''القاهرة في ألف عام''.. مشروع يعمل على التفكير فيه الدكتور انتصار عبد الفتاح منذ عام 1990، حيث آمن به وبدأ في العمل فيه بمعزل عن أجهزة الدولة، بهدف إحياء التراث بأدواته وأيقوناته. شاهد الفيديو فنون شكلت القاهرة فى ألف عام بدأ عبد الفتاح برصد ألون الفلكلور الشعبي بأن قام بالطواف في الموالد والمناسبات الشعبية والأسواق وتصوير كل ما هو مبهج ومميز ويحمل عبق التاريخ. سواء تمثلت هذه الأيقونات في عربة فول، أو عربة كشري أو طراطير أو البمب، حتى توصل لتصميم مسرح متنقل مستوحى من هذه العربات، يقدم عليه الفنون الشعبية المختلفة، مثل صندوق الدنيا والأراجوز وخيال الظل، والأديب الأدباتي. ثم تقدم عبد الفتاح بهذا المشروع لوزارة الثقافة في 2006 منذ توليه رئاسة مركز إبداع قبة الغوري، وبدأ العمل فيه من خلال ورش عمل لإحياء فنون عديدة كفرقة سماع التي أحيت الإنشاد الصوفي، وشرع أيضا في ورش أخرى مستوحاه من الكتاب وغيره من المفاهيم التراثية. ومن الأيقونات التي حرص رئيس قبة الغوري على البحث عنها لإعادتها إلى الحياة كانت فرقة ''حسب الله''، الشهيرة التي حملت كثيرا في ألحانها وأغنياتها من تاريخ مصر الزاخر الذي عاشه فنانوها منذ تأسست على يد الشاويش محمد علي حسب الله عام 1860. ولعل تشابه زي وموسيقى فرقة حسب الله بما تقدمه فرق الشرطة الموسيقية نابع من خلفية مؤسسها العسكرية. وبالفعل قدم انتصار الفرقة، التي عثر عليها مؤخرا في أحد مقاهي شارع محمد علي، في حفل بمركز إبداع قبة الغوري لقي إقبالا كبيرا وتفاعلا وترحيبا من الجمهور دلل على اشتياقه لهذا النوع من الفنون. يقول عزت الفيومي آخر رئيس لفرقة حسب الله، أنه الوحيد المتبقي من جيل كامل كان يحمل أسرار هذا النوع من الموسيقى. ويشير إلى الصورة السيئة والمغلوطة التي شاعت عن الفرقة، فيقول ''احنا ناس محترمين'' ونقدم فن وموسيقى محترمة لا نقدم راقصة ولا مغني. وعن سوق الموسيقى والطلب على الفرقة يقول أنه لم يعد كقبل الثورة حيث كان الرزق أوفر. وأكد عبد الفتاح أنه يسعى بهذا التقديم لأن يعيد إحياء هذه الفرقة التي كادت تندثر وينشيء منها أجيالا جديدة. وتعليقا على الاستقبال الذي حظيت به الفرقة يقول الفيومي أن الفرقة محبوبة، وهناك من يحاولوا تقليدها لكنهم لا يستطيعوا لأن الفرقة تجيد تقديم أنواع مختلفة من الموسيقى وتعزف على آلات صعبة، حتى أن فرق موسيقى الشرطة لا تستطيع تقديم ما يقدمونه. وهو ما أكده انتصار حين قال أن الآلات التي تعزف عليها الفرقة هي في الأصل آلات أوركسترا سيمفوني ومن الصعب أن تعزف عليها ألحان عربية، وهو ما يميز الفرقة. يتفق كلام الحاج عزت والدكتور انتصار مع القصص التي تروى حول تاريخ الفرقة التي يقال إنها شهدت إقبالا كبيرا وقت تأسيسيها بسبب جودة الموسيقى التي تقدمها واعتمادها على موسيقيين محترفين، بالإضافة للزي الرسمي الذي كانت ترتديه الفرقة خاصة عندما تقدم حفلات في حضور الملك.