قال منير مجاهد، عضو مؤسسة مصريون ضد التمييز الديني، إن تهمة ازدراء الأديان أصبحت التهمة المفضلة هذه الأيام، حيث شهدت الشهور القليلة الماضية تصاعا لمناخ حرية التعبير و الاعتقاد من خلال البلاغات التى تقدم ضد أشخاص بتهمة ازدراء الأديان و التى تبت فيها النيابة بسرعة غير معهودة. وأضاف مجاهد في مؤتمر'' شبح ازدراء الأديان في ظل حكم الإخوان'' بمقر حزب التجمع، أن هناك تصاعد لخطاب الكراهية و الذى تعتبر الدعاوى الموجهة للبهائيين بالتحريض على الفتنة هى خير دليل عليه، و كذلك التحريض على الشيعة بوصفها خطر على الإسلام أكثر من اليهودية، بالإضافة إلى خطابات الكراهية ضد المسيحين التى تعتبرهم يعبدون الصليب و ضرورة مقاطعتهم إقتصاديا و عدم تهنئتهم بأعيادهم و التى تتولى الاهتمام بهذا الخطاب قنوات فضائية بعينها. وطالب مجاهد بضرورة نبذ الكراهية و عدم التعامل مع الأشخاص بناء على معتقداتهم و انتمائهم الدينية لتحقيق مطالب الثورة واصفا جماعة الإخوان المسلمين بالراعي الأول لخطابات الكراهية من جانبه، قال كمال زاخر، منسق التيار العلماني أن القضية ليست قضية إزدراء أديان و لكن قضية غياب صريح للقانون، و لا نتحدث عن ازدراء أديان فى إطار ضيق و لكن ازدراء وطن و بالتالي نحن لا نتحدث عن تعديل القانون لأننا من الأساس معترضون على الدستور و هو ''أبو القوانين'' على حد قوله. ووصف زاخر، مفهوم ازدراء الأديان بالغامض، مؤكدا على أن الفكرة مرفوضة من أساسها ، و لكنها ألية سياسية لمحاصرة أصحاب الرأي و المفكرين، مضيفا'' نحن أمام هجمة شرسة على الوطن و دعوة لتحويل مصر إلى ولاية ''. بدوره أوضح محمود حامد، عضو الهيئة التأسيسية للتحالف المصري للأقليات، أصبحت قضايا ازدراء الأديان محط أنظار الكثير من داخل مصر و خارجها و تزايدت مع حكم الإخوان، و هذا ما يقودنا لضرورة تحديد مفهوم ازدراء الأديان. وأشار حامد إلى المادة 98 من قانون العقوبات بجانب المادتين 160 و 161 من نفس القانون و التى أضيفت للقانون لمحاسبة المحرضين على العنف وصفا إياها بالمهلهلة و الغير واضحة، مضيفا أن التجريم يتطلب الوعى بالحقوق الاجتماعية و الافراد وضرورة انضباط النص الجنائي و الألفاظ المكونة له حتى لا يتعرض الأفراد من خلالها للمحاكمة بناء على تأويل و هذه القوانين. و تعرض حامد إلى بض قضايا ازدراء الأديان و التى تمت فى عهد الرئيس مرسى و التى كان من أهمها قضية الفنان عادل إمام الذى اتهم بازدراء الدين الإسلامي وقضت المحكمة بحبسه لمدة ثلاث سنوات، الإعلامي باسم يوسف الذى اتهم بسخريته من الصلاة و الدين الإسلامي، الكاتب يوسف زيدان و الذى اٌضطر إلى الاعتذار عن المشاركة فى فاعليات الصالون الأدبي العربي فى ستوكهولم بناء على اتهامه بازدراء الأديان. وقال هاني رمسيس، عضو التحالف المصري للأقليات، أن مادة الازدراء 98 ''، هى مادة لها تاريخ قديم للمتهمين الذى كان من أشهرهم المفكر طه حسين و الذى إتهم بازدرائه للأديان بسبب كتابه ''الشعر الجاهلي''، و القضية بشكل عام موجودة فى التاريخ المصري و المادة عندما وضعت أثناء أحداث الزاوية الحمراء كانت ألفاظها واسعة و فضفاضة تسمح بالإدانة و تسمح بالبراءة، بالإضافة إلى أن غالبية المتهمين فى قضايا الازدراء هم من فئة المدرسون ثم المحامون. و طالب رمسيس بإسم التحالف المصري للأقليات بضرورة تعديل قوانين الازدراء الموجودة بقانون العقوبات واصفا استمرارها بالكارثة من ناحية حقوق المواطنة، ومطالبا أيضا بتكوين لجنة قانونية للبحث فى تعديل هذه المواد.