أذكر مطلع مايو الماضي حينما اجتمع المشير طنطاوي بممثلي العمال والنقابات العمالية في الاحتفالية الشهيرة التي تعقد كل عام للاحتفال بهذا اليوم، كانت الفوضى عارمة والكل يشعر بالارتباك، فهذا محفل نفاق جماعي كان يعقده الحزب الوطني حتى يأتي الكاهن الأكبر ويقول كلمات رتيبة ومللة وتقليدية، تلتهب على إثرها الأكف بالتصفيق المتواصل، وتدمع العيون، وتأتي هتافات تمجد الرئيس كي يمن عليهم بفضلات العطاء، وكأنهم عبيد الحقل يستجدون الطعام من مالكهم. وأثناء تلك الاحتفالية العام الماضي، والتي جاءت أعقاب الثورة بشهور قلائل، قام أحدهم وألقى خطابا، يبدو أنه قد كتبه منذ عدة سنين واعتاد أن يلقيه كل عام، ولكن هذه المرة استبدل اسم الرئيس باسم المشير، ولكنه نسى أن يستبدل بعض الكلمات بالخطاب حتى تكون متسقة مع الحدث، فوجه الشكر للمشير طنطاوي صاحب الضربة الجوية الأولى !! الاحتفال بعيد العمال بدعة غربية جاءت لنا من وراء المحيط؛ حيث الولاياتالمتحدةالامريكية حينما اضرب عمال البولمان عام 1894 فتدخل الجيش الامريكي لفض الاضراب مما نجم عنه وفاة العديد من العمال، مما اضطر الرئيس الامريكي وقتها، جروفر كليفلاند، الى التدخل لوضع تسوية لتلك الأزمة من خلال وضع تسويات مع حزب العمل، بعد ذلك عيد العمال وجعله عطلة وطنية من خلال تمريره الى الكونجرس بعد ستة أيام من انتهاء الاضراب.
يأتى أصل الاحتفال بهذا اليوم من كندا حيث النزاعات العمالية و''حركة التسع ساعات '' في هاميلتون، ثم في تورونتو في 1870، مما أدى إلى ظهور قانون الاتحاد التجارى، الذي أضفى الصفة القانونية، وقام بحماية نشاط الاتحاد في عام 1872 في كندا، وتمت المسيرات كدعم لحركة التسع ساعات، كما أن اضراب عاملي الطباعة أدى إلى الاحتفال السنوي في كندا، في عام 1882، شهد زعيم العمال الأميريكى بيتر ج. ماكغواير إحدى الاحتفالات بعيد العمال في تورونتو، واستلهاماً من أحداث الاحتفالات الكندية في تورونتو الكندية، فقد عاد إلى نيويورك ليقوم بتنظيم أول عيداً للعمال يحتفل به في نفس اليوم، في الخامس من سبتمبر من كل عام. اقرأ ايضا: اليوم..البورصة فى عطلة رسمية احتفالا بعيد العمال