رد فعل فاتر بالأسواق على تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل    الرئاسة الفلسطينية تُدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة "طولكرم" ومخيميها    حصل على بطاقة صفراء ثانية ولم يطرد.. مارتينيز يثير الجدل في موقعه ليل    محمد إمام ينعى صلاح السعدني : "رحل العمدة "    افتتاح المؤتمر الدولي الثامن للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان    قناة مجانية تعلن نقل مباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي    "يد الأهلي" يهزم وفاق عين التوتة ببطولة كأس الكؤوس الأفريقية    درجة الحرارة تتجاوز 40 .. بيان هام بشأن الطقس الأسبوع المقبل: أعنف الموجات الحارة    متحدثة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية: الموقف بغزة ما زال كارثيًا ومرعبا    محافظة الجيزة: قطع المياه عن منطقة منشية البكاري 6 ساعات    لا يقتصر على السيدات.. عرض أزياء مميز ل «التلي» برعاية القومي للمرأة| صور    عمارة : مدارس التعليم الفني مسؤولة عن تأهيل الخريج بجدارة لسوق العمل    وزارة الهجرة تطلق فيلم "حلقة وصل" في إطار المبادرة الرئاسية "أتكلم عربي"    أحمد صيام: صلاح السعدنى فنان كبير وأخ عزيز وصديق ومعلم    مرموش يقود آينتراخت أمام أوجسبورج بالدوري الألماني    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    محافظ أسيوط يوجه الشكر لاعضاء اللجنة النقابية الفرعية للصحفيين بالمحافظة    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    أخبار الأهلي : حقيقة مفاوضات الأهلي للتعاقد مع لاعب البنك فى الصيف    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    وزير الاتصالات يشهد ختام فعاليات البطولة الدولية للبرمجيات بمحافظة الأقصر    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    اعتقال مشتبه بهما في بولندا بسبب الهجوم على ناقد للكرملين في فيلنيوس    مهرجان كان السينمائي يكشف عن ملصق النسخة 77    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    تسجيل أول سيارة بالشهر العقاري المتنقل في سوق بني سويف    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حواوشي المحلات.. وصفة بسيطة وسهلة    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    «التنسيق الحضاري» ينهى المرحلة الخامسة من «حكاية شارع» بمصر الجديدة ومدينة نصر    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. 2011: عام فيه شعوب تحررت وطغاة لم يتعلموا الدرس
نشر في مصراوي يوم 26 - 12 - 2011

''البوعزيزي''.. ذلك الشاب الذي أشعل فتيل الثورة العربية بعد إشعال النار في نفسه احتجاجا على انتهاك كرامته الانسانية.. عام كامل مر على هذه الواقعة وخلال هذا العام شهدت المنطقة العربية أحداثًا متسلسلة؛ ربما يكون أهمها هما ثورتا مصر وتونس.. إنها بالظبط 373 يومًا منذ أشعل ''بوعزيزي'' النار في نفسه وحتى اليوم.. أيام مرت بشكل دراماتيكي جدًا.. ساخر في بعض الأحيان وقاسٍ في أحيان أخرى.
إعداد - أحمد الشمسي ووكالة أنباء الشرق الأوسط:
عرفت الثورة التونسية بثورة الكرامة أو ثورة الأحرار أو ثورة الياسمين و هي ثورة شعبية اندلعت أحداثها في 18 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة الشرطية فادية حمدي العربة التي يبيع عليها.
وفاة ''بوعزيزي'' أدى إلى اندلاع شرارة المظاهرات وخروج آلاف التونسيين الرافضين لأوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم؛ ونتج عن هذه المظاهرات سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن.. وأجبرت الرئيس زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى المتظاهرون بحلها، معلنا عزمه عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014، و تم بعد خطابه فتح المواقع الالكترونية التي حجبت في تونس كاليوتيوب بعد 5 سنوات، بالإضافة إلى تخفيض أسعار بعض المنتجات الغذائية تخفيضا طفيفا.
ورغم ذلك توسعت الاحتجاجات وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر الرئيس بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجىء بحماية أمنية ليبية إلى السعودية يوم الجمعة 14 يناير 2011، اعقبه اعلان الوزير الأول محمد الغنوشي في نفس اليوم عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك بسبب تعثر أداء الرئيس لمهامه، وإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول.
وقرر المجلس الدستورى بعد ذلك بيوم واحد اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس، وبناء على ذلك أعلن في يوم السبت 15 يناير 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة من 45 إلى 60 يوما.
وتبع ذلك الكثير من الأحداث والوقائع التي شهدتها تونس، والمساحة الزمنية بين هروب زين العابدين بن على الرئيس السابق في يناير الماضى واعتلاء الرئيس التونسى المؤقت محمد المنصف المرزوقى سدة الحكم في ديسمبر الحالى حفلت بالكثير من الاحداث والوقائع التي شهدتها تونس وأكدت نجاح ثورتها فكانت مفجرا رئيسيا لسلسلة من الاحتجاجات والثورات في عدد من الدول العربية.

الدراماتيكية في الثورة المصرية:
18يومًا هي المدة التي استغرقها الرئيس المصري السابق حسني مبارك للتنحي عن الحكم الذي دام لأكثر من ربع قرن.. الثورة التى بدأت يوم 25 يناير من خلال دعوات على المواقع الاجتماعية فيس بوك وتويتر.. نجحت في اسقاط النظام..الثورة التي شارك فيها كافة أطياف الشعب المصري.. حتى بعض الأفراد والأسر الذين شاركوا في مظاهرة للمرة الأولى في حياتهم تحولت الى شعلة غضب يوماً بعد يوم.. وكلما زادت أيام اعتصامهم زاد سقف مطالب المعتصمين.
