رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
نشر في مصراوي يوم 28 - 09 - 2013

أكد نبيل فهمي وزير الخارجية، أن الشعبَ المصري الذي نجح في فرض إرادته، قادر علي القضاءِ علي الإرهاب في إطارِ سيادة القانون.
جاء ذلك في كلمته أمام الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي ألقاها السبت.
وفيما يلي نص الكلمة:
السيد الرئيس..
يطيبُ لي في البداية... أَنْ أتوجه إليكم، ولبلدِكم الصديق أنتيجوا وباربودا... بالتهنئةِ علي توليكم رئاسةَ الجمعيةِ العامةِ في دورتِها الثامنةِ والستين... كما أنتَهزُ هذهِ الفرصة، لتوجيهِ التحيةِ للرئاسةِ الصربية علي جهودِها خلالَ الدورةِ السابقة...
ولا يَفُوتُني أَنْ أُجدِدَ دعمَنا للسكرتيرِ العام في سعيِه لتحقيقِ مقاصدِ ومبادئِ الميثاق... وأَنْ أؤكدَ تأييدَ مصر لاختيارِ أجندةِ التنميةِ فيما بعد 2015، كموضوعٍ رئيسي لهذهِ الدورة... لِمَا يُمَثلُهُ تَحقيقُ التنميةِ بمفهومِها الشامل، مِن أولويةٍ رئيسيةٍ للأممِ المتحدة، ولجميعِ الشعوب.
السيد الرئيس،
السادة الحضور الكرام،
اسمحوا لي، أَنْ أخرُجَ عن العرفِ السائدِ في افتتاحِ دوراتِ الجمعيةِ العامة، وأَنْ أَستَهِلَ بياني بنقلِ رسالةٍ أحمِلُها إليكُم ولشعوبِكُم ... ليسَ فقط مِن رئيسِ الدولة المصرية، المستشار عدلي منصور، بل مِن الشعبِ المصري، الذى وضعَ أساسَ الحضارةِ الإنسانية، وأَلّْهَمَ شعوبَ العالمِ حديثاً.
إِن لمصر مكانةً متميزةً في تاريخِ وحاضرِ البشرية... مكانةٌ ودورٌ وتأثيرٌ، تنطلقُ في المقامِ الأولِ من رصيدِها الثقافي والحضاري... وما كان ليَتَسِقَ معَ كلِ ذلك، وفي مطلعِ قرنٍ جديد، أَنْ تَظَلَ إرادةُ شعبِ مصرَ مُقيدة، أو أَنْ يُسلَبَ مِن شبابِها حَقُهم في صياغةِ مستقبلِهم... لذا، كان من الطبيعي بأبناءِ مصرَ، أَنْ يخرجوا في الخامسِ والعشرينَ مِن يناير عام 2011... ليُعْلِنُوا عزْمَهُم علي بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ حديثة... تحَقِقُ لأبنائِها الحريةَ، والكرامةَ، والعدالةَ الاجتماعية.
تلكَ هي معالمُ الوِجهةِ التي اختارها ملايينُ المصريين... وهى نفسُ الوِجهةِ التي صَمَمَوا عليها... في الثلاثينَ مِن يونيو الماضي... مؤكدين للعالمِ أنْ إرادةَ الشعوبِ لا تَنكسر... وهى قادرةٌ علي منحِ السُلْطَة... وأيضاً علي نَزعِها مِمَن يسيئونَ استغلالَها...
ولَدَى المصريينَ رؤية مستقبلية طَموحة... وتتطلبُ عَملاً منهجياً وفي إطارٍ زمنىٍ منطقي ... رؤيةٌ سيُكْتَبُ لها النجاحُ بالانفتاح علي كلِ التياراتِ السياسية السلمية... وعلي التَعدُديةِ التي تَسْتَوعِبُ ثَراءَ كُلِ مُكَوناتِ المُجْتَمع... وعلي المُواطنةِ التي يَضْمَنُها حُكْمُ القانونِ والمساواةُ أمامَ العدالة ... رؤيةٌ تَتْسِقُ في مبادئِها وممارساتِها مع القواعدِ الأساسيةِ التي تَحْكُمُ الحياة الديمقراطيةِ في مُخْتَلفِ أنحاءِ العالم... وأهمها سلمية الحوار، ونبذ العنف، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان.
وإيماناً بِحَقِ الشعبِ المصري في أَنْ يَرى تلكَ الرؤيةَ واقعاً ملموساً... فَقَدْ تَضمَنتْ خريطةُ المستقبل، التي تَسيرُ مصرُ عليها مُنْذُ الثالثِ مِنْ يُوليو الماضي، مَنْهَجاً وطنياً واضحاً لبِنَاءِ مُؤَسساتِ الدولةِ الديمقراطية، في إطارٍ زمنىٍ مُحَدَّدْ... معَ دعوةِ جميعِ أبناءِ الوطنِ للمشاركةِ في العمليةِ السياسيةِ بِكلِ مراحلِها... طالما التزموا بنبذ العنف والإرهاب، والتحريض علِيهما.
واتِسَاقاً معَ تلكَ الخريطة، يتواصلُ العملُ بالفعلِ علي عِدَةِ مسارات... أثمرَتْ حتى الآن عن ترسيخِ العدالةِ والحرية والديمقراطية كأساسٍ للحكمِ... علي أَنْ يَلي ذلكَ انتخابُ مجلسِ النوابِ... ثمَ إجراءُ الانتخاباتِ الرئاسية، بحيثُ تَنْتَهى المرحلةُ الانتقاليةُ في الربيعِ القادمِ.
السيدات والسادة الحضور،
إِنَّ عَزْمَنا الصادقَ علي استكمالِ تنفيذِ خريطةِ المستقبلِ... يتطلبُ أَنْ نَضعَ نُصْبَ أعينِنَا الحفاظَ علي الأمنِ وإنفاذ القانون... والتصدي لمُحَاولاتِ الترويعِ والترهيبِ التي تَهْدِفُ إلي إعاقةِ مسار تنفيذِها.
ولقد تَعَرَضت بعضُ الأنحاء في مصرَ مؤخراً إلي هجماتٍ إرهابيةٍ يائسةٍ وبائسةٍ....لم تُفرٍق في ضحاياها بين رجلٍ وامرأة، شيخٍ وطفلِ، مسلمٍ وغير مسلم من أبناءِ الوطن...إرهابٌ، كَشَف عن وجههِ القبيح... يهدِفُ إلي تقويضِ العمليةِ الديمقراطيةِ وتدميرِ اقتصادِنا.
وأؤكدُ أمامَكم، بكل وضوحٍ وثقةٍ، أن الشعبَ المصريَ العظيمَ، الذي نجحَ في فرض إرادته، مصّر وقادر علي القضاءِ علي الإرهاب في إطارِ سيادة القانون ...
وأَثِقُ في أَنَّ المجتمعَ الدولي بِأَسرِهِ، سيَقِفُ بحزمٍ إلي جانبِ الشعبِ المصري في معركتِه لدحرِ العنفِ والداعين إليه... ولنْ يَتَقَبّلَ مُحاولاتِ تبريرِه أو التسامحِ معَهُ...وفي ذلك الإطار، أود أن أتقدم بخالص التعازي لدولتي وشعبي كينيا وباكستان علي ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين تعرضتا لهما مؤخراً.
السيد الرئيس،
لا تَكتمِلُ رسالة الشعبِ المصري، وفي طليعتِهِ شبابُ مصر المشارك معي في تمثيل بلدنا العريق في اجتماعنا هذا، دون أَنْ أنقلَ إليكم أيضا، تطلعَ مصرَ إلي تعزيزِ ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ المعاصرة... وإلي مدِ جسورِ التعاونِ بينَ الشعبِ المصري وكافةِ شعوب العالم ... علي أساسِ استقلالِ القرار، والاحترامِ المُتبادل، وعدمِ التدخلِ في الشؤونِ الداخليةِ للدول... ووفقَ علاقاتِ تقومُ علي النديةِ، وتكون ركيزتها رؤية مستقبلية بناءة وحضارية.
فسياسةُ مصرَ الخارجية، أصبحت تعكسُ الإرادة الشعبية... وتُصاغُ علي نحوٍ يتَسِقُ مع مصالحِها الوطنية وأمنِها القومي... بعيداً عن أية اعتبارات أخرى...
