من المحاكمة، يحتاج لتقديم عرضه في وسط البلد بالقرب من دور السينما التي تعض فيلمه، حيث يكون قريبا إلى الجمهور، وهذا لأنه نجم والعرض سيدر دخلا على المسرح. واستطرد إن آخر ما قاله فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح في هذا الشأن، إنه سيحاول توفير مسرح الجمهورية لمحمد رمضان، وإذا لم يكن سيأتي مع فرقته خلال يومين لعمل البروفات استعدادا لبدء العرض. ورفض الدويري فكرة التفرقة على أساس النجومية، مبديا تخوفه من أن يتم نقل ما وصفه من تخريب يتم بصناعة السينما يتم على يد المنتج السبكي، بحيث يخرب المسرح أيضا. وكان رد فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح، إنه اتخذ هذا القرار بعدما وجد تباطؤ في الاستعداد لعرض المحاكمة من فريق العمل وقال ''دول ناس شغالين بقالهم سنة ونص بروفات وكل شوية يغيروا الأبطال ولسة أشرف عبد الغفور مستلم الدور بتاعه من يومين، مش هسيب المسرح ضلمة لحد ما يجهزوا''. وأكد أن المشكلة ليست في الميزانية ولكن في جاهزية فريق العمل، قائلا إنه إذا كان فريق العمل جاهزا سوف تتوفر الميزانية. وحول مسألة تغيير أبطال العمل واستلام الفنان أشرف عبد الغفور لدوره متأخرا، قال محمد غريب المخرج المساعد في عرض المحاكمة، إن دور الفنان أشرف عبد الغفور جاهز بالكامل وليس عليه سوى حفظ النص والحركة. أما عن إصرار فريق المحاكمة على الاعتصام في المسرح لحين حل مشكلتهم، فوصف أحمد هذا الفعل ''بالبطلجة''. ونفى أن يكون العرض الذي سيقدمه رمضان عرضا دون المستوى أو سيخرب المسرح كما قال الدويري، وأكد أنه نص عالمي لميخائيل رومان، ويدعى ''الدخان''. ودعا طارق الدويري، صناع العرض المسرحي الآخر أن يؤجلوا عرضهم، قائلا إن المحاكمة سيعرض لمدة شهر واحد، رافضا فكرة أن تتم موائمة مواعيد المسرح بحسب ارتباطات محمد رمضان الفنية، وقال ''المسألة الآن ليست مسألة عرض.. ولكن مسألة كيف تدار وزارة الثقافة''. وعرض المحاكمة بطولة الفنان أحمد سليم فؤاد، والفنان أشرف عبد الغفور، ويحكي عن مدرس حاول شرح نظرية داروين لتلامذته في وقت كان محظور تداولها، والعواقب التي واجهها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا