أكد المهندس حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، على أهمية تحقيق التكامل الإقتصادى الإقليمى بين الدول الإفريقية والإستفادة من الجهود التى قامت بها التكتلات الثلاثة الإفريقية الكبرى الكوميسا و السادك وجماعة شرق إفريقيا لتحقيق هذا التكامل فى أقرب فرصة ممكنة. وأشار الوزير خلال كلمته فى إفتتاح أعمال الإجتماع الخامس لمنتدى المفاوضات التجارية للتكتلات الإفريقية الثلاث الكبرى وهى الكوميسا والساداك وجماعة شرق أفريقيا والتى ألقاها نيابة عنه سعيد عبد الله رئيس قطاع الإتفاقيات التجارية، أن تحرير التجارة يؤدي إلى توزيع الموارد بشكل عادل وإلغاء القيود غير الجمركية وتوحيد المواصفات وتحسين البنية التحتية وتدفق رؤوس الأموال. وأضاف الوزير أن مصرحريصة على الإسراع فى تحقيق عملية الاندماج الإقليمي وذلك عن طريق إنشاء الجماعة الاقتصادية الإفريقية للوصول إلى الولاياتالمتحدة الأفريقية من خلال تحقيق منطقة تجارة حرة يتم الانتقال منها إلى اتحاد جمركي ثم سوق مشتركة يتم دمجها فيما بعد للوصول إلى الجماعة الاقتصادية الأفريقية.
وقال ''صالح'' أن استضافة مصر للاجتماع الخامس لمنتدى المفاوضات التجارية تأتى فى إطار حرصها على تعميق وتوثيق العلاقات المشتركة مع مختلف الدول والتكتلات، وتأكيداً للعمق الأفريقي، لافتا إلى أن مصر بعد ثورة 25 يناير تسعى لتوثيق المزيد من العلاقات الاقتصادية مع العالم بوجه عام والدول الأفريقية بوجه خاص وذلك فى إطار التوجه المصري الأصيل للقارة الأفريقية وسعيها إلى تحقيق مزيد من التعاون والاندماج مع أشقائها الأفارقة. وأشار وزير الصناعة والتجارة الخارجية، إلى حرص الحكومة على دعم وتقوية منظومة العلاقات المصرية الإفريقية بوجه عام والإقتصادية بوجه خاص من خلال بذل المزيد من الجهد لزيادة القيمة المضافة حيث تتميز معظم الدول الإفريقية بوفرة وتعدد المواد الخام في حين تحقق دول أفريقية أخرى تقدم محرز في القطاع الصناعي والتكنولوجي مما يحث على مزيد من التعاون والتكامل فيما بين دول الإقليم بهدف الوصول إلى منتج نهائي إفريقي له القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
ولفت إلى أن دول التكتلات الثلاث الكوميسا والساداك وجماعة شرق أفريقيا تمثل سوقاً تجارية وصناعية واستثمارية هائلة حيث يبلغ عدد سكانها 595 مليون نسمة، وسجل الناتج المحلى الإجمالي لها حوالي 1 مليار دولار خلال عام 2011، كما يمثل سكان دول التكتلات الثلاث ما يقارب من 52% من سكان إفريقيا و57% من الناتج المحلى للقارة، ونصف عدد الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي. ومن جانبه أوضح سعيد عبد الله رئيس قطاع الإتفاقيات التجارية، أن الاجتماع الخامس لمنتدى المفاوضات التجارية والذى تستضيفه مصر على مدى 3 أيام يهدف إلى اعتماد التعديلات على القواعد الإجرائية الخاصة بالمنتدى خاصة فيما يتعلق بطرق اختيار المراقبين, ومراجعة تنفيذ خارطة الطريق لمنطقة التجارة الحرة, ونماذج التفاوض الخاصة بتحرير التجارة, إلى جانب اعتماد تقرير الاجتماع الثاني لمجموعات العمل الفنية, وآلية تقييم ومراقبة المفاوضات.
وأشار إلى أن التجمعات الاقتصادية الثلاث قد حققت تقدماً ملحوظاً في سبيل الاندماج الإقليمي مما كان له أكبر الأثر في الإقدام على إبرام اتفاق تجارة حرة بين الثلاث تكتلات ومؤشراً هاماً لنجاح تلك المفاوضات، مضيفا أن إنشاء منطقة تجارة حرة بين التكتلات الثلاث من شأنه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة حيث سيلعب دوراً هاماً في خفض معدلات الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية والصحة العامة والنهوض بالمستوي الاجتماعي لسكان دول التكتلات الثلاث والاستخدام الأمثل للموارد.
جدير بالذكر أنه تم عقد القمة الأولى للتكتلات الثلاث في أوغندا عام 2008 وما تلاها عدد من الاجتماعات لمجموعات العمل الفنية واجتماعات لمنتدى المفاوضات التجارية واجتماعات كبار المسئولين، ومن المقرر أن تستضيف مصر مرة أخرى القمة الثالثة للتكتلات الثلاث والمقرر عقدها في القاهرة في النصف الثاني من عام 2013.
ويذكر أن ممثلي 25 دولة إفريقية أعضاء التجمعات الثلاث، قد شاركت في هذه الإجتماعات والتى تعقد لأول مرة بالقاهرة.