25 يناير: في الساعات الأولى من يوم 25 يناير كانت الأمور هادئة إلى حد ما.. وبمتابعة اليوم من بدايته اقتصرت المظاهرات على مناطق محدودة أمام دار القضاء العالي ووسط البلد.. وكان تبدو الأمور كمظاهرة عابرة كباقي المظاهرات التي تظهر وتختفي... بعد الساعة الواحدة ظهراً انطلقت مسيرات حاشدة من منطقة المهندسين لتبدأ الأمور في الوضوح.. هل يستطيع ذلك العدد الذي لا يتعدى الآلاف القيام بثورة حاشدة في البلاد.. هل يستطيعوا..؟.. المظاهرات رج صداها باقي المحافظات التي خرجت هي الأخرى في جموع حاشدة تطالب بإسقاط النظام .
يوم 25 يناير .. أو يوم الغضب: المظاهرات زادت.. واحتشد الجميع.. وبدأوا المناورة مع قوات الشرطة التي أُصدر لها أوامر بعدم التعامل مع المواطنين بعنف حتى لا يتكرر السيناريو التونسي.. التزموا بالأوامر حتى آخر لحظة.. لحظة الهياج الشعبي.. اللحظة التي اشتبك فيها رجال الشرطة كجندين وضباط مع المتظاهرين العُزل.. ليسطر هذا اليوم على صفحات التاريخ سقوط 4 شهداء.. بعضهم من رجال الأمن والآخرين من المتظاهرين.. وكانت الشرارة.
26 يناير: في صباح يوم 26 يناير حذر وزير الداخلية السابق حبيب العادلي المتظاهرين.. واشتد وطيس المظاهرات في عدة محافظات كشمال سيناء حيث رفض بدو سيناء منح محافظ شمال سيناء مهلة لمدة شهر للإفراج عن المعتقلين مقابل تعليق احتجاجاتهم... بينما ارتفعت شدة الاحتجاجات في السويس.. واتجه مئات المتظاهرين نحو مبنى محافظ السويس وأغلقت الشرطة جميع مداخل مدينة السويس.. وشهد اليوم الثاني أيضا قيام المتظاهرون بالسويس إشعال النار في أجزاء من مبنى حي الأربعين بالزجاجات الحارقة ومحاولة إحراق مبنى الحزب الوطني وتعرضت الجمعية الاستهلاكية لأعمال نهب وتعرضت المتاجر للنهب والسرقة.. أما الحدث الأبرز في هذا اليوم هو قيام السلطات الأمنية بفرض قيود على الإنترنت وحجب مواقع للتواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر.
27 يناير: اليوم الثالث للثورة.. تبلورت الرؤية ووضحت.. وأدرك الجميع أن تلك الثورة ربما تُغير.. وشهدت اشتراك لمواطنين للمرة الاولى في حياتهم في المظاهرات.. واصلت المظاهرات وتواصلت الهتافات التي رج صداها العالم.. ''الشعب يريد اسقاط النظام''.. ''اهتف اهتف على الصوت.. اللي بيهتف مش هيموت..'' المظاهرات تزداد.. تحت غطاء الرصاص المطاطي المكثف والقنابل المُسيلة للدموع.. الإرادة هزمت كل شيء.. وجعلت من أسلحة الشرطة.. آلات ليست لها أي فائدة... أمام هتافات وإرادة الجماهير الغفيرة... الدعوات تتعالى والهتافات تنادى بجمعة غضب يشترك فيها كافة فئات الشعب المصري للمطالبة بحقوقهم الضائعة.. وفي هذه الأثناء وصل البرادعي في حوالى السابعة مساءاً.. وكانت تصريحاته التي أكدت مشاركته في جمعة الغضب عبارة عن فتيل آخر أشعله في قلوب المتظاهرين الغاضبين.
28 يناير: لم يغمض للمتظاهرين جفن.. ولم يغمض للنظام جفن... ولم يغمض للمراقبين جفن.. ولم يغمض لمصر جفن.. الكل كان يترقب بحذر ماذا سيحدث اليوم.. المتظاهرين احتشدوا واستعدوا للخروج في جمعة غضب.. والنظام استعد وقام بقطع كل وسائل الاتصالات سواء من انترنت او شبكات محمول.. لتعيش مصر هذا اليوم منعزلة عن العالم تماماً.. ويكاد يكون قاصرا مراقبة هذا اليوم عن طريق شاشت التلفاز.. التي وجدت هي الأخرى صعوبة في نقل الاحداث... جمعة غضب التي دعت اليها القوى السياسية تنتقل إلى أرض الواقع.. تستمر المظاهرات.. ويستمر التعسف الأمني ضدهم.. الكل منتظر أي رد من رئاسة الجمهورية.. ليأتي رد الفعل من رئاسة الجمهورية.. التليفزيون المصري يعلن في حوالى الثامنة مساءاً أن هناك خطاباً مرتقبا لرئيس الجمهورية.. تلتف الأسر حول التلفاز.. ويلتف المستمعون حول الراديو.. في انتظار الخطاب الجمهوري.. ربما يثلج صدورهم.. ربما يستجيب مبارك بعد 3 أيام متوالية من المظاهرات.. ربما .. ربما.. يأتي الخطاب في ساعة متأخرة من الليل الطويل على متظاهري ميدان التحرير، ليؤكد مبارك أنه طلب من الحكومة الاستقالة ويقول إنه يعي تطلعات الشعب.
الخطاب قوبل كالعادة بالرفض من قبل المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مبنى التليفزيون إلا ان جنود الجيش أمام مبنى التلفزيون أطلقوا غازات مسيلة للدموع لمنعهم من دخول المبنى.
29 يناير.. مبارك لعمر سليمان: ''شد حيلك''.. الانفلات الأمني.. وفتح السجون أمام المساجين للهرب وبث الرعب في قلوب المواطنين.. البعض لعن الثورة.. والبعض الآخر لعن الشرطة ووصفها بخيانة الوطن وانها المتسبب الاول والاخير في حالة الانفلات الامني التي شهدتها البلاد.. وبعد عصر ذلك اليوم تذيع شاشات التلفاز أداء عمر سليمان القسم أمام رئيس الجمهوري المخلوع مبارك ليصبح نائبا للجمهورية.. اول نائب للرئيس منذ ثلاثون عامًا.. ويقول مبارك لسليمان بعد أدائه القسم.. ''شد حيلك''.. تلا ذلك تعيين أحمد شفيق رئيسا للحكومة الجديدة.
