اكدت القيادة الفلسطينية السبت انها مصممة على الحصول من الاممالمتحدة على ادانة الاستيطان الاسرائيلي على الرغم من الفيتو الاميركي في مجلس الامن الدولي الجمعة حول مشروع قرار عربي بهذا الشان. واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت ان تصويت 14 دولة لصالح مشروع القرار "انتصار حقيقي للدبلوماسية الفلسطينية رغم الفيتو الاميركي"، مؤكدا على "عدم العودة الى طاولة المفاوضات الا بوقف الاستيطان". وقال عباس خلال لقائه مع اكاديميين فلسطينيين بمقر الرئاسة في مدينة رام الله "لا نسعى الى مقاطعة الادارة الاميركية (..) بل نريد المحافظة على مصالحنا وحقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي"، مشيرا الى تعرض السلطة الفلسطينية للضغوط لسحب مشروع القرار. وشدد "على الموقف الفلسطيني القاضي بعدم العودة الى طاولة المفاوضات الا بوقف الاستيطان، وتحديد مرجعيات عملية السلام (..) باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967". وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لوكالة فرانس برس "ان قرارنا الان التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار اممي ضد الاستيطان وادانته والتاكيد على عدم شرعيته وسنعيد بعدها طرح مشروع لادانة الاستيطان عبر مجلس الامن الدولي". واضاف "ان الفيتو الاميركي لن يوقف تحركنا باتجاه المؤسسات الدولية ولن يوقف ارادتنا نحو الحرية والاستقلال". واكد عبد ربه "ستكون لدينا اجراءات سياسية اخرى" بدون ان يفصح عنها. واعتبر مسؤول في حركة فتح برئاسة محمود عباس من جانبها ان الفيتو الاميركي "يشكل خطرا استراتيجيا على مصالح الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الاوسط" وقال نائب امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب لوكالة فرانس برس ان "الفيتو يتعارض مع قيم الحرية التي تنادي بها الادارة الاميركية في منطقتنا ومع قيم الشعب الاميركي تجاه احترام حقوق الانسان ونعتبره اعلى اشكال السلوك الديكتاتوري (..) وضربا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والانساني". وقال ان "الادارة الاميركية اختارت العدوان الاحادي الجانب على حقوق الانسان". من جهته، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل السبت ان "الانحياز الاميركي والعجز الدولي" يفرضان "اجراء مراجعة جذرية وشاملة" للوضع الفلسطيني. وقال مشعل بمناسبة افتتاح مركز حول التراث الفلسطيني في مخيم اليرموك في دمشق ان "الانحياز الاميركي والعجز الدولي خذلا المفاوض الفلسطيني مرات ومرات (...) كل هذا يفرض علينا مراجعة جذرية شاملة بكل العناوين والتفاصيل للواقع الفلسطيني". واضاف "ان المستجدات والمتغيرات المباركة من حولنا (في اشارة الى ثورتي مصر وتونس) مع ما ذقناه من عنت الفشل والمراوحة في المكان وانسداد الافق السياسي في الداخل الفلسطيني (...) يفرض علينا مراجعة شاملة للوضع الفلسطيني تتجاوز العناوين الجزئية التي يحاول البعض ان يغرقنا او ان يحصرنا فيها". من جهتها، نددت حماس التي تسيطر على قطاع غزة باستخدام الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الجمعة ضد مشروع قرار يدين الاستيطان الاسرائيلي، معتبرة انه "مشين"، داعية السلطة الفلسطينية لانهاء المفاوضات مع اسرائيل. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس "هذا قرار تعسفي ومشين بحق الشعب الفلسطيني ومكافأة للكيان الصهيوني على انتهاكاته وجرائمه". وشدد برهوم على ان الموقف الاميركي ينبغي ان "يدفع السلطة الفلسطينية لاعتماد استراتيجية وحدة الصف وتقوية الجبهة الداخلية واتخاذ قرار وطني لانهاء كافة اشكال التفاوض مع الاحتلال". واعتبر المتحدث باسم حماس ان القرار "يكشف ان الادارة الاميركية لم تكن نزيهة بالمطلق في دورها برعاية مشاريع التسوية والسلام بل منحازة بالكامل للاحتلال وهذا يؤكد فشل الرهان على التسوية". الا ان اسرائيل عبرت من جهتها عن شكرها للرئيس الاميركي باراك اوباما في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقال نتانياهو "ان القرار الذي اتخذته الولاياتالمتحدة اليوم يثبت ان الطريق الوحيد الى السلام يمر عبر المفاوضات المباشرة وليس عبر قرارات منظمات دولية". واكدت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس ان اعتماد القرار الذي صوت عليه 14 عضوا من اصل 15 في مجلس الامن الدولي، كان يمكن ان "يشجع الاطراف على البقاء خارج المفاوضات"، معترفة في الوقت نفسه بان الاستيطان الاسرائيلي يدمر "الثقة بين الاطراف" ويهدد "آفاق السلام". ومشروع القرار الذي تبنته حوالى 130 دولة يؤكد مجددا ان "المستوطنات الاسرائيلية المبنية في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، بما فيها القدسالشرقية، غير شرعية وتشكل عقبة رئيسية امام نجاح سلام عادل ودائم وشامل". ويقيم حوالى 300 الف مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة واكثر من 200 الف في القدسالشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها. واعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن اسفها للموقف الاميركي. وقالت مديرة المنظمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا ساره لي ويتسون بحسب ما جاء في بيان "ان الرئيس اوباما يريد ان يقول للعالم العربي في خطاباته انه يعارض الاستيطان لكنه يرفض ترك مجلس الامن الدولي يقول لاسرائيل بطريقة ملزمة ان توقفها". واضافت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها "ان ادارة اوباما ينبغي ان تكون لديها رسالة واضحة ومنطقية تقول ان المستوطنات على الاراضي المحتلة غير شرعية ويجب تفكيكها"، مذكرة بان اتفاقيات جنيف تحظر على قوة احتلال السماح لسكانها بالاقامة في اراض محتلة. ومحادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية استؤنفت لفترة وجيزة في نهاية ايلول/سبتمبر في واشنطن قبل ان تتوقف مجددا اثر انتهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية لفترة محددة. ويطالب المفاوضون الفلسطينيون لاستئنافها قرارا جديدا بتجميد الاستيطان الاسرائيلي بما في ذلك في القدسالشرقية، وهو ما ترفضه اسرائيل على الرغم من ضغوط دولية كثيفة.