يعشق الكثيرون القراءة أثناء تنقلاتهم، لكن عادةً ما تواجههم مشكلة أن اصطحاب كتاب واحد لا يكفي أثناء الرحلة، في حين أن اصطحاب عدة كتب يزيد من وزن الحقائب والأمتعة. ويعد قارئ الكتب الإلكترونية (E-Book Reader) حلاً مثالياً لهذه المشكلة؛ حيث لا يتعدى وزن الجهاز 200 غرام في الغالب، كما أن ذاكرته تحوي آلاف الكتب الإلكترونية. وأوضح ميشيل فولف، من هيئة اختبار السلع والمنتجات بالعاصمة الألمانية برلين، قائلاً :''أهم ميزة لقارئ الكتب الإلكترونية تتمثل في أنه يتيح للمستخدم اصطحاب محتويات خزائن كتب بأكملها أثناء التنقل والترحال، ويعتبر هذا الجهاز مفيد جداً للأشخاص كثيري القراءة أثناء تنقلاتهم''. ولم تعد أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية تتكلف الكثير من الأموال حالياً، ويقول فولف :''لقد تراجعت أسعار هذه الأجهزة بشدة خلال السنوات الأخيرة''. وبالنسبة للمستخدم الذي يرغب في اقتناء قارئ الكتب الإلكترونية ويريد التأكد من أن الجهاز يتناسب معه، يمكنه التحقق من ذلك بدون تصفح الكتب المطبوعة. وأضاف الخبير الألماني :''يمكن استخدام الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية لمعرفة مدى قدرته على التعامل مع قارئ الكتب الإلكترونية''. لكن شاشة الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية ليست هي الشاشة المناسبة للأشخاص كثيري القراءة، على عكس قارئ الكتب الإلكترونية الذي يأتي مزوداً بشاشة مصنوعة من الورق الإلكتروني أو ما يُعرف أيضاً باسم الحبر الإلكتروني. التباين والوضوح ويمتاز قارئ الكتب الإلكترونية بدرجة تباين ووضوح تقتربان من الكتاب المطبوع. ولذلك فإنه مناسب جداً للاستمتاع بالقراءة في الهواء الطلق، حتى تحت أشعة الشمس، فضلاً عن أنه يوفر زاوية رؤية واسعة. ولا يستهلك الورق الإلكتروني تياراً كهربائياً إلا عند قلب الصفحات، لذلك فإن شحنة البطارية تكفي لعدة أسابيع. ومع ذلك توجد هناك اختلافات بين أنواع الورق الإلكتروني، لذلك تنصح ريتا دويتشباين، خبير أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية بموقع«Teltarif.de» الألماني المتخصص في الإلكترونيات، بضرورة أن يتمتع قارئ الكتب الإلكترونية بدرجة تباين عالية وأن يكون قريباً قدر الإمكان من الكتب المطبوعة. وتوجد في أسواق الإلكترونيات أجهزة مزودة بحبر إلكتروني، لكنها تعرض النصوص بصورة باهتة يصعب قراءتها. وعلى الجانب الآخر توجد هناك أجهزة لقراءة الكتب الإلكترونية مزودة بشاشة الكريستال السائل (LCD)، مثل التي يتم تركيبها في الهواتف الذكية والحواسب اللوحية وأجهزة اللاب توب أو أجهزة التلفاز والشاشات. ولكن نظراً لأن شاشات LCD تكون مضيئة، فإنها تتسبب في إرهاق العينين بشدة أثناء القراءة، فضلاً عن أنها تستهلك شحنة البطارية في ساعات محدودة. وعند استخدام مثل هذه الشاشات للقراءة في الهواء الطلق، تصدر عنها انعكاسات قوية تؤدي إلى تعذر القراءة. وتوضح الخبيرة الألمانية دويتشباين ميزة الشاشةLCD بقولها :''يمكن لمثل هذه الأجهزة أن تعرض النصوص بالألوان''. وبالنسبة لطريقة الاستعمال فإن هناك شركات عديدة تعول على الشاشات اللمسية، لكن توجد أيضاً موديلات يتم تجهيزها بمفاتيح وأزرار. وتظهر ميزة الشاشة اللمسية في أنها تسهل من عملية البحث عن الكتب في المتجر الإلكتروني من خلال استعمال لوحة المفاتيح الافتراضية، علاوة على أنها تتيح للمستخدم إمكانية تحديد الكلمات بسهولة في النصوص التي يتم قراءتها، بالإضافة إلى إمكانية البحث في القواميس، التي عادةً ما تكون مثبتة على بعض أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية. وأوضح الخبير الألماني فولف أهمية هذه القواميس، بقوله :''تفيد القواميس بصفة خاصة إذا كان المستخدم يقرأ كتباً مكتوبة بلغة أجنبية''. لكن من عيوب الشاشة اللمسية، أن المستخدم قد يلمسها بدون قصد وبالتالي يتم قلب الصفحات عن طريق الخطأ، وهو ما يسبب إزعاجاً لكثير من محبي القراءة. وأوضح الخبراء أن وحدة WLAN اللاسلكية تعتبر من التجهيزات الواجب توافرها في أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، وتعلل الخبيرة الألمانية دويتشباين سبب ذلك بقولها :''حتى لا يضطر المستخدم إلى اللجوء إلى استعمال جهاز الكمبيوتر''. وعادة ما يكون كل جهاز من أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية مرتبطاً بمتجر إلكتروني يتيح للمستخدم إمكانية تنزيل الكتب الإلكترونية على جهازه مباشرة عن طريق شبكةWLAN اللاسلكية. وعند الرغبة في الحصول على كتب إلكترونية من متاجر أو مصادر أخرى، يتعين على المستخدم توصيل قارئ الكتب الإلكترونية بجهاز الكمبيوتر بواسطة كابلUSB لنقل الكتب على الجهاز. سعة الذاكرة وأضافت الخبيرة الألمانية أن سعة الذاكرة التي تبلغ 2 غيغابايت عادة ما تكون كافية لاستيعاب حوالي 1500 كتاب إلكتروني. وإذا رغب المستخدم في استعمال قارئ الكتب الإلكترونية للاستماع إلى الموسيقى، إذا كان الجهاز يدعم هذه الوظيفة، فقد يكون من المفيد زيادة سعة الذاكرة عن طريق بطاقة SD. ومن يعتاد على قراءة ملفات PDF كثيراً، فينبغي عليه أن التأكد أن الجهاز يمكنه إعادة تنظيم النص عند تغير حجم الخط في مثل هذه المستندات (خاصية PDF Reflow) وليس مجرد تكبيرها فقط. وتشتمل جميع أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية المزودة بورق إلكتروني على شاشة مقاس 6 بوصة (حوالي 15 سنتيمتر)، ويمتد وزن الجهاز في نطاق بين 170 و 280 غرامًا، وبالتالي فإنها تمتاز بخفة الوزن، بحيث يسهل حملها في كل الأماكن. وقبل شراء قارئ الكتب الإلكترونية تنصح دويتشباين بضرورة حمل الجهاز وتجريبه؛ لأن المستخدم سيتعرف بسرعة عما إذا كان يفضل الأجهزة المزودة بأزرار أم شاشة لمسية. وتعتبر صيغة EPUB هي الصيغة القياسية لجميع أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، وتعتمد على هذه الصيغة كل متاجر الكتب على شبكة الإنترنت، ومنها على سبيل المثالLibri و Ciando و Thalia و Pubbles و iTunes، وتتمكن جميع الموديلات من قارئ الكتب الإلكترونية من عرض هذ الصيغة. وتمثل شركة آمازون الشهيرة الاستثناء من هذه القاعدة؛ حيث إنها تقوم بطرح الكتب الإلكترونية بصيغة خاصة بها، علاوة على قيامها بتسويق قارئ كتب إلكترونية مناسب لهذه الصيغة يحمل اسم Kindle. ولا يدعم هذا الجهاز صيغة EPUB، وتقول دويتشباين :''من حيث باقة الاختيارات لا توجد اختلافات تُذكر بين المتاجر الإلكترونية''. وعادةً ما يتمكن المستخدم عن طريق البرنامج المجاني Calibre من تحويل كتب EPUB إلى صيغة Kindle والعكس، طالما أنها ليست محمية ضد النسخ. وتقدم جميع المتاجر الإلكترونية كتباً مجانيةً بكلتا الصيغتين، كما تتنوع العروض بصفة خاصة في مشروع جوتنبرج، وتقول الخبيرة الألمانية :''يمكن أن يبدأ المرء بقراءة الكتب المجانية''. خدمة الاستعارة وتقوم المتاجر الإلكترونية بتزويد الكتب التي يتم شراؤها بخاصية الحماية ضد النسخ (DRM)، لذلك فإن المستخدم لا يتمكن من إعارتها أو منحها أو تحويلها للآخرين، لكن يمكن قراءة هذه الكتب على عدة أجهزة مختلفة. وعلى الجانب الآخر تقدم المكتبات خدمة الاستعارة الإلكترونية، حيث يتم توفير الكتب الإلكترونية المحمية ضد النسخ في صيغةPDF، التي يتعذر فتحها بعد انتهاء مدة الاستعارة. وتأتي كتب EPUB التي يتم شراؤها مزودة بخاصية الحماية ضد النسخ (DRM) من شركة أدوبي. فإذا تم تحميل كتب إلكترونية من متجر مرتبط بقارئ الكتب الإلكترونية، فإن هذه العملية ستتم بمنتهى السهولة دون أن يلاحظ المستخدم شيئاً، على عكس تحميل الكتب الإلكترونية من متجر آخر، عندئذ ستكون عملية التحميل أكثر تعقيداً. ففي هذه الحالة يتعين على المستخدم تسجيل الدخول باستخدام عنوان بريد إلكتروني وكلمة مرور لما يعرف باسم Adobe ID، ثم تثبيت برنامج Adobe Digital Editions (ADE) الذي يقوم باختبار الترخيص المعني على الإنترنت. تنزيل البرنامج المجاني Calibre لنظام الويندوز أو الماك أو لينوكس عبر الرابط: http://calibre-ebook.com/download، ويمكن الإطلاع على مشروع غوتنبرغ عبر الرابط: http://www.gutenberg.org)