30 يناير: فتيل الثورة مازال مشتعلاً.. وعودة جزئية لروح الشباب، وتصاعدت الاحتجاجات التي طالبت بإسقاط نظام مبارك، وسط تصاعد أعمال العنف والانفلات الأمني.. وهو ما دعا الحاكم العسكري الى تمديد حضر التجوال من 3 بعد الظهر حتى 8 صباحا... كما شهد اليوم السادس لثورة الغضب عودة الإنترنت الى بعض الأماكن في مصر بشكل جزئي... وهو ما شكل عودة جزئية لروح الشباب الذين كانوا يعتمدون على الانترنت كوسيلة لتوثيق التعسف الذي يُمارس ضدهم.
31 يناير: نقاط أخيرة في أجندة مبارك.. في ذلك اليوم بالتحديد شعر مبارك أنه لابد من الحوار مع قوى المعارضة ربما، اعتقادا منه، أن ذلك سيهدئ الأوضاع.. فكلف نائبه عمر سليمان بإجراء اتصالات مع جميع القوى السياسية بشأن حل كل القضايا المثارة المتصلة بالإصلاح الدستوري والتشريعي.. كما كلف الحكومة بإجراء خاصة بتوفير الدعم لمحدودي الدخل.. وكالعادة قوبلت كل قرارات مبارك بالرفض من المتظاهرين الذي أصروا على رحيله عن البلاد وتنحيه عن الحكم، وقامت قوات الجيش واللجان الشعبية بميدان التحرير بتفتيش الوافدين على الميدان لضمان مظاهرات سلمية، نظرا لأعمال النهب والسلب والشغب التي شهدتها البلاد.. لم تسطيع شركات البترول امداد محطات البنزين بالوقود اللازم وظهر منذ وقتها أزمة الوقود.
1 فبراير: تلبية لدعوة القوى السياسية لمظاهرة مليونية للمطالبة برحيل الرئيس مبارك وسط احتجاجات في بقية المدن.. واكتظ ميدان التحرير بأكثر من مليون مواطن مصري.. ليظهر علينا مبارك في خطابه المسائي، كالعادة، ويعلن عدم ترشحه لولاية جديدة، قائلاً إنه سيعمل خلال الشهور القادمة الباقية من ولايته للسماح بانتقال سلمي للسلطة.. وهو ما قوبل، كالعادة، برفض المتظاهرون لخطاب مبارك الذين طالبوه بالتنحي.
2 فبراير: النظام استعد جيداً لهذا اليوم.. وأخرج مظاهرات تضم أعضاء من الحزب الوطني وبعض أفراد الشرطة المجندين، الذين اختفوا من الشوارع ليظهروا الآن، ليخرجوا في مظاهرات مؤيدة لمبارك.. تعبيرا عن حبهم .. واعتقادا منهم أن ذلك ربما سيوازن بين كفتي ميزان المؤيدين والمعارضين للرئيس مبارك... زادت حدة الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس.. والحصيلة قتلى من الجانبين.. بعد معركة بالجمال والخيول بين مؤيدي الرئيس والمتظاهرين المعتصمين بالميدان الٌعزل.. فضلا عن إلقاء مؤيدي الرئيس لقنابل مولوتوف على المتظاهرين في ميدان التحرير من أعلى البنايات.. ثم تلاه القناصة الذين قاموا عند بزوغ الفجر باقتناص بعض المتظاهرين المعتصمين بالميدان والذين لا يملكون إلا الحجارة لرشهم بها.
3 فبراير.. يوم الحوار: في خطوة منه لإظهار صدق النية.. أصدر رئيس الوزراء أحمد شفيق قرارا الى وزير الداخلية بعدم إعاقة مظاهرات جمعة الرحيل... وخرج الينا مفتى الجمهورية بفتوى تجوز للمسلم عدم صلاة الجمعة في المسجد إذا كان خائفا على حياته... رفضت أبرز قوى المعارضة بمصر عرض رئيس الحكومة المصرية أحمد شفيق بدء حوار وطني, مشترطة التنحي الفوري للرئيس مبارك.. وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطياف على الساحة السياسية بالبلاد.. وفي مساء اليوم صرح مبارك لقناة '' ايه بي سي '' الامريكية بأنه يود الاستقالة من منصبه، لكنه يخشى إن فعل ذلك الآن أن تغرق بلاده في فوضى.
4 فبراير.. جمعة الرحيل: يوم 4 فبراير هو اليوم الذي خرجت فيه مصر عن بكرة أبيها في مظاهرات تطالب برحيل الرئيس مبارك.. المظاهرات في هذا اليوم لم تشمل العاصمة فقط بل امتدت لتصل الى اسوان وأسيوط وغيرها من المدن التي لم يتظاهر فيها أحد إلا لمطالب فئوية.. أكثر من مليون شخص يؤدون صلاة الجمعة في ميدان التحرير حيث دعا الخطيب الحشود والشباب إلى الصبر حتى إسقاط نظام الرئيس مبارك.. في نهاية اليوم دعت القوى السياسية إلى الصمود فيما أسمته بأسبوع الصمود.
5 فبراير: بداية اليوم صحونا على خبر يفيد بانفجار أنبوب الغاز الطبيعي بسيناء الذي يمد اسرائيل والأردن بالغاز.. والسلطات المصرية تتهم عناصر أجنبية بتفجير أنبوب الغاز في سيناء.. وعلى إثر ذلك قررت السلطات المصرية وقف ضخ الغاز الي اسرائيل بعد تفجير خط الأنابيب بين العريش وتل أبيب.
6 فبراير: كان ذلك اليوم هو موعد الحوار بين الحكومة وقوى المعارضة المصرية بما فيها الإخوان.. إلا أن بعض ممثلي المعارض رفضوا الحوار والذي زاد الطين بلة هو رفض شباب 25 يناير نتائج الحوار.. نتائج الحوار لم يكون لها أي تأثير في جمهورية ميدان التحرير.. حيث أقام نحو 2 مليون متظاهر قُداساً على أرواح الشهداء الذين سقطوا ضحايا هذه الثورة.. بالإضافة الى ذلك شهد الميدان عقد قران.. وكأننا في مدينة أخرى.
