استقبل رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان صباح امس الاربعاء، المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية، ورئيس الوفد المصرى المشارك فى إجتماعات الدورة الثامنة والعشرون للجنة الدائمة لمنظمة التعاون الاسلامى "الكومسيك" والمنعقدة بإسطنبول. وأكد اردوغان - وفقَا لبيان صادر عن وزارة الصناعة والتجارة الخارجية - حرص تركيا على دعم ومساندة مصر فى مختلف المحافل الدولية، لاستعادة دورها الريادى فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيرا إلى أن مصر ستشهد إستقرارا سياسيا ورواجا إقتصاديا كبيرا، ولذا فإن بلاده تشجع رجال القطاع الخاص الأتراك للتوجه وبقوة نحو السوق المصرى للدخول فى شراكات جديدة مع نظرائهم فى مختلف المجالات. وأشاد رئيس الوزراء التركى بزيارة الرئيس محمد مرسى لتركيا نهاية شهر سبتمبر الماضى، والتى تم الإتفاق خلالها على ضرورة دعم التعاون المشترك بين البلدين وخاصة فى المجالات الإقتصادية والتجارية والإستثمارية لتحقيق المصالح المشتركة لكلا البلدين . وكان رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان قد التقى برؤساء وفود الدول المشاركة فى فعاليات الدورة الثامنة والعشرون للجنة الدائمة لمنظمة التعاون الاسلامى "الكومسيك" والمنعقدة بإسطنبول، والتى بدأت أعمالها أمس بمشاركة ال 57 دولة أعضاء المنظمة. ومن جانبه، أكد المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية، أن مصر حريصة على المشاركة فى كافة المحافل والتجمعات الإقتصادية بإعتبارها أحد أهم اللاعبين المؤثرين فى منظومة الإقتصاد سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى ، لافتا إلى أن مرحلة التحول الديموقراطى التى شهدتها مصر خلال المرحلة الماضية أعادت لها دورها الريادى على كافة المستويات والأصعدة . وأوضح الوزير أن الاقتصاد العالمى بما يشهده من تغيرات وتحديات قد تغير من موازين القوى الاقتصادية فإنه من الضرورى قيام الدول الإسلإمية بدور فاعل فى إعادة صياغة الخريطة الإقتصادية العالمية، مشيراً إلى ضرورة توسيع وزيادة مجالات التعاون بين البلدان الإسلامية خلال المرحلة المقبلة لتشكل تكتلا إقتصاديا فاعلا فى المنظومة العالمية الجديدة خاصة فى ظل زيادة معدلات النمو بعدد من الدول النامية الإسلامية مقارنة بإقتصاديات الدول المتقدمة. واشار صالح إلى الحاجة الملحة الى وضع أفكار جديدة وغير تقليدية للتعاون الاقتصادى وزيادة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة وتحرير التجارة بين الدول الإسلامية، مؤكدا على ضرورة تعظيم دور القطاع الخاص بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامى كشريك إستراتيجى لزيادة مجالات التعاون الاقتصادي لانه لاعب اساسى فى تحويل سياسات التعاون المتفق عليها الى واقع ملموس من خلال تبنى خريطة عمل يتم الالتزام بها. وأوضح أن مصر لديها إمكانات وفرص إستثمارية واعدة وموقع جغرافى متميز، بالإضافة إلى قناة السويس كأهم ممر إستراتيجى يربط بين الشرق والغرب إضافة الى إنخفاض تكلفة الانتاج، وطالب الوزير المشاركين من رجال الأعمال على ضرورة الاستفادة من تلك الفرص وإقامة إستثمارات جديدة لهم داخل السوق المصرى خلال هذه المرحلة. وأضاف صالح أن هناك إهتمام من جانب مصر لزيادة التعاون مع دول الاعضاء بالمنظمة وذلك من خلال تحرير التجارة البينية وزيادة الإستثمارات المشتركة، بالإضافة إلي تبادل الخبرات المتعلقة بالمجالات ذات الصلة بالتجارة لاسيما أنظمة المواصفات والجودة ومعايير الأغذية الحلال وقوانين حماية الملكية الفكرية بالدول الأعضاء وتنمية وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ومن ناحية أخرى عقد المهندس حاتم صالح سلسلة من اللقاءات مع عدد من وزراء التجارة والاقتصاد المشاركين فى الاجتماعات حيث التقى بكل من الدكتور عبد القادر