اعطت الحكومة الاسرائيلية الاحد الضوء الاخضر لبناء مئات من الوحدات الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية ورفعت الشرطة مستوى التاهب خوفا من عمليات انتقامية بعد مقتل عائلة في مستوطنة شمال الضفة الغربية. وسيدفن افراد عائلة فوغل وهم الام والاب وثلاثة من اطفالهم الذين طعنوا حتى الموت اثناء نومهم في مستوطنة ايتمار المقامة على اراضي نابلس في القدس الاحد. واطلقت اجهزة الامن الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي عملية مطاردة في منطقة نابلس في محاولة لالقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة التي نسبت الى فلسطينيين والتي صدمت اسرائيل من دون ان تعلن اي جهة مسؤوليتها عنها. ورفعت الشرطة الاسرائيلية مستوى التاهب خصوصا في القدس خوفا من اعمال انتقامية تستهدف الفلسطينيين من قبل المتطرفين اليهود. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس "نحن مستعدون لمواجهة اي فوضى محتملة الاحد يوم دفن الضحايا في القدس". وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس بان مجموعة من المستوطنين الغاضبين هاجمت ليلة السبت الاحد قرية بورين الفلسطينية وهي منطقة متازمة قرب نابلس والقوا الحجارة واضرموا النار في احد المنازل وبعدها تدخل الجيش الاسرائيلي بسرعة لتفريق المهاجمين. ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاسرائيليين مساء السبت الى "ضبط النفس". وقال نتانياهو "ادعو جميع الاسرائيليين الى التصرف بمسؤولية وضبط النفس وعدم تنفيذ القانون بايديهم فعندما يطبق احدهم العدالة بيديه لا تعود هناك عدالة. هذه مسؤولية الجيش الاسرائيلي وقوات الامن وحدها". ودعا داني ايالون نائب وزير الخارجية المستوطنين الى عدم القيام باعمال انتقامية قال انها "اخطر ما يمكن القيام به لانها مخالفة للمبادىء الاخلاقية وهذا سيلحق الضرر بنا من الناحيتين السياسية والامنية". وكان الوضع متازما لعدة ايام بين مزراعين فلسطينيين ومستوطنين يهود متطرفين قرب مدينة نابلس وهي منطقة زراعية يخيم عليها التوتر باستمرار بسبب الصراع بين المزارعين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود المعروفين بتطرفهم. وادانت كل من السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس والامم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية وفرنسا عملية القتل في ايتمار. وعلى الجبهة السياسية ردت الحكومة الاسرائيلية على الهجوم من خلال اعطاء الضوء الاخضر لبناء "مئات الوحدات السكنية" في مستوطنات الضفة الغربية. واعلن بيان صادر عن مكتب نتانياهو ان "اللجنة الوزارية للمستوطنات قررت امس (السبت) بناء مئات الوحدات السكنية في غوش عتصيون ومعاليه ادوميم وارييل وكريات سيفر". وتعد هذه المستوطنات الاربع الاكبر من حيث الكثافة السكانية ويسميها المسؤولون الاسرائيليون "تجمعات استيطانية" يريدون ضمها الى اسرائيل في اطار اي اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ورحب داني دايان رئيس "ييشا" المنظمة الرئيسية للمستوطنين بالقرار الذي اصدره نتانياهو بالموافقة على استصدار المزيد من تصاريح البناء في الضفة الغربيةالمحتلة ووصفه بانه "خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح". وادانت السلطة الفلسطينية في المقابل "بشدة" قرار الحكومة الاسرائيلية وحذرت من ان سيؤدي "الى مشكلات خطيرة".