7 فبراير: المظاهرات توالت في ذلك اليوم مطالبة برحيل مبارك واسقاط النظام وتشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد حتى الانتخابات الرئاسية.. لكن كان أبرز ما في هذا اليوم هو التحفظ على وزير الداخلية السابق حبيب العدلي تمهيدا لمحاكمته عسكريا.
8 فبراير: ''على العاملين بمجلس الوزراء إخلاء المبنى'' كان هذا هو النداء الذي وجهه مجلس الوزراء إلى العاملين بعد تجمهر المتظاهرين حول المبنى في محاولة لاقتحامه وتعبيرا منهم على غضبهم من الحكومة الجديدة التي تم تشكيله برئاسة شفيق.. وللاستجابة لمطالبهم.. التي تتمثل في اسقاط الرئيس.. وقد أعلنت منظمة هيومان رايتس ووتش أن عدد الشهداء الذين سقطوا حتى ذلك اليوم وصل إلى 300 شهيد.
9 فبراير: لليوم السادس عشر على التوالي.. بدا المحتجون أكثر تصميما على المواصلة.. ولم يغمض لهم جفن لإرادتهم التي أرهبت الشرطة.. وطالب المتظاهرون برحيل النظام.. لم تجف حناجرهم.. ولم تنكسر ارادتهم.. الاخبار تتوارد من القنوات الفضائية عن مصادر مسئولة كبيرة في الخارج والداخل حول تنحي الرئيس بالفعل وأنه غادر البلاد الى وجهة غير معلومة.. هل تتحقق المطالب.. هل تنجح الثورة..
10 فبراير.. الخطاب الأخير: يوم 10 فبراير التليفزيون الرسمي يعلن ان مبارك سيلقى خطابا هاما الى الامة.. ويأتي الخطاب مخيب للآمال.. بدا مبارك مترنحا.. غير قادر حتى على الحديث.. اعلن في خطابه الأخير انه أنه يفوض صلاحياته لنائبه عمر سليمان، وسليمان يدعو الشباب الى العودة الى ديارهم، والمتظاهرون في ميدان التحرير ومختلف المدن يرفضون.
11 فبراير.. اليوم الثامن عشر.. بداية النهاية: ''خطاب هام من الرئاسة إلى الامة''.. هل سيتنحى الرئيس... كيف سيلقى الرئيس خطاباً والأنباء اكدت أنه غادر البلاد.. ماذا سيقول.. التليفزيون الحكومي يقول ان هناك خطاب هام.. ماهو .. ما فحواه.. وكان الخطاب .. خطاب التنحي الذي انتظره المواطنين لمدة 18 يوماً .. خطاب لم يظهر فيه مبارك ليعلن تنحيه.. ولكن ظهر نائبه عمر سليمان الذي اعلن رسميا ان الرئيس المصري حسني مبارك قرر التنحي عن منصبه.. وقال سليمان ان مبارك كلف المجلس العسكري الاعلى تولي شؤون الحكم في البلاد.
''من أنتم؟''.. ''نحن شٌبان'':
وهبت رياح التغيير على ليبيا فكانت ثورة 17 فبراير ثورة شعبية ليبية اندلعت شرارتها (يوم الغضب) على شكل انتفاضة شعبية شملت معظم المدن الليبية، وسبقها احتجاح بمدينة البيضاء على الأوضاع المعيشية، واشتبك المتظاهرون مع
الشرطة وهاجموا المكاتب الحكومية ، وتأثرت هذه الثورة بموجة من الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مع مطلع عام 2011 خاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك.
قاد الثورة الليبية شبان طالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وكانت في بدايتها عبارة عن مظاهرات واحتجاجات سلمية ومع تطور الأحداث وقيام الكتائب التابعة لمعمر القذافي باستخدام الأسلحة النارية الثقيلة والقصف الجوي لقمع المتظاهرين العزل، تحولت إلى ثورة مسلحة تسعى للاطاحة بمعمر القذافي الذي قرر القتال حتى اللحظة الأخيرة.
وبدأ تدفق قوات المعارضة الليبية المسلحة على العاصمة طرابلس من الأحياء الغربية للمدينة دون مقاومة من كتائب القذافي التي ألقت أسلحتها وإعتقلت قوات المعارضة ابنى القذافى سيف الإسلام ومحمد، لكن سيف الإسلام القذافي عاود الظهور في لقطات مصورة بثتها قنوات التلفزيون العالمية ، وإلتقى بمجموعة من الصحفيين مؤكدا أنه حر طليق وأن العاصمة طرابلس ووالده بخير، ساخرا من مذكرة الاعتقال التي أصدرتها محكمة العدل الدولية بحقه.
وخرجت مظاهرات حاشدة في شوارع المدينة احتفالا بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق معمر القذافي وإبنه سيف الإسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي،وسيطرت قوات المعارضة على مبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي الليبي التابع للقذافي، وقطعت البث التلفزيوني لقنوات الجماهيرية.
ودخلت قوات حلف شمال الاطلنطى لتساند الشعب الليبى الذى طالما وصفه رئيسه المقتول بالجرذان بعدما اعلنت الجامعة العربية، وسيطر الثوار على العاصمة الليبية بما في ذلك مجمع باب العزيزية المحصن الذي تعرض للقصف عدة مرات من طائرات حلف شمال الأطلنطي.
وتعهد القذافى في خطاب صوتى بثه التليفزيون الحكومى على الهواء مباشرة "البقاء في طرابلس والقتال حتى النهاية "بعدما كثف حلف شمال الاطلنطى الضربات الجوية على طرابلس ، ودعا انصاره للتوجه الى مجمع باب العزيزية حيث مقره الذى تعرض للقصف عدة مرات في غارات معلنا تصميمه على القتال حتى الموت.
