لم يفقد اللاجئ الفلسطيني أبو حسام دغش ''70 عاما'' الأمل بعد في العودة إلى منزلة بمدينة ''اللد'' الواقعة ما بين القدس وتل أبيب والتي تم تشريده منها هو وعائلته عام 1948 قسرا من قبل العصابات الصهيونية ، ويؤكد دغش أنه حتما سيرجع إليها أو يعود أولاده وأحفاده. وشدد أبو حسام الذي يقطن مخيم جباليا للاجئين شمال غزة ''أكبر مخيمات اللاجئين في القطاع'' في حديث مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط على أن المقاومة وحدها هي الكفيلة بتحرير الأرض الفلسطينية وعودته الى داره مرة أخرى، إلا أنه لم يرفض مبدأ المفاوضات والتسوية في نفس الوقت. وعن استقراره في قطاع غزة، قال إنني قدمت إلى هنا مع أسرتي وبعض جيراني وكان عمري وقت ذاك سنوات قليلة بعد هجوم عنيف من العصابات اليهودية على المدن الفلسطينية وتهجير أهلها، مضيفا ''رغم أنني قضيت عشرات السنوات في غزة وتزوجت أكثر من مرة ولي العديد من الأولاد والأحفاد إلا أنني مازلت أعتبر إقامتي هنا مؤقتة''. وفى 15 مايو من كل عام يحيى الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة، وهى المأساة التي تمت في عام 1948 بتشريد أعداد هائلة من الشعب الفلسطيني خارج دياره لصالح إقامة دولة إسرائيل. وشهد عام 1948 الذي يكرهه الفلسطينيون بشده، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 850 ألف فلسطيني تحولوا إلى لاجئين، بخلاف قيام العصابات الصهيونية بارتكاب 70 مجزرة أستشهد على إثرها ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني بخلاف أعمال سلب ونهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 774 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية إضافة إلى تغيير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء العربية وتبديلها بأسماء إسرائيلية. وقال عدنان أبو حسنة، مستشار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ''الاونروا''، لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين يزيد حاليا عن 5 ملايين لاجئ موزعين في قطاع غزة ورام الله والأردن وسوريا ولبنان وتقوم ''الاونروا'' بتقديم الخدمات لهم. ونبه أبو حسنه إلى أن نسبة اللاجئين في قطاع غزة تفوق عدد السكان الأصليين، موضحا أن نسبتهم في القطاع تبلغ 72 بالمئة من إجمالي السكان ''يضم قطاع غزة الذي يبلع عدد سكانه 1.8 مليون نسمه خمس محافظات'' ويضم أيضا 8 مخيمات للاجئين أبرزها جباليا والشاطئ والبريج والمغازي والنصيرات ودير البلح، وتعد هذه المخيمات من أفقر المناطق في القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان. وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في تقرير أن نسبة اللاجئين في الأراضي الفلسطينية شكلت ما نسبته 44 بالمئة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية، ويشكل اللاجئون 59 بالمئة من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم لذي يبلغ عددهم 11.2 مليون نسمة. ويعيش حوالي 29 بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. وأشار مستشار ''الاونروا'' عدنان أبو حسنة إلى أن احتياجات اللاجئين تطورت،كما يتزايد عدد سكانهم العام بعد الأخر ، فلم تعد العملية مجرد تقديم خدمات اغاثية فقط فهناك دعم للتنمية البشرية وجودة التعليم والصحة وتلبية احتياجات الشباب. ولفت أبو حسنه إلى أن حصار إسرائيل لقطاع غزة الذي دخل عامه السادس ضاعف من مشكلة سكان القطاع وفى مقدمتهم اللاجئين، لان القطاع أصبح منطقة كوارث. واحتج لاجئون في قطاع غزة عدة مرات ضد سياسيات الاونروا واتهموها بأنها تخل برسالتها وقلصت مساعداتها المالية لهم آخرها إلغاء مشروع ''ألعاب الصيف'' هذا العام الذي يشغل 800 شاب، وهو ما نفته المؤسسة الدولية وأرجعت ذلك الى تقليص مساعدات المانحين لها. وحصل اللاجئون من الأممالمتحدة في ديسمبر من عام 1948 على القرار الشهير رقم 194 والذي أعطاهم حق العودة إلى قراهم ومدنهم التي تم تهجيرهم منها، ورغم مرور عشرات السنوات على صدور القرار الدولي إلا أن إسرائيل لم تلتزم به، فيما يصر اللاجئون عليه ،وفى كل عام من ذكرى النكبة يجددون التمسك به من خلال المسيرات والفاعليات الحاشدة التي تنادي بضرورة تطبيقه. ونص القرار الدولي على عودة اللاجئ إلى نفس المكان الذي طرد منه أو غادره لأي سبب هو أو أبواه أو أجداده، مؤكدا انه تابع من حرمة الملكية الخاصة التي لا تزول بالاحتلال أو بتغيير السيادة على البلاد وهو حق لا يسقط بالتقادم مهما طالت المدة. وقال الدكتور زكريا الأغا رئيس اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة إن الشعب الفلسطينى متمسك بحق العودة إلى دياره ولا يمكن أن يرضى لها بديلا، مشيرا إلى أن هناك لاجئين في كثير من مناطق العالم هجروا من أرضهم مثل ما جرى في كوسوفو والبوسنة وغيرها وقد أعيدوا إلى ديارهم حسب القانون الدولي وقرارات أصدرتها الأممالمتحدة إلا أن القرار الفلسطيني ما تزال الأممالمتحدة عاجزة عن تنفيذه. ومن جانبهم يعتزم عرب 48 الإضراب العام والشامل يوم الثلاثاء المقبل الذي يوافق ذكرى النكبة، إضافة إلى القيام بمسيرات وإقامة قرية رمزية للقرى التي تم تدميرها عام 1948 إضافة إلى معارض ورسومات وكتب تتحدث عن النكبة وحق العودة. ودعت لجنة المتابعة للجماهير العربية عرب 48 بكافة أطيافهم من أحزاب وحركات شبابية ومؤسسات المجتمع المدني وطلاب الجامعات والعمال بأن يلتزموا بالإضراب وأن يعملوا على إنجاحه. اقرأ ايضا : فلسطينيو لبنان وسوريا يحيون ذكرى النكبة