قالت الشرطة الصينية الخميس إنها شرعت بالتحقيق مع الفنان الصيني المُعتقل آي وايواي، وذلك بشبهة ضلوعه بما أسمته جرائم اقتصادية . وذكرت وكالة شينخوا الصينية الرسمية للأنباء أن التحقيق مع الفنان المعاصر الأبرز في الصين قد بدأ بالفعل، وذلك دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى تتعلق بالقضية. ويُعتبر هذا التطور أول تعليق رسمي من قبل السلطات الصينية بشأن آي وايواي منذ اعتقاله من قبل مسؤولين صينيين في مطار العاصمة بكين يوم الأحد الماضي. من جانبه، قال مراسل بي بي سي في بكين، جو فلوتو، إن آي، وهو ابن أحد الشيوعيين الصينيين البارزين، يحظى بدرجة ملحوظة من الحماية من قبل السلطات الصينية. وقال المراسل إنه يُفهم من التحقيق مع المعتقلين في الصين على خلفية شبهة الضلوع ب جرائم اقتصادية على أن السلطات قد تسعى لتجريم الشخص المعني، أكثر من اعتباره معتقلا سياسيا . يُشار إلى ان عشرات الناشطين السياسيين الصينيين كانوا قد اعتُقلوا، أو وُضعوا قيد الإقامة الجبرية خلال الشهرين الماضيين، ولكن أيا منهم لم يوجِّه انتقادات علنية للسلطات الصينية مثل آي. من جانبها، قالت لو كينغ زوجة آي، إن حوالي 40 شرطيا داهموا منزل الأسرة وصادروا منه مجموعة من أجهزة الكمبيوتر ومبالغ مالية. وقالت إنها لم تسمع بأي أخبار بشأن زوجها منذ اعتقاله، قائلة: أنا لازلت بانتظار الأنباء، إذ لا معلومات لدي حتى الآن من السلطات بشأن مصير آي وايواي . وكانت السلطات الصينية قد قررت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وضع آي قيد الإقامة الجبرية ومنعته من إقامة حفلة كان ينوي دعوة أصدقائه إليها للاحتجاج على إغلاق ورشته الجديدة في مدينة شنغهاي وهدمها لاحقا. وكان قد سُمح للفنان الصيني ببناء الورشة، لكن السلطات المحلية عادت بعد ذلك واعتبرت أن البناء غير قانوني وسيُهدم. وقال شين جي، رئيس إدارة الإنشاءات المدنية في منطقة مالو في شنغهاي، والتي تقع فيها ورشة آي وايواي، إن الأخير لم يحصل على التراخيص اللازمة لتشييد ورشته، وبالتالي فإن البناء يعتبر غير قانوني . يُذكر أن آي كان قد ساهم بتصميم استاد عش الطائر الشهير في بكين، والذي أقيمت عليه دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة. كما يعرض متحف تيت مودرن في العاصمة البريطانية لندن أحد أعمال آي الفنية، والذي يحمل اسم بذور عباد الشمس . وقد وُلد آي في بكين عام 1957، ويعد من أهم الفنانين المعاصرين في الصين على مدى العقدين الماضيين. كما أن له نشاطاً بارزاً في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في بلاده. سيارة مجهولة وكان آي ينوي إقامة حفلة في ورشته بشنغهاي التي تكلف بناؤها 1.1 مليون دولار، قبل أن تهدمها السلطات الصينية لاحقا. لكنه قال إن رجالاً، يُعتقد أنهم ضباط شرطة يرتدون الزي المدني، أبلغوه لاحقا بأنه لن يسمح له بالسفر إلى شنغهاي. وأضاف أن حافلة صغيرة لا تحمل لوحة أرقام وبداخلها عشرة رجال، سدَّت بعدئذ بوابة الخروج من منزله الكائن في منطقة سكنية خاصة بالفنانين في بكين. وقال آي في اتصال هاتفي مع وكالة الأسوشيتد برس للأنباء: لقد وضعت تحت الإقامة الجبرية في منزلي لمنعي من السفر إلى شنغهاي. إن الحكومة الصينية لا تقبل أن يختلف معها أحد . وذكر في رسائل نشرها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر على الإنترنت أنه أُبلغ بأنه سيظل قيد الإقامة الجبرية إلى إشعار آخر. وقال لمدعويه في شنغهاي: أرجو أن تقبلوا اعتذاري. لكنه أشار إلى أن بعضهم سيلبي الدعوة إلى الورشة في غيابه. وقال آي إنه ينوي دعوة ضيوفه لتناول وجبة من السرطانات النهرية ، وذلك في إشارة تهكمية، إذا أن الطريقة التي تُلفظ بها كلمة سرطانات باللغة الصينية تشبه كلمة تناغم التي تستخدمها السلطات للإشارة إلى أعمال الرقابة الحكومية. وكانت السلطات في مدينة شنغهاي قد فرضت حظراً لمدة ستة أشهر على مشاريع البناء والهدم الكبيرة خلال فترة إقامة معرض وورلد إكسبو الضخم، بهدف تحسين درجة نقاء الهواء في المدينة. لكن يُعتقد أن الحظر قد رفع عقب انتهاء المعرض.