إعمارة وزير الصناعة والتجارة المغربي، ومصطفى بن بادة وزير الصناعة والتجارة الجزائري، والشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثان وزير التجارة والتعاون الدولى القطرى، حيث بحث معهم سبل دعم وتعزيز التعاون الصناعى والتجارى بين مصر وبلادهم وضرورة إتخاذ خطوات فعالة لزيادة حجم التجارة البينية والاستثمارات المشتركة خلال المرحلة المقبلة . وأشار بيان الصناعة والتجارة، إلى أن جلسة المباحثات الثنائية التى عقدها الوزير مع الدكتور عبد القادر إعمارة وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة المغربى، تناولت أهمية دفع العلاقات الإقتصادية والتجارية بين البلدين إلى آفاق آرحب وأوسع خلال المرحلة المقبلة ، حيث اتفق الوزيران على أهمية تفعيل اللجنة التجارية المشتركة وتعظيم الإستفادة من إتفاقية أغادير إلى جانب تفعيل مجلس الأعمال المصرى المغربى المشترك . كما أستعرض اللقاء أهمية تنسيق المواقف سواء على المستوى الثنائى بين مصر والمغرب أو بين الدول الأعضاء فى إتفاق أغادير بالنسبة للموضوعات المتعلقة بالإتحاد الجمركى العربى أو قواعد المنشأ العربية فى إطار جامعة الدول العربية، فضلا عن ضرورة تكاتف جهود حكومتى البلدين لدعم إنشاء خط بحرى مباشر يربط ما بين الموانئ المصرية والمغربية لتسهيل حركة التبادل التجارى بين البلدين . وأشار المهندس حاتم صالح إلى أن تطوير العلاقات الإقتصادية بين البلدين يجب آلا ينحصر فى تنشيط التجارة فقط وإنما يجب أن يتعدى التعاون الثنائى ذلك ليشمل إقامة مشروعات تصنيع مشتركة للإستفادة من موقع البلدين فى الوصول إلى أسواق أوروبا وإلى أسواق شرق إفريقيا عبر مصر وإلى أسواق غرب إفريقيا عبر المغرب . كما عقد الوزير جلسة مباحثات ثنائية مع السيد مصطفى بن بادة وزير التجارة الجزائرى تم خلالها التأكيد على عمق العلاقات الإقتصادية والسياسية التر تربط كلا الشعبين المصرى والجزائرى . وقد تم خلال اللقاء الإتفاق على ضرورة تفعيل مجلس الأعمال المصرى الجزائرى المشترك ليقوم بدوره فى تنشيط وتوسيع العلاقات التجارية والإستثمارية المشتركة من خلال إيجاد لغة حوار فعالة للتواصل بين رجال القطاع الخاص فى البلدين إلى جانب أهمية إيحاد قنوات جديدة لزيادة حجم التجارة البينية خاصة وأن هناك أكثر من 50 شركة مصرية لها أفرع فى الجزائر وتعمل فى مجالات النقل والإتصالات والمقاولات والسياحة . كما إستعرض الوزيران إمكانية عقد اللجنة التجارية المشتركة فى أقرب وقت ممكن لتنمية وتنشيط العلاقات الثنائية بين البلدين ، إلى جانب بحث تأمين إحتياجات مصر من منتجات غاز البوتاجاز خاصة وأن مصر تستورد أكثر من 90 % من احتياجاتها من الجزائر . كما جاء محور جذب الإستثمارات القطرية إلى مصر على رأس الموضوعات التى بحثها المهندس حاتم صالح خلال لقائه بالشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثان وزير التجارة والتعاون الدولى القطرى خاصة فى ظل رغبة البلدين لتعميق وتوسيع التعاون الإقتصادى والتجارى خلال المرحلة المقبلة، وكذا جذب المزيد من الإستثمارات القطرية إلى مصر لإقامة مشروعات جديدة فى مختلف القطاعات. واعتبر الوزير أن حجم الإستثمارات القطرية فى مصر، الذى لا يتعدى 570 مليون دولار، رقم ضئيل بالنسبة لعمق العلاقات بين الحانبين، وإتفق الوزيران على ضرورة عقد لقاءات مكثفة بين المسئولين بالبلدين خلال المرحلة المقبلة لإحداث نقلة نوعية فى العلاقات المشتركة ومن المقرر أن يرأس المهندس حاتم صالح الوفد المصرى المشارك فى مؤتمر الموصياد والذى يعقد اليوم الخميس بمدينة إسطنبول أيضاً ، ويضم الوفد المصرى المشارك بمؤتمرى الكومسيك والموصياد السيد عبد الرحمن صلاح الدين سفير مصر بتركيا والسفيرة وفاء الحديدى قنصل مصر العام باسطنبول والسيد أنور الصهرجتى رئيس جهاز التمثيل التجارى والسيد مصطفى مكاوى رئيس المكتب التجارى باسطنبول .