وفي يوم الخميس 20 أكتوبر؛ قتل معمر القذافي في مدينة سرت آخر معقل له ودفنت جثته بعدها في مكان سري، وتضاربت الأنباء حينها عن وفاته حيث أكد المجلس الوطني الانتقالي الليبي مقتله إثر غارات شنتها طائرات الناتو تلاها هجوم لقوات المجلس على مدينة سرت مسقط رأسه، وظهر في لقطات فيديو بثها التليفزيون الليبى وهو حي ومعتقل بأيدي الثوار واجريت عملية قتله مما أثار إستنكار منظمات حقوق الإنسان.
وبعد مقتل العقيد القذافي بحوالي شهر تم إعتقال سيف الإسلام القذافي ثاني أكبر أبناء العقيد والذي صدرت مذكرة إعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحقه وتم بعدها نقله بطائرة إلى العاصمة الليبية وتنوي السلطات الجديدة في ليبيا محاكمته داخل الأرضى الليبية وذلك بالتشاور والإتفاق مع لويس مورينو أوكامبو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الذي زار طرابلس مؤخرا من أجل النظر في أمر سيف الإسلام القذافي، وبمقتل القذافي وبعض أبنائه وهروب آخرين إلى خارج ليبيا يسدل الستار على حكم هذه العائلة الذي دام أكثر من 40 عاما.
البحرين وانتقال الشرارة:
وانتقلت الشرارة الى مملكة البحرين على الرغم من اصدار الملك حمد بن عيسى آل خليفة قرارا يقضي بصرف ألف دينار بحريني لكل أسرة بمناسبة الذكرى العاشرة لميثاق العمل الوطني إلى جانب منح أخرى، والإعلان عن مشاريع خدماتية بمختلف المناطق ، إلا ان ذلك لم يمنع من اندلاع حملة احتجاجات شعبية في اليوم التالى ، قادتها المعارضة التي طالبت بإصلاحات سياسية واقتصادية.
وبلغت خسارة البحرين الاقتصادية بسبب تلك الاحتجاجات 4ر1 مليار دولار ، ومع تصاعد الأحداث في مصر وسقوط نظام حسني مبارك، دعا ناشطو حقوق الإنسان إلى يوم الغضب الذى صادف الذكرى العاشرة لإطلاق الميثاق والدستور البحريني ، وطالبوا عبر موقعى الفيس بوك وتويتر ببدء مظاهرات في نفس اليوم تطالب بالإصلاح في المملكة ومزيد من الحريات تحت شعار "يوم الغضب".
وجاء الاعتصام الرئيسي لمحتجى البحرين في يوم الغضب بالقرب من ميدان " دار اللؤلؤة" الشهير بالمنامة، في محاولة لجعله رمزا لتحركهم أسوة بما حدث في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة ، واستعانت حكومة البحرين بقوات من دول أخرى في اطار اتفاقية الدفاع المشترك لدول التعاون الخليجى أغلبها من السعودية وبعضها من الإمارات لقمع الاحتجاجات التي انتهت باقتحام الجيش لدوار اللؤلؤة الذي تمركزت فيه أغلب الاحتجاجات وتدميره بعد طرد المتظاهرين منه واقتحام مستشفى السلمانية أكبر مستشفيات البحرين وإقامة حواجز ونقاط تفتيش في عدة نواحي من البلاد وإعلان حالة الطوارىء تحت مسمى السلامة الوطنية ، وتلى ذلك سلسلة اعتقالات واسعة ومحاكمات عسكرية ومدنية شملت شخصيات بارزة وكوادر طبية.
الامارات.. اعتقالات وتصفيات:
وفى دولة الامارات العربية المتحدة التي لم تشهد أي مظاهرات في حد ذاتها، فقد حدث فيها توترات واضطرابات تحسبا من الحكومة لأي استجابة شعبية تجاه موجة الثورات العربية، وقد تضمنت هذه التهيئات توقيفات واعتقالات وتضييقات على الناشطين السياسيين وأطياف المعارضة المحتملة للنظام الحاكم.
وفي 9 مارس طالب ناشطون وحقوقيون إماراتيون رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بانتخاب كامل أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي بالاقتراع المباشر، وتعزيز صلاحيات هذه الهيئة التي لا تملك حاليا سلطات تشريعية أو رقابية.
وأكد الموقعون على العريضة الذين مثلوا توجهات فكرية متعددة - وعددهم 133 وهم أكاديميون وصحفيون وناشطون حقوقيون -، تمسكهم بنظام الحكم في الإمارات، مشيرين إلى وجود انسجام كامل بين القيادة والشعب وأن "المشاركة في صنع القرار تعتبر جزءا من تقاليد وأعراف هذا الوطن ورفعوا تلك العريضة للرئيس ونشروها على الإنترنت، مطالبين بانتخاب جميع أعضاء المجلس الوطنى الاتحادى من قبل كافة المواطنين كما هو مطبق في الدول الديمقراطية حول العالم.
كما طالبوا بتعديل المواد الدستورية ذات الصلة بالمجلس الوطني الاتحادي بما يكفل له الصلاحيات التشريعية والرقابية الكاملة، مشددين على أنهم يرفعون هذه العريضة إلى رئيس الدولة في ضوء الحاجة الملحة لتطوير مسيرة المشاركة الوطنية في ضوء التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، على حد قولهم، في إشارة إلى الحركات الاحتجاجية المطالبة بالتغيير والإصلاح في الدول العربية.

السعودية.. سيطرة ووعكات صحية:
وقاد شباب سعوديون في يوم 3 مارس الماضى احتجاجات تطالب بإطلاق السجناء وبإصلاحات سياسية واقتصادية ، وأدت تلك الإحتجاجات إلى إطلاق وعود من الملك عبد الله بن عبد العزيز شملت مكافحة الفساد ورفع الاجور بمخصصات مالية بمليارات الدولارت وتوفير آلاف الوظائف وبناء نصف مليون وحدة سكنية للعاطلين والموظفين والطلاب.
