قال نجل المناضل الأمريكي مارتن لوثر كينج، إن أغلب الحركات في العالم حظيت بقادة كانوا قادرين على صياغة رؤية تحشد الهمم، بغض النظر عن هوية هؤلاء القادة والزعماء، ولكن هذا الزعيم افتقدته الثورة المصرية، متوقعًا أن يكون الشباب لهم دور أكبر في المستقبل. وأضاف كينج الابن، خلال حديثه مع الإعلامية منى الشاذلي خلال ''منتدى الاتصال الحكومي'' بالشارقة والذي عرضه برنامج ''جملة مفيدة''، مساء الثلاثاء، أن ''أغلب الحركات كان لها زعماء، بغض النظر عما إذا كانوا دينيين أو تجاريين أو مدنيين، والسؤال من الذي يجب أن يكون في القيادة؟'' شاهد الفيديو مارتن لوثر الابن وتابع ''بالتأكيد، كل قائد عليه أن يغير نمط الاتصال مع الآخرين بما يتفق مع متطلبات العصر، والآن أصبح تكوين حركات أقل صعوبة، مع وجود الانترنت ومواقع التواصل''. ثورة مصر وعن ثورة 25 يناير، قال كينج الابن ''الثورة المصرية لم يكن لها زعيما أو قائد واحد، ولكن ربما القيادة ستبرز، وستتجلى للعيان، أميل لهذا الاعتقاد ولدي الكثير من الثقة في الشباب''. ودعا إلى الاستفادة من تجربة نضال والده في الولاياتالمتحدة، قائلاً: ''أعتقد أن الفرص الموجودة في العالم، والجدير بالاهتمام أن السبب الذي جعل والدي يوصل رسالته بقوة، أنه تحدث عن أمور تنطبق على الجميع، في تشاد أو روسيا، أو الشرق الأوسط، الألم له نفس الآثار، لذلك يجب البحث عن وسيلة للاتصال بغض النظر عن أماكن تواجدهم''. وأضاف: ''أبي تحدث عن حق الإنسان في التعليم والمسكن والصحة والمدرسة، صحيح أنه ثار في نهاية الخمسينات وبداية الستينات وكانت الظروف مختلفة عن اليوم، لكن كل صاحب قضية سيجد في مسار مارتن لوثر كينج جزءا يعنيه ويستوحي منه''. تحذير من العنف وحذر مارتن لوثر كينج الابن من العنف الذي قد يتولد من تهميش الشعوب، الذي يؤدي في النهاية إلى إحباطه، مؤكًدا على أهمية الحوار بين مختلف القوى السياسية لإنهاء الخلافات، حتى لو نتج عنه تنازل أحد الأطراف في النهاية. شاهد الفيديو مارتن لوثر الابن وأردف كينج، قائلاً: ''أنا مؤمن بأن هناك قيم مرتبطة بالتواصل، لابد أن يكون هناك تواصل بين مختلف القوى، ويتعين علينا أيضا أن نضع خطا فاصلا بين التواصل والتظاهر''. وأوضح ''هناك أشخاص يتظاهرون للقضية، وهناك أشخاص آخرون لابد أن يمدوا جسور الحوار، أبي كان لديه فريق وجزء من أعماله كان مرتبط بإثارة التظاهر بشكل سلمي''. وأكد أن إحباط الشعوب يأتي من فشل الحوار، مضيفًا: ''الحوار الجيد، يمكن من خلاله حل المشكلة بشكل سلمي، ويجب أولا أن نجمع الحقائق، وأن يلتزم الطرفين بحل النزاع، ويقطعا على نفسهما عهدا بعدم اللجوء للعنف، وعليهما أن يكونا جديين حتى لو كان هناك تنازلا من أحد الطرفين''. ''أمريكا لم تفهم رسالة والدي'' ومن ناحية أخرى، قال لوثر كينج الابن إنه على الرغم من المكاسب التي حصل عليها السود في أمريكا بعد نضال مارتن لوثر كينج، فإنه يعتقد بأن والده تم اغتياله، لأن أمريكا لم تفهم رسالته جيدا آنذاك، خاصة فيما يخص توزيع الثروات بشكل عادل. وأضاف مارتن لوثر الثالث: ''انتقلت رسالة والدي من الحقوق المدنية إلى حقوق الإنسان، طالب بأن يكون كل شخص في أمريكا له حق الحصول على مسكن وعلى تعليم وعلى رعاية صحية ووظيفة كريمة''. وتابع: ''العدالة المنصفة أيضا كانت ضمن مطالبه الأساسية، وإحدى طرق العدالة هي توزيع الموارد والثروات، وهنا اعتقد البعض أن ثرواتهم ستنتزع، وربما هذا الفهم الخاطئ لرسالة والدي كانت من الأسباب التي أدت إلى مقتله''. وشدد على أنه لم يفكر في الانتقام ممن قتل والده على الرغم من أنه معروف، قائلاً: ''عرفنا من قتل والدي، وحتى لو بمقدوري أن أقوم بشيء لإيذائه فهذا لن يعيد أبي إلى الحياة، والأمر سيان بالنسبة لمن قتل جدتي، القاتل عاش في السجن لسنوات طويلة، وقضى منذ سنوات، وافقت على وجوده في السجن، ولم أرد أن أنتقم''. انجاز السود واعتبر لوثر كينج الابن أن المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة كانت شريكا أساسيا فيما تحقق من إنجاز للسود، ولولا موقفها التاريخي لما كان والده حقق أيا من أهدافه الإنسانية، مشيرًا إلى أن المحكمة لم تتآمر على الحكومة وذلك لأن هناك التزام بمبدأ فصل السلطات. وكانت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة قد قضت بأن قوانين التمييز العنصري لا تتماشى مع روح الدستور الأمريكي، وقضت ببطلان هذه القوانين في موقف تاريخي، استطاع من خلاله السود الحصول على الكثير من حقوقهم المهدرة. واستطرد لوثر كينج الابن قائلاً: ''لولا دعم المحكمة لموقف والدي وفريقه، لم نكن لنحصل على النتائج التي حصلنا عليها الآن، المحاكم شاركت في هذه العملية بعد أن رفع الكثيرون قضايا تثبت عدم دستورية بعض القوانين، وهذا ما حكمت به المحكمة''. وأضاف: ''لم تتهم المحكمة وقتها بأنها متآمرة على الإدارة الأمريكية، لأن لدينا فصل بين السلطات، السلطة التنفيذية يمثلها الرئيس، السلطة التشريعية يمثلها الكونجرس، ثم السلطة القضائية، هذه السلطات الثلاث منفصلة تماما، ولم أر أن أي محكمة تتآمر ضد الحكومة''.