قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن وضع المرأة المصرية تراجع بعد ثورة 25 يناير لتكون هذه الفترة أسوأ الفترات التي مرت بها المرأة في الأعوام الأخيرة، مؤكدة أن الدعاة يتاجرون بالدين للتأثير على النساء وكسب أصواتهن للوصول إلى البرلمان. وأرجعت نصير، السبب إلى الخطاب الديني الذي وصفته ب''الرجعى الذي صدرته دول الخليج لمصر من خلال الدعاة الذين يذهبون إليها لكسب الرزق ويعودون محملين بثقافات معادية للمرأة''- حسب قولها. وانتقدت أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، الآراء التي ينشرها عدد من الدعاة الآن عن المرأة والتي لا تعبر عن صحيح الدين الإسلامي، مؤكدة أنها ''بعيدة كل البعد عن التشريع وتعبر فقط عن مجموعة من الآراء المتطرفة التي لا تعبر عن صحيح الدين الإسلامي الذي أنصف المرأة واعترف بكامل حقوقها''. وأضافت نصير، في مقابلة مع ''أصوات مصرية'' اليوم السبت، إن ''الإسلام كرم المرأة في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي كرمت النساء''، لافتة إلى أن المرأة كان لها دور كبير في الغزوات وكانت تقف مع الرجل جنبا بجنب ما يؤكد على أهمية دورها وليس تهميشه. وأشارت نصير إلى أن وصول جماعات الإسلام السياسي للحكم في مصر ساعد على انتشار الآراء المعادية للمرأة، مؤكدة أنهم ساعدوا على نشر ثقافات وآراء معادية للنساء وبعض تعاليم الدين، قائلة إنهم ''أخرجوها من سياقها الاجتماعي وأضافوا عليها نقاطا تنتقص من حقوق المرأة''. ورفضت أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر الدعاوى التي تتنافى مع وضع المرأة المصرية وحقوقها والتي تكرس أن المرأة لا تصلح إلا أن تكون وعاء للجنس، مشيرة الى أن هذه الدعوات تعبر عن غربة ثقافية وعدم تقدير لقيمة المرأة. وقالت نصير إن هؤلاء الدعاة يستغلون أمية النساء وارتفاع نسب الفقر بينهن للترويج لأفكارهم وإقناعهن بها. وأضافت أن ''ما يقوم به الدعاة الآن متاجرة بالدين للتأثير على النساء وكسب أصواتهن للحصول على المقاعد في البرلمان مثلما حدث في البرلمان السابق الذي فازت به أغلبية إسلامية''. وطالبت نصير النساء بالحصول على ما يعطونه لهن من منتجات سواء زيت وسكر وأموال على أن يعطين أصواتهن لمن يستحق، مشيرة إلى أنها تستند فى ذلك لمبدأ ''للفقير حق فى مال الغني''. وأكدت نصير إن الدعاة يستخدمون القنوات الدينية في تشويه صور النساء وخاصة المعارضات لسياساتهم، موضحة أن ذلك حدث بالفعل في الفترة الأخيرة من تشويه للنشطات المعارضات في محاولات لإجبارهن على البقاء في المنزل واستبعادهن من المشهد السياسي. ورفضت نصير التعليق على البيان الصادر من جماعة الإخوان المسلمين ردا على وثيقة الأممالمتحدة الخاصة برفض العنف ضد النساء، مؤكدة أنها لم تطلع على البيان أو الوثيقة الأصلية، قائلة إن ''الرد على هذه الوثائق من اختصاص رئيس المجلس القومي للمرأة ووكيله''. وطالبت في يوم المرأة الواقع المصرية بضرورة العمل على توعية النساء فى المناطق الفقيرة والقرى والنجوع من خلال التنسيق بين المجلس القومي للمرأة والجمعيات الأهلية للنهوض بالنساء، وتوعيتهن بأهمية دورهن فى المجتمع وأصواتهن في الانتخابات.
