قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إن الولاياتالمتحدة ستسلم مسؤولية قيادة العمليات العسكرية ضد ليبيا في غضون ايام الى حلف شمال الاطلسي، وذلك من اجل ضمان توزيع عادل للجهود الخاصة بتنفيذ قرار مجلس الامن المرقم 1973. وقال الرئيس الامريكي إن حلف شمال الاطلسي سيلعب دور المنسق للعملية، رغم الخلافات التي مازلت تعتمل في صفوفه حيث تعارض فرنسا وتركيا اضطلاع الحلف بدور قيادي في العملية. وكان مجلس الامن التابع للامم المتحدة قد اصدر قراره المذكور من اجل حماية الشعب الليبي من الهجمات التي يشنها عليه جيش العقيد معمر القذافي. هذا وتتواصل الغارات الجوية الغربية على اهداف في ليبيا، إذ سمعت اصوات انفجارات واصوات المضادات الجوية في العاصمة طرابلس مساء الاثنين. وتقول التقارير الاخبارية إن الانفجارات وقعت في معسكر باب العزيزية – مقر القذافي – الذي استهدف ايضا في الليلة الماضية. وقال التلفزيون الليبي إن عدة غارات جديدة استهدفت الموقع اليوم. وقال ابراهيم موسى الناطق باسم الحكومة الليبية إن عددا كبيرا من الاشخاص قتلوا في غارة استهدفت مطار بلدة سرت، ولكن لم يتسن التحقق من صحة هذه الاقوال. كما وردت تقارير عن قتال عنيف دار في مدينة مصراته التي تبعد بمسافة 200 كيلومترا الى الشرق من طرابلس، حيث قالت مصادر المعارضة الليبية إن المدينة تعرضت للقصف من جانب قوات القذافي لاربع ايام متتالية ادى الى سقوط عدد من القتلى. وقال الرئيس اوباما، اثناء زيارة يقوم بها الى تشيلي، إنه بمجرد تحقيق الاهداف الاولية للعملية العسكرية، ستبدأ مرحلة انتقالية يصار خلالها الى تشكيل منطقة حظر الطيران، وهي عملية ستستغرق ايام وليس اسابيع. واضاف الرئيس الامريكي سنكون آنئذ شريكا واحدا ضمن عدة شركاء . وقال: من الواضح ان الموقف على الارض يتطور بشكل مستمر، وان سرعة تنفيذ قرار تسليم القيادة سيتوقف على توصيات قادتنا العسكريين بأن المرحلة الاولى من العملية قد نفذت بنجاح. واشار الرئيس اوباما الى ان الولاياتالمتحدة كانت قد تصرفت في الماضي القريب بشكل احادي بدون الحصول على دعم دولي وانتهى بها الحال الى تحمل العبء لوحدها. وقال إن حلف شمال الاطلسي سيلعب دور المنسق للعمليات العسكرية، ولكنه اضاف انه سيترك الامر لرئيس هيئة الاركان المشتركة الاميرال مايك مولن لشرح الكيفية التي ستجري فيها عملية نقل المسؤولية. من جانبه، أكد وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس، الذي يقوم بزيارة الى روسيا، ان الولاياتالمتحدة ستخفض عما قريب مساهمتها في العملية العسكرية ضد ليبيا. الا ان حلف شمال الاطلسي لم يتمكن من ردم هوة الخلافات بين اعضائه حول الدور الذي ينبغي عليه الاضطلاع به، وذلك عقب اجتماع عقده في مقره في بروكسل. فقرارات الحلف يجب ان تتخذ باجماع الدول ال 28 العضوة فيه، ويقول مراسل بي بي سي في بروكسل كريس موريس إن تركيا والمانيا مترددتان في السماح للحلف بالاضطلاع بدور قيادي، بينما لم تعبر فرنسا عن حماس للفكرة. وتخشى هذه البلدان بدرجات متفاوتة ردود الفعل العربية في حال وضعت العملية تحت قيادة حلف الاطلسي. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن الدول العربية لا ترغب في ان توضع العملية كليا تحت قيادة الحلف، ولكنه اضاف انه يتوقع ان يوافق الحلف على الاضطلاع بدور مؤازر في غضون الايام القليلة المقبلة. اما ايطاليا، فقالت إنها قد تعيد النظر في عرضها بالسماح باستخدام قواعدها الجوية ما لم يتول الحلف قيادة العمليات العسكرية. وقال رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني: إنه لمن المهم جدا ان تؤول مسؤولية القيادة الى حلف شمال الاطلسي، بهيكله التنسيقي المختلف تماما عن ذلك المعمول به حاليا. من جانبه، قال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون إن الحملة العسكرية ضد ليبيا ستستفيد من آلية حلف شمال الاطلسي المجربة في مجالي القيادة والسيطرة. وكان التحالف الغربي المشارك في العمليات العسكرية ضد ليبيا قد عمد في وقت سابق من يوم الاثنين الى توضيح موقفه من مسألة استهداف القذافي شخصيا، وذلك بعد استهداف مبان في مقره بباب العزيزية في طرابلس ليلة الاحد. وكان وزير الدفاع البريطاني قد قال يوم الاحد إن استهداف القذافي ممكن نظريا. ولكن الجنرال الامريكي كارتر هام، قائد القوات الامريكية في المسرح الافريقي (افريكوم) اكد ان مهاجمة القذافي ليست جزءا من مهمته. وقال كاميرون في وقت لاحق لاعضاء مجلس العموم بلندن إن قرار مجلس الامن محدود الافق و ولا يوفر الغطاء القانوني لاية عملية تهدف الى ازاحة القذافي بالقوة. ويخول القرار 1973 الدول الاعضاء في الاممالمتحدة اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين الليبيين من اعتداءات قوات القذافي – بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران. ولم يبلغ عن وقوع اية غارات جوية لطيران الحلفاء يوم الاثنين، الا ان الطيران واصل طلعاته إذ نفذ اكثر من 70 طلعة اليوم. واكد الجنرال هام ان التحالف لا ينوي تدمير الجيش الليبي بشكل كلي. الا انه اضاف: اذا توقفوا واتخذوا وضعا دفاعيا، سنتمكن من مهاجمتهم، فالامر يعتمد على الاماكن التي يوجدون فيها ونواياهم. فلو هاجموا مدنيين، نحن مخولون بمهاجمتهم. ونفى الجنرال هام ان يكون التحالف قد اجرى اتصالات مباشرة مع المتمردين المناوئين للقذافي، مؤكدا ان منطقة حظر الطيران ستوسع لتبلغ مساحتها الف كيلومتر مربع.