ولا غُلُوَ في تقريرِ أَنَّنَا نُدْرِكُ، بمسئوليةٍ تامة... ارتباطَ أَمنِ مصرَ القومي بقضايا وأَمنِ أُمَتِها العربية... كما تَلْتَزِمُ مصرُ بِحُكمِ الموقعِ، والتاريخِ، والانتماء... بمواصلةِ الدفاعِ عن مصالحِ قارتِها الأفريقية... وبالتصدي لقضايا العالمِ الإسلامي، ونشر قيم الاعتدال، وسماحة الإسلام، وتعزيز الحوار بين الأديان السماوية... وبتبنِي التحدياتِ التي تُواجِهُ دولَ الجنوب في عالمٍ تَخْتَلُ فيه موازينُ القوى.
ومِن هُنا، اسمحوا لي أَنْ أَعرِضَ بإيجازٍ ملامحَ رؤية مصرَ، لعددٍ من القضايا... التي تحظى بأولويةٍ متقدمةٍ في اهتماماتِ سياستِنا الخارجية:
السادة الحضور،
بلغَتِ المأساةُ في سوريا حَدَ استخدامِ الأسلحةِ الكيميائية... والتي نُدينُ بشدة اللجوءَ إليها... ومن ثم نؤيد الاتفاقَ الذي تَمَ التوصل إليهِ بين روسيا والولايات المتحدة وكذلك قرار مجلس الأمن رقم 2118 ...ونحرص علي ضرورةِ معالجةِ السياقِ الأوسعِ للأزمة السورية.
وبجانبِ تلك المأساةِ الإنسانيةِ اقترَبَتْ الدولةُ السوريةُ ذاتها من حافةِ التفكك... الأمرُ الذي يستلزمُ التوصلَ إلي تسويةٍ سياسيةٍ عاجلة... تحققُ للسوريينَ الحريةَ والكرامةَ والديمقراطيةَ التي يَصْبُونَ إليها، وتصونُ وحدةَ كيان الدولة... وهو ما نأملُ في أَنْ يتَحقَقَ من خلالِ عقدِ مؤتمرِ جنيف الثاني... وصولاً، إلي إنشاءِ سلطةٍ انتقاليةٍ تضعُ حَداً للاحترابِ الأهلي... وللتدخلاتِ الخارجيةِ، التي طالما حذرنا من تداعياتِها.
السيد الرئيس،
تظلُ قضيةُ فلسطينَ مصدرَ التوترِ الرئيسي في منطقتَنا، التي مازالت تُعانى من تداعياتِ استمرارِ احتلالِ إسرائيل للأراضي العربية... وتكثيفِ الأنشطةِ الاستيطانية حتى كادَ الأملُ في إمكانيةِ تحقيقِ حلِ الدولتين يتلاشى دونَ رجعة...
وإزاءَ هذه الصورةِ القاتمة، فإنَّ الجهودَ التي بَذلَتْها الولاياتُ المتحدة، لدعمِ استئنافِ المفاوضاتِ الفلسطينيةِ الإسرائيلية تستحقُ مِنا الترحيب والتقدير... كما أَنَّ حِرصَ الطرفينِ -حتى الآن- علي الالتزامِ بالانخراطِ في عمليةٍ تفاوضيةٍ مُحددةٍ، بإطارٍ زمنى، يمثلُ تطوراً هاماً... الأمرُ الذي يدعُونا للعملِ علي أَنْ تُؤَدِى المفاوضات الجارية إلي تسويةٍ نهائيةٍ لهذه المشكلةِ، والتي تَعُودُ جذورُها إلي القرنِ الماضي.
وسوفَ تستمرُ مصرُ في دعمِ حقِ الشعبِ الفلسطيني في تقريرِ المصير... وإقامةِ دولتهِ المستقلةِ ذاتِ السيادة، وعاصمتُها القدسُ الشرقية، علي كاملِ أراضي الضِفةِ الغربيةِ وغزة... وفقَ مبادرةِ السلامِ العربية، وتأسيساً علي المرجعياتِ ذاتِ الصلة...
