وجه محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، رسالته الأسبوعية، الخميس، إلى الشباب، قائًلًا: ''أبنائي وبناتي الكرام، أنتم أمل الأمة الواعد ومستقبلها المشرق وسواعدها الفتية وحاملو لواء نهضتها وتقدُّمها، وأنتم بناة مجدها وتبوُّئها لمكانتها المستحقة، وأنتم قوتها المذخورة لمواجهة التحديات المستقبلية داخليًّا وخارجيًّا، وأنتم عُدَّةُ المستقبل، ومعقدُ الأمل. هذا هو قدْركم وقدَركم، وتلك هي مسئوليتكم وأمانتكم أمام الله تعالى، ثم أمام أمَّتكم وأنفسكم، وعلى قدر مكانتكم يكون الجهد المطلوب منكم، وعلى قدر الحقوق تكون الواجبات، وكلما سَما الهدف سما الجهد المبذول لتحقيقه''. وأضاف بديع خلال رسالته، ''احذروا الفتن والمؤامرات التي تُحاك لكم آناء الليل وأطراف النهار؛ لتثبيطكم ولتُفشل جهودكم، فكونوا على وعي بها وبمُدَبِّرِيها وبداعميها، ولا تنساقوا وراء أهدافهم المشبوهة وحبائلهم الشيطانية، واحذروا من إساءة استخدام ما أنعم الله عليكم به من قوة في مختلف المجالات بدنية أو علمية أو مادية، فحافظوا عليها تكُنْ لكم ذخرًا في مستقبل حياتكم. ولا تغترُّوا بطول العمر فأنتم في فترة قوة بين ضعفين''. وحذر بديع الشباب، من إساءة استخدام الحُريَّة للنيل من الأشخاص والهيئات أو لتدمير مقدرات الوطن، فكل حقٍّ ينتهي عند إساءة استعماله وعند تماسِّه مع حريات الآخرين، فلا تضيقوا على أنفسكم واسعًا، بجانب والحذر كذلك من الطموح القاتل الذي يجنح بصاحبه عن جادة الصواب ويُبرِّر له سوء عمله ويُضِلُّه عن سواء السبيل، فيجعل الغاية تُبرِّر الوسيلة، ويسعى لتحطيم كل القيم والمبادئ والأعراف. وشدد بديع من النَّقْد الهَدَّام الذي يسعى لتدمير الغير، فهناك ضوابط أخلاقية وقيمية لا خلاف عليها في عرض الرأي والاختلاف فيه يجب أن تتحلوا بها وألا تحيدوا عنها، فقد أمرنا يتقديم النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم كواجب علينا، ولكن وفق ضوابط وقيم لا يجب أن نحيد عنها . واختتم بديع، ''احذروا تعجُّل النتائج وقَطْف الثمار قبل أوانها أو اعتساف المراحل، ففيها مضيعة للوقت والجهد والعلم وإهدار لطاقات الأمة. وتذكروا النصيحة الغالية للإمام البنا ''أَلْجِمُوا نَزَوَات العَوَاطِف بِنَظَرَات العُقُول، وَأَضِيئوا نظراتِ العُقُول بِلَهَبِ العَواطِف''.