وتعرض خادم الحرمين الشريفين هذا العام لعدد من الوعكات الصحية، اجرى على أثرها جراحة في الظهر، فيما فقدت السعودية ولى العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز، واستضافت المملكة السعودية في ديسمبر الحالى قمة دول مجلس التعاون الخليجى، واكد فيها وزير الخارجية السعودى الامير سعود الفيصل ان المواقف الايرانية تجاه دول الخليج غير ايجابية ولا تدل على حسن النية، وخرجت تلك القمة بعدة توصيات من أهمها تشكيل لجنة لتفعيل مبادرة خادم الحرمين للوحدة الخليجية، وحثت في بيانها الختامى على ضرورة تسريع مسيرة التطوير بما يحقق المزيد من المشاركة بين المواطنين والحفاظ على الامن والاستقرار والنسيج الوطنى اضافة الى تحسين الجبهة الداخلية وترسيخ الوحدة الوطنية والمساواة والعمل الجاد لتحقيق اعلى درجات التكامل الاقتصادى بين دول المجلس.
العراق.. واحتلال يغادر:
فيما جاءت الاحتجاجات العراقية في 25 فبراير بموجة احتجاجات الربيع العربى، وكانت المطالب استنساخا لنفس مطالب الشباب في الدول العربية وهى القضاء على الفساد وإيجاد فرص عمل لأعداد كبيرة من العاطلين خاصة حملة الشهادات الجامعية، والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ، والخلاف بين الأحزاب والكتل السياسية والرموز الدينية التي استحوذت على الشارع العراقي بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 ، الأمر الذي أوضح أن الصراع الطائفي والعرقي ليس بين أبناء الشعب بل بين الكيانات السياسية التي لا تمثل واقع المجتمع.
وشهد عام 2011 تحقيق المطلب الأول للمحتجين والمتمثل في إخراج الاحتلال وإنهاء الاتفاقية الأمنية مع الاحتلال الأميركي، عبر البرلمان الذي يستطيع التصويت عليها وإلغاءها وبالفعل تم انزال العلم الامريكى في العراق ايذانا بانتهاء مهمة الجيش الامريكى رسميا في العراق بعد حوالى 9 سنوات من الغزو الذى اسقط الرئيس العراقى الراحل صدام حسين.
وتلاشت مشاعر الفرح التي عمت العراقيون باعلان الرئيس الامريكى أوباما انتهاءا لحرب على العراق سريعا مع صدور مذكرة اعتقال بحق طار الهاشمى النائب السنى للرئيس العراقى في أول عقبة نحو الاستقرار الامنى والسياسى بالعراق ، حيث توقع الكثيرون اندلاع الفتنة الطائفية بالعراق بخروج الاحتلال الامريكى، ومن جانبه، أكد الهاشمى انه مستعد للمثول أمام المحكمة للدفاع عن نفسه ضد تهم ادارة انشطة ارهاب وتنفيذ تفجيرات بالبلاد، مؤكدا ان تلك التهمة مفبركة تماما.

فلسطين.. وذكرى النكبة:
والاحتجاجات الفلسطينية لإنهاء الانقسام بدات في 13 فبراير على أيد مجموعة من الشباب تحت اسم "الحملة الوطنية الشبابية لإنهاء الإنقسام والاحتلال"، وقاد هذه الاحتجاجات الشباب الفلسطيني مع بعض الفصائل الفلسطينية للمطالبة باستعادة الوحدة الوطنية ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وفى الذكرى ال 63 للنكبة اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، استنادا على القرار الاممى رقم 194 الذي ينص على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى القرى والمدن التي تم تهجيرهم منها نتيجة لحرب 1948 ، بمجموعة من المسيرات المليونية كان قد خطط لها الشباب الفلسطينى على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تحت اسم "مسيرة العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948"، والتي تم تهجير أجدادهم وأبائهم منها ومن ثم تم تأسيس دولة إسرائيل على أنقاضها.
وإندلعت التظاهرات في عدة نقاط تماس منها حاجز قلنديا الذي يربط بين مدينتى رام الله والقدس الذي أصيب عنده 150 من الشباب الفلسطيني، وتم اعتقال بعضهم بمساعدة فرقة "المستعربين" في الجيش الإسرائيلي، وعند الحدود مع لبنان في قرية مارون الراس الحدودية زحف الشبان الفلسطينيون نحو الحدود، وقاموا برشق الجنود الإسرائيليين المتواجدين على الجانب الإسرائيلي من الحدود بالحجارة، مما دفع بالجنود الإسرائيليين إطلاق النار على المتظاهرين.
وفي تلك اللحظة حاول الجيش اللبناني إبعاد الفلسطينيين عن الحدود عبر إطلاق النار في الهواء لكنه لم يفلح في ذلك، وإنتهى الأمر بمقتل عشرة فلسطينيين بالرصاص على أيدي القوات الإسرائيلية، وتمثل أهم إختراق للمتظاهرين هو قطع الأسلاك الشائكة والمرور عن حقول الألغام والدخول إلى قرية "مجدل شمس" داخل الجولان المحتل.
وإنتهت المشكلة في مجدل شمس بترحيل من قطعوا الحدود إلى حيث جاءوا وتسليم جثث الفلسطينيين الأربعة الذين كانو قد قتلوا خلال عبورهم إلى القرية وأصيب في ذلك اليوم نحو 175 مشاركا برصاص الجيش الإسرائيلي .
ومنعت السلطات عبور المصريين إلى سيناء وذلك لأنهم كانوا ينوون التوجه بأعداد كبيرة إلى غزة، وعلى الحدود الأردنية الإسرائيلية حاول العديد من الشبان الوصول إلى جسر الحسين ومن ثم عبوره إلا أن قوات الدرك الأردنية فرقتهم ومنعتهم من إكمال مسيرتهم ،وفي نهاية الأمر توقفت الإحتجاجات في نفس اليوم وليس حسب ما خططت صفحة "الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة" على الفيس بوك.