ولا يفوتني هنا، أن أؤكد علي حقيقة أن عدم الوفاء باحتياجات سكان قطاع غزة هو أمر لم يعد مقبولاً سياسياً أو أخلاقياً... لِذا، نطالب إسرائيل والمجتمع الدولي بتحمل مسئولياتهما بما يضمن وصول المواد الأساسية للشعب الفلسطيني في القطاع... ونؤكد، استعدادنا التعاون مع السلطة الفلسطينية، وكافة الأطراف المعنية، للتوصل إلي ترتيبات مناسبة، لتوفير هذه الاحتياجات بطرق مشروعة وشفافة.
وتابع وزير الخارجية نبيل فهمي في كلمة مصر أمام الدورة العادية الثامنة والستين، للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك
سيادة الرئيس
لعلكم تتفقون معنا في الرأي، بأن بناء شرق أوسط جديد لن يتأتى بدون ضمانِ الحقِ في الأمنِ المتساوي... والتخلصِ من التهديداتِ التى يُمَثلُها وجودُ الأسلحةِ النوويةِ وأسلحةِ الدمارِ الشاملِ الأخرى في منطقتِنا... بما يهدد مصداقية نظام منع الإنتشار بل ومصداقية الأمم المتحدة ذاتها.
لذلك... وبدافع الحرص علي هذه المصداقية... أعلنُ أمامكمُ اليوم، من هذهِ المنصةِ، المبادرة التالية:
أولاً: دعوة كافةَ دولِ الشرقِ الأوسطِ، وكذلك الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن... لإيداعِ خطاباتٍ رسميةٍ لدى السكرتيرِ العام للأممِ المتحدة، بتأييدِها لإعلانِ الشرقِ الأوسطِ منطقةً خاليةً من أسلحةِ الدمارِ الشامل... النوويةِ والكيميائيةِ والبيولوجية.
ثانياً: قيام دولَ المنطقةِ غير الموقعةِ أو المُصادِقةِ علي أي من المعاهداتِ الدوليةِ الخاصةِ بأسلحة الدمار الشامل أن تلتزم، قبلَ نهايةِ العامِ الجاري... بالتوقيعِ والتصديقِ علي المعاهداتِ ذاتِ الصلةِ بشكلٍ متزامن... وأَنْ تُودِعَ هذه الدولُ ما يؤكدُ قيامَها بذلك لدى مجلسِ الأمن... وأدعو السكرتيرَ العامَ للأممِ المتحدة، لتنسيقِ اتخاذِ كافةِ هذهِ الخطوات بشكلٍ متزامن... كشرطٍ أساسىٍ لنجاحِها... وهوَ ما يَعنى تحديداً:
أ‌- انضمامَ إسرائيلَ إلي معاهدةِ منعِ الانتشارِ النووى كدولةٍ غيرِ نووية... وتصديقَها علي اتفاقية الأسلحةِ الكيميائية... وتوقيعَها وتصديقَها علي اتفاقية الأسلحةِ البيولوجية؛
ب‌- تصديقَ سوريا علي اتفاقية الأسلحةِ البيولوجية... واستكمالَ الخطواتِ التى تعهدَت بها بشأنِ اتفاقية الأسلحةِ الكيميائية؛
ج -تصديقُ مصرَ علي معاهدةِ اتفاقية الأسلحة البيولوجية... والتوقيعُ والتصديقُ علي اتفاقية الأسلحةِ الكيمائية، وذلك مقابل استكمال كافة دول الشرق الأوسط إجراءات الانضمام للمعاهدات الدولية، لحظر أسلحة الدمار الشامل والمعاهدات والترتيبات المتصلة بها.
ثالثاً: مواصلةُ الجهودِ الدوليةِ لضمان سرعةِ انعقاد المؤتمر المؤجل عام 2012 لإخلاءِ الشرقِ الأوسطِ من أسلحةِ الدمارِ الشامل... ليتم عقده قبل نهاية هذا العام... وكحدٍ أقصى في ربيع عام 2014.
