قامت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ودول خليجية أخرى بضخ كميات إضافية من إنتاجها من النفط في آذار/مارس الماضي، مساهمة منها في تعويض النقص في السوق بسبب تقلص إنتاج ليبيا منذ اندلاع الاضطرابات هناك، كما أظهر مسح أجرته وكالة رويترز للأنباء وأعلنت نتائجه الأربعاء. ويرجح أن تلقى مثل هذه الخطوة بترحيب كبير في الدول المستهلكة التي يساورها القلق من تأثير ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 114 دولارا للبرميل على التضخم والنمو الاقتصادي. ووفقا للإحصاءات التي أجرتها رويترز فإن إنتاج الأوبيك من النفط كان يشهد زيادة مطردة جاءت انتعاش الطلب العالمي وارتفاع أسعار النفط، إلا أن الأزمة الليبية أوقفت هذه الزيادة. وأظهر المسح الذي شمل محللين ومسؤولين في شركات نفط ومنظمة الدول المصدرة للبترول أن مجموع إنتاج دول الأوبك الاثني عشر هذا الشهر قد بلغ 29.13 مليون برميل يوميا في المتوسط بانخفاض عن إنتاجها في شباط/فبراير الماضي والذي بلغ 29.43 مليون برميل. وأظهر المسح أن السعودية والامارات والكويت قد عززت الانتاج بينما تراجع إنتاج كل من ليبيا ونيجيريا. وتوقع محللون أن يرتفع الانتاج السعودي الى مستوى أعلى من مستواه في آذار البالغ تسعة ملايين برميل يوميا خلال العام الحالي. وقال بول توسيتي كبير مستشاري الطاقة في مؤسسة بي.اف.سي انرجي لأبحاث الطاقة إنه يتوقع زيادة السعودية لإنتاجها في الاشهر المقبلة خاصة اذا نجحت في تسويق خاماتها الجديدة الاخف وذات نسبة الكبريت الاقل. وقال مصدر في شركة النفط السعودية أرامكو الثلاثاء ان المملكة باعت بالفعل لعملاء أوروبيين نحو مليوني برميل من مزيج جديد لتعويض النفط الليبي. وقد تراجع انتاج نيجيريا -التي تنتج أيضا خاما عالي الجودة مثل ليبيا- في آذار بسبب إجراء عمليات صيانة لحقول النفط فيها. وتشير جداول الصادرات الى أن انتاج نيجيريا سيرتفع في نيسان/إبريل بمقدار 200 ألف برميل يوميا بعد الانتهاء من هذه العمليات. يذكر أن العراق من بين الدول التي عززت انتاجها أيضا في آذار، فزادت صادراته من ميناء البصرة جنوبي البلاد. كما زاد انتاج أنجولا بعد إجراء عمليات صيانة في حقولها أيضا. وأحجمت أوبك عن اتخاذ أي قرار رسمي برفع انتاجها اثر الازمة الليبية وليس مقررا أن تجتمع المنظمة قبل حزيران/يونيو المقبل .