اعلن وزير الخارجية الكويتي الخميس ان الكويت قررت طرد مجموعة من الدبلوماسيين الايرانيين المتهمين بالتورط في قضية تجسس ووجهت تحذيرا الى طهران حيال "التداعيات الخطيرة" لهذه القضية على العلاقات الثنائية. وقال الشيخ محمد الصباح للصحافيين عقب جلسة برلمانية للجنة الشؤون الخارجية "سيكون هناك اجراء ضد مجموعة من الدبلوماسييين الايرانيين وسيتم التعامل معهم حسب الاصول الدبلوماسية، وهي انهم اشخاص غير مرغوب بهم ويجب طردهم من الكويت". واكد انه ثبت ارتباط هؤلاء الدبلوماسيين بالفعل بشبكة التجسس. وياتي ذلك بعدما حكمت محكمة في الكويت الثلاثاء على ايرانيين اثنين وكويتي بالاعدام بتهمة الانتماء لشبكة تجسس ايرانية، كما حكمت على اثنين آخرين بالسجن المؤبد في القضية ذاتها. وقد خضع هؤلاء للمحاكمة بتهمة التجسس ونقل معلومات حول الجيشين الكويتي والاميركي المنتشر في الدولة الخليجية، الى الحرس الثوري الايراني، وهو ما سبق ان نفته طهران. وقال الشيخ محمد الصباح اليوم ان الاحكام القضائية "تبين ان هناك مؤامرة على امن الكويت السياسي والاقتصادي والعسكري (...) حيكت من قبل ايران". واضاف "هناك شيء صعقنا في هذا الحكم (...) وهو ان تكون هذه الشبكة التآمرية مرتبطة بعناصر رسمية من الجحمهورية الاسلامية، ولذلك شكلنا خلية ازمة في وزارة الخارجية وتم استعداء السفير الكويتي (من طهران)". وذكر ايضا انه "تم استدعاء القائم بالاعمال الايراني (سيد محمد الشهابي) وجرى تسليمه مذكرة احتجاج". وذكرت وكالة الانباء الكويتية الرسمية ان المسوؤلين الكويتيين اكدوا للدبلوماسي الايراني ان "امن البلاد واستقرارها خط احمر ولا يسمح لاي من كان ان يقترب او يعبث بهذا الملف". وطلبوا منه "نقل هذا الاحتجاج الشديد الى عاصمة بلاده لتكون على بينة من هذا الامر وتوضيح مدى تداعياته الخطيرة على العلاقات الثنائية بين البلدين". ونفت طهران مجددا علاقتها بالشبكة، مؤكدة على لسان مصدر في وزارة الخارجية الايرانية ان "هذا الموضوع لا يمت بصلة اطلاقا بالجمهورية الاسلامية الايرانية او اعضاء السفارة الايرانية". واعتبر المصدر الذي نقلت تصريحاته وسائل الاعلام الرسمية ان "توجيه مثل هذا الادعاء الى ايران من قبل الجهاز القضائي الكويتي هو ادعاء غير مسؤول". وراى ان طرح هذا الموضوع مجددا (...) امر يثير التساؤل وينطوي على اهداف خاصة". وكانت صحيفة "القبس" الكويتية نقلت في وقت سابق عن وزير الخارجية قوله ان "الكويت ستطرد ثلاثة دبلوماسيين ايرانيين وردت اسماؤهم في حيثيات الحكم في قضية شبكة التجسس الايرانية". وتحدث الشيخ محمد الصباح عن "ارتباط هذه الخلية بشكل مباشر بايران وتحديدا بالحرس الثوري". وتابع "لم يبدر من الكويت الا كل الخير تجاه ايران (...) ولكن في المقابل نرى ان الحرس الثوري زرع هذه الخلية لاستهداف الامن الكويتي". وفي آب/اغسطس 2010 وجهت محكمة كويتية رسميا تهما بالتجسس الى سبعة اشخاص لصالح ايران، الا ان المتهمين نفوا ذلك مؤكدين انهم ادلوا باعترافاتهم تحت الضغط. وجرى تفكيك الشبكة في ايار/مايو 2010، واشارت الصحافة الكويتية حينها الى ان عناصرها يعملون لصالح الحرس الثوري الايراني. وذكرت "القبس" الخميس ان الدبلوماسيين الايرانيين بداوا تجنيد اعضاء الشبكة في العام 2001، وانه "من خلال التحريات المثبتة لضباط امن الدولة، فان المتهمين كانوا يخططون لتفجيرات وفق التعليمات التي سترد لهم". وطالب نواب كويتيون بطرد السفير الايراني بعد المعلومات التي نشرت عن تفكيك شبكة التجسس. ويعمل حوالى 45 الف ايراني في الكويت التي تسكنها اقلية شيعية.