السيد الرئيس،
إِنَّ جذورَ مصرَ ضاربةٌ في قارتِها الإفريقية، وهى تفخرُ بما شهدُته القارةُ من تغييراتٍ إيجابيةٍ عديدة، وتطورها نحو مزيدٍ من الديمقراطيةِ والتنمية...غير أن أفريقيا مازالت بحاجةٍ لتضافرِ الجهودِ الوطنيةِ والإقليميةِ والدوليةِ، لمساعدَتِها علي مواجهة التحديات والنزاعات المتعددة.
واتساقاً مع هذا الموقفِ المصري، أودُ الإشارةَ إلي أَنَّنَا بصددِ إنشاءِ وكالةٍ مصريةٍ للمشاركةِ من أجلِ التنمية... وأَنَّنَا سنعملُ علي توجيهِ معظم مواردِ هذه الوكالة إلي الدولِ الأفريقيةِ الشقيقة، بما يتيحُ الاستفادةَ من الإمكانيات والرصيدِ المُتراكمِ للخبراتِ الفنيةِ المصرية.
السيد الرئيس،
إِنَّ الحديثَ عن ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ الراهنةِ، وسيادةِ القانونِ علي المستوى الدولي... لا يستقيمُ دونَ تحقيقِ الإصلاحِ الشاملِ والجوهري لمنظومةِ الأممِ المتحدة... حتى تكون أكثرَ قدرةً وقابليةً علي مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات الشعوب.
إِنَّ السبيلَ المنطقي والسليم، لتحقيقِ هذا الإصلاح المنشود، هو إصلاحُ وتوسيعُ مجلسِ الأمن... ومن ثَمَ، تٌجدِدُ مصرُ دعوتَها لإنهاءِ احتكارِ الدولِ دائمةِ العضويةِ لعمليةِ صنعِ القرارِ داخلَ المجلس... ولتصحيحِ الظلمِ التاريخي الواقعِ علي إفريقيا، جراءَ عدمَ تمثيلِها بفئةِ العضويةِ الدائمة، فضلاً عن ضعفِ تمثيلِها بفئةِ العضويةِ غير الدائمة... فلن تتخلي إفريقيا عن مطالبتِها بالحصولِ علي التمثيلِ الدائمِ الذى تستحقُه، وفقَ ما هو محددٌ بتوافقِ أوزولويني، وفي إعلانِ سرت.
السيد الرئيس،
اسمحوا لي أَنْ أكرر عليكم في الختامِ، أولويات عَملِنا ضمن منظومةِ الأممِ المتحدة والتي تشمل: تعزيزُ منظومةِ حقوقِ الإنسانِ الوطنية والدولية... معالجةُ مشكلةِ غيابِ الديمقراطيةِ في إدارةِ العلاقاتِ الدولية...الإسراع بتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية...تحقيق نزع السلاح النووي...مكافحة الفساد بما في ذلك استعادةَ الأموالِ المُهربة والمَنْهوبة لرموز نظم أسقطتها شعوبنا.
وأؤكد مرة أخرى، عزمنا مواصلةُ العملِ من أجلِ احترام حقوق الإنسان وتمكينِ المرأةِ علي المستويينِ الوطني والدولي... وإفساحُ المجالِ أمامَ الشباب للمساهمةِ بفاعليةٍ في صياغةِ رؤيتِنا للعالمِ ولمستقبلِ أوطاننا... ولا يفوتني، أَنْ أُرحبَ في هذا الصدد باختيارِ السكرتيرِ العام ممثلاً خاصاً لقضايا الشباب ينتمي إلي العالمِ العربي.
كما أود التشديد علي أهمية تضافر الجهودِ الدوليةِ لمواجهةِ خطر الإرهاب، وتطويرُ دورِ الأممِ المتحدةِ في تنسيقِ جهودِ مكافحتِه ومعالجةِ جذوره.
السيد الرئيس،
في النهاية، كلي أملٌ أَنْ تكونَ رسالة شعب مصر ورئيسها قد وصلَت للجميع... وفي أَنْ يتَحولَ ما عَبَرتُ عنه من تطلعاتٍ، وآمالٍ، إلي حقائقَ ترتضيها شعوبُنا من أجلِ الرقىِ والسلامِ، والتنمية ... وأَنْ نَعودَ في العامِ القادمِ لنَجنِي ثمارَ ما تحققَ من إنجازات''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراكاضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.