وشهد عام 2011 المزيد من الاعتراف العالمى بدولة فلسطين حيث بلغ عدد الدول المعترفة بفلسطين كدولة مستقلة 130 دولة كان اخرها ايسلندا ، ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد قريبا الى 140 دولة ، وتاتى سلسلة الاعتراف بدولة فلسطين لتخلق نوعا من الارباك الاسرائيلى التي اصرت على الاستمرار في سياساتها الهادفة الى توسع الاستيطان والاستمرار فيه مما أدى الى جمود المفاوضات المباشرة بين اسرائيل وفلسطين تحت رعاية أمريكية.
وفى سبتمبر الماضى دقت ساعة الربيع الفلسطينى من فوق منبر الأمم المتحدة حيث اعلن الرئيس محمود عباس في خطاب تاريخى أمام الجمعية العامة للامم المتحدة انه سلم طلب عضوية فلسطين رسميا الى الامين العام بان كى مون ، وسعت امريكا لعرقلة التصويت على المطلب الفلسطينى داخل مجلس الامن من خلال عدة سيناريوهات ، وحسم أبو مازن موضوع طلب الحصول على دولة فلسطينية كاملة في مجلس الامن متجاهلا ضغوط اللحظة الاخيرة الامريكية الاسرائيلية لاستثنائه عن استحقاق سبتمبر .
وشهدت العديد من المدن مسيرات محمولة رفعت خلالها الاعلام الفلسطينية واعلام الامم المتحدة وبثت اغنيات وطنية عبر مكبرات تؤيد الرئيس الفلسطينى في جهوده لاعلان الدوله وحثه على عدم الاستجابة للضغوط التي تمارسها عليه دول على رأسها الولايات الامريكية المتحدة وبعض الدول الاوروبية، وتعتبر الامم المتحدة فلسطين حاليا بمثابة كيان مراقب، وحدثت انقسامات داخل مجلس الامن حول صياغة الرد على المبادرة الفلسطينية في الامم المتحدة للحصول على عضوية كاملة، جعلت الطلب معرضا لمواجهة هزيمة محققة حيث ان الفلسطينيين يحتاجون الى حشد 9 أصوات في مجلس الامن لقبول طلب العضوية غير ان العقبة الرئيسية التي اعترضت مبادرتهم تكمن في اعلان 8 دول فقط استعدادها لدعم المبادرة الفلسطينية.
وعقب ذلك حقق الفلسطينيون أول انتصار دبلوماسى في مسيرة الحصول على الاعتراف الدولى بدولتهم المستقبلية وذلك من خلال حصولهم على العضوية الكاملة لمنظمة اليونسكو، وتعد الموافقة بأغلبية الاصوات على هذا الامر رمزا لانتصار فلسطينى دعمه جهود عربية ترأستها مصر ، واصبحت بموجبها فلسطين العضو رقم 195 بالمنظمة.
وكإجراء اعتراضى على تلك الخطوة قامت الولايات المتحدة الامريكية بالتوقف عن دفع التزاماتها المالية لليونسكو والتي تقدر بنحو 22 في المائة من موازنة المنظمة، ورفع الرئيس الفلسطينى علم بلاده على مقر منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو " احتفالا بقبول العضوية الكاملة للفلسطينيين في تلك المنظمة.

الغرق في الدماء السورية:
وغرق الربيع العربى في دماء سوريا وذلك في محاولة من النظام الحاكم للبقاء، سلسلة من الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية التي بدأت في 15 مارس الماضى ضد القمع والفساد وكبت الحريات بحسب شعارات منظميها، وتلبية لدعوات للتظاهر نشرت على موقع الفيس بوك في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرة بما حدث في جيرانها من الدول.
قاد هذه الاحتجاجات الشباب السوري، الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: "حرية... حرية"، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية ومليشيات موالية للنظام (عرفت بالشبيحة) واجهتهم بالرصاص الحي فتحول الشعار إلى "إسقاط النظام". في حين أعلنت الحكومة السورية أن هذه الحوادث من تنفيذ متشددين وإرهابيين من شأنهم زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد.
فيما اتهمت الرواية الرسمية عصابات مسلحة ذات أصول سلفية جهادية بدخول سوريا بهدف استغلال الموقف وقامت بما يشبه التمرد المسلح، ولذلك قام الجيش السوري بالتدخل في الأحداث خاصة في بانياس وتلكلخ والرستن وجسر الشغور ودرعا وحي بابا عمرو في حمص، للقضاء على التمرد المسلح بشكل نهائي.
وكدليل على صحة روايتها أوردت الحكومة على التلفزة الرسمية مجموعة اعترافات لأشخاص قالوا إنهم تلقوا أموالا وأسلحة من الخارج، وأعلنت ضبط أسلحة ومتفجرات قادمة من العراق ولبنان.
واتخذ بشار الأسد حزمة إجراءات، وقرر وضع آليات جديدة لمحاربة الفساد وإنهاء الطوارىء ودراسة إصدار قانون ينظم عمل الأحزاب السياسية وقانون جديد للإعلام وزيادة رواتب العاملين في الدولة، وإيجاد التمويل اللازم للضمان الصحي، وتمكين الموارد اللازمة لتوفير وظائف جديدة للعاطلين عن العمل.
وفى 29 مارس قبل الرئيس بشار الأسد الاستقالة التي تقدمت بها حكومة رئيس الوزراء ناجي عطري وكلفها بتسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة و قرر تشكيل 3 لجان، الأولى لإعداد قانون لمكافحة الإرهاب يحل محل قانون الطوارىء، والثانية للتحقيق في مقتل المحتجين، والثالثة لحل مشكلة الجنسية للأكراد ، وعين عادل سفر رئيسا جديدا للوزراء.
وحرصا من الدول العربية على المساهمة في ايجاد حل لسوريا ودرءا للاخطار الناجمة عن تفاقم الوضع وحقنا للدماء وتفاديا لاى نوع من انواع التدخل الاجنبى المباشر أو غير المباشر اعلنت الجامعة العربية عن مبادرتها التي تضمنت دعوة الحكومة الى الوقف الفورى لكل اعمال العنف ضد المدنيين وتعويض المتضررين واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واعلان مبادىء واضحة ومحددة من قبل الرئيس يحدد فيها ما تضمنته خطاباته من خطوات اصلاحية ، ويؤكد التزامه بالانتقال الى نظام حكم تعددى والتعديل بعملية الاصلاح.
وبات معروفا ان المبادرة العربية تتضمن عدة بنود من بينها وقف العنف وانهاء المظاهر العسكرية المسلحة في المدن والمناطق السكنية ودخول السلطات السورية في حوار مع المعارضة.
ورغم الترحيب الواسع الذى حظيت به المبادرة العربية من قبل تيارات واحزاب سورية معارضة وشخصيات سورية مستقلة فضلا عن الترحيب السورى الرسمى الا ان المبادرة بدت صعبة التنفيذ في فترة زمنية قصيرة خاصة وانها جاءت بعد نحو 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات المناوئة للنظام في البلاد.
وفى منحى جديد وافقت سوريا بالمبدأ على السماح لبعثة المراقبين بالدخول إلى أراضيها، بالتزامن مع تحذير وزير الخارجية التركي من أن بلاده قد تتخذ المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري إذا استمر العنف، فيما دعا نظيره الفرنسي آلان جوبيه إلى تشديد العقوبات على دمشق.

ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية انطلقت شرارتها 3 فبراير الماضى وأشتعلت يوم الجمعة 11 فبراير ، الذي أطلق عليه اسم "جمعة الغضب" - وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر - وقادها الشباب اليمنيون بالإضافة إلى أحزاب المعارضة للمطالبة بتغيير نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما، والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وكان لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل الفيس بوك مساهمة فعالة في الثورة إلى حد كبير حيث ظهرت العديد من المجموعات المناوئة للنظام الحاكم بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام ، ومنها مجموعة "ثورة الشباب اليمني لإسقاط النظام"، ولعبت تلك المواقع دورا كبيرا في تنظيم الاعتصامات واستمرارها وفي الخروج بالمسيرات.
شرارة الثورة في اليمن بدأت من جامعة صنعاء يوم السبت 15 يناير 2011 بمظاهرات طلابية وآخرى لنشطاء حقوقيين نادات برحيل صالح ، متوجهين إلى السفارة التونسية واستمرت خمسة أيام، ثم توقفت لمدة يومين، وعادت مرة أخرى، واعتقلت الناشطة السياسية توكل كرمان التي فازت بجائزة نوبل للسلام لهذا العام.
ورغم تأكيد الرئيس اليمنى في خطابه أن اليمن ليست تونس إلا أن آلاف اليمنيين تظاهروا عقب الخطاب مطالبين صالح بالتنحي ، وهي المظاهرات الأولى التي نظمتها أحزاب المعارضة في اليمن وبهذا دخلت الأحزاب على خط الثورة.
والمظاهرات الثانية كانت هى شرارة الثورة في اليمن التي اشتعلت يوم الجمعة 11 فبراير من تعز وتوسعت يوم جمعة الكرامة 18 مارس ، وتدخلت الدول المجاورة بمبادرة خليجية لحل الازمة اليمنية والتي نصت على تشكيل حكومة بقيادة المعارضة ومنح الحصانة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد استقالته، بحسب نص الخطة على أن يؤدي الحل الذي سيفضي عن هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره ، وأن يلبي الاتفاق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح ، وأن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني، وأن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا وأن تلتزم كافة الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطي لهذا الغرض.
وفى 3 يونيو تعرض صالح لمحاولة اغتيال عقب خروجه من صلاة الجمعة في جامع يقع بدار الرئاسة، تم استهدافه في عملية غامضة مع كبار مسئولى الدولة، ونقل بعد ذلك إلى الرياض لتلقي العلاج ، قتل في الحادث 11 شخصا من حراسة الرئيس واصيب 124 شخصا بينهم عدد كبير من المسئولين لاسيما رئيس الوزراء علي محمد مجور ورئيس مجلس النواب عبد العزيز عبد الغني.
واتجهت اصابع الاتهام في بادىء الامر إلى " آل الاحمر " الذين خاضوا معارك قاسية مع القوات الموالية لصالح ، ثم الى تنظيم القاعدة في وقت لاحق، واثير احتمال تعرض صالح لهجوم بواسطة طائرة من دون طيار بينما رجح خبراء اميركيون أن يكون الهجوم مدبرا من قبل أشخاص داخل النظام بواسطة قنبلة وضعت في مسجد القصر الرئاسي وليس قصفا بقذيفة هاون أو مدفع إثر تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج.
أما الحزب الحاكم فقد أكدت مصادر نقلا عنه أن أصابع الاتهام تتجه نحو دولة قطر والموساد ومشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأولاد الاحمر وقيادة المشترك في "المخطط الإرهابي والإجرامي الذي تم تدبيره لاغتيال الرئيس على عبد الله صالح .
ووفقا للمبادرة الخليجية التي وقعتها الأطراف السياسية اليمنية المعنية بالأزمة في العاصمة السعودية الرياض ، فإن الآلية التنفيذية لها تقضي بأن تقدم حكومة الوفاق الوطني اليمنية مشروع قانون إلى مجلس النواب اليمني يمنح الحصانة القانونية والقضائية لرئيس الجمهورية (علي عبدالله صالح) ومن عملوا معه خلال فترة حكمه، على أن يقره مجلس النواب بمن فيه من الأعضاء الممثلين للمعارضة ، وشهدت الأوساط اليمنية السياسية والقانونية جدلا واسع النطاق حول هذا الموضوع خاصة بعد عودة صالح مرة أخرى الى صنعاء.
وقبل 48 ساعة اعلن صالح انه سيغادر البلاد متوجها الى نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية في الاسبوع القادم ليس بغرض العلاج حيث أنه يتمتع بصحة جيدة على حد قوله وإنما الغرض الحقيقي من الزيارة كما أكد صالح هو تهيئة الأجواء لحكومة الوفاق الوطني للقيام بعملها و لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة و المقررة في يوم 21 